باريس-رويترز: في تعبير عن اتساع الفجوة بين فرنسا وأميركا حول الموقف في لبنان، أعلنت باريس أمس انها لن تحضر اجتماع الامم المتحدة الذي كان سيعقد اليوم لبحث تشكيل قوة دولية لجنوب لبنان قبل تاجيله للمرة الثانية لاجل غير مسمى، قائلا انه يجب اولا التوصل الى اتفاق سياسي بشأن سبل انهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة اسابيع· وفي واشنطن قلل البيت الأبيض من اهمية الخلاف مع باريس، لكنه جدد موقفه الرافض لوقف فوري لاطلاق النار·
ويسلط رفض فرنسا حضور الاجتماع الضوء على الانقسامات بين اعضاء المجتمع الدولي بشأن كيفية انهاء النزاع في لبنان، خاصة وأنه جرت الاشارة الى فرنسا كقائد محتمل لمثل هذه القوة الدولية لكنها تريد هدنة تقترن باتفاق بشأن اطار عمل لوقف اطلاق نار دائم قبل نشر أي قوات·
ويذكر أن فرنسا قدمت مشروع قرار لمجلس الامن يدعو لوقف فوري لاطلاق النار، فيما قال البيت الابيض على لسان متحدثه جون سنو إن وقفا فوريا لاطلاق النار ليس مطروحا لكنه استدرج بالقول إن مشروع القرار الفرنسي يتضمن نقاطا كثيرة تدعمها اميركا بما في ذلك ضرورة اقامة علاقات سياسية بين لبنان وفرنسا·
وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لصحيفة ''لو موند'' الفرنسية إن باريس لا تريد ان تبحث القوة الدولية قبل التوصل الى اتفاق سياسي· واضاف ان فرنسا لا تريد السقوط في مصيدة تؤدي الى وجود قوة بدون اتفاق سياسي مسبق·
وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قد صرح في وقت سابق بأن الاجتماع سابق لاوانه، وان باريس تعتبر انه لم تتم تهيئة الظروف اللازمة لنشر القوة· ونقلت صحيفة ''لو موند'' عن دبلوماسي فرنسي قوله ان الاجتماع ''سابق لاوانه'' لانه سيعزز موقف الولايات المتحدة· وقال الدبلوماسي إن فرنسا لن ترسل قوة الى لبنان لتواصل عمل الجيش الاسرائيلي· وكان اجتماع الدول التي قد تشارك في القوة الدولية وعددها حوالى 40 حسب مسؤولي الامم المتحدة مقررا الاثنين الماضي، لكنه ارجىء الى الخميس ليتاح لكل الاطراف المعنية الحصول على مزيد من التفاصيل حول ما تعتزم الاسرة الدولية ان تقوم به في لبنان·
وصرح المسؤول في المنظمة الدولية احمد فوزي في لقاء مع صحافيين ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يأمل في عقد هذا الاجتماع التقني ليبحث مع الدول التي يمكن ان تساهم بوحدات في تشكيل هذه القوة· واكد ان الامر يتعلق ''بالجوانب التقنية'' للمسألة· واوضح ان الاجتماع الذي سيعقد برئاسة الامين العام المساعد للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام جان ماري جيهينو ان المحادثات لن تتناول مهمة القوة التي ''يعود الى مجلس الامن الدولي تحديدها''· واضاف ان ''تشكيلة القوة مرتبطة ايضا بمهمتها''· واكد فوزي ان الدول المساهمة ستناقش مسألة من سيقدم ماذا لكنه اعرب عن اعتقاده ان الدول ستمتنع عن كشف حجم مساهمتها قبل ان تعرف مهمة هذه القوة·
وفي بروكسل، طالب وزير الخارجية البلجيكي كارل دي جوشت بمشاركة بلاده في قوة حفظ السلام الدولية المقترح إرسالها إلى لبنان· وقال الوزير في حديث لصحيفة ''دي ستاندارد'' البلجيكية إن دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض إرسال جنودها إلى منطقة الصراع ستخسر ثقلها السياسي هناك· وأشار الوزير البلجيكي إلى أن تلك الدول التي قالت إنها غير مستعدة للمشاركة في قوة دولية إلى لبنان ستعتبر مستقبلا غير جديرة بالمشاركة في أي محادثات حول الشرق الاوسط·
فيما ذكرت تقارير صحفية أن أسبانيا على استعداد للمشاركة في قوات حفظ السلام المزمع تشكيلها وإرسالها لتنتشر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية· وأفاد تقرير صحيفة ''الباييس'' بأن اسبانيا مستعدة لارسال نحو 800 جندي إلى منطقة الشرق الاوسط· وأضاف تقرير الصحيفة أن الحكومة ستصدر قرارها بعد موافقة أطراف النزاع على مهمة قوات الامم المتحدة وإصدار مجلس الامن الدولي التفويض اللازم لهذه المهمة·
وذكرت الصحيفة قريبة الصلة بالحكومة أنه في حكم شبه المؤكد أن تتولى فرنسا قيادة قوات الامم المتحدة وسط توقعات خبراء عسكريين أسبان أن يبلغ إجمالي قوام هذه القوات ما بين 10 آلاف و20 ألف جندي معظمهم من دول القارة الاوروبية وفي ظل استعداد بعض الدول العربية المشاركة في هذه القوات·
عدد اليوم
