الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهجرة غير الشرعية بالمغرب.. مغامرة تقود للموت في الطريق لأوروبا

الهجرة غير الشرعية بالمغرب.. مغامرة تقود للموت في الطريق لأوروبا
4 أغسطس 2014 20:35
لا يكاد يمر أسبوع دون أن تلقي سلطات خفر السواحل المغربية أو الإسبانية القبض على المهاجرين السريين من جنسيات مغربية أو من بلدان جنوب الصحراء. الأعداد الكبيرة لهؤلاء المهاجرين وتوالي محاولات خرق نظام المراقبة يؤكدان أن مسلسل الهجرة السرية بالمغرب لم ولن يتوقف، بل إن سماسرة التهجير فتحوا جبهة جديدة ومسرحاً يروي المعاناة والقصة من جديد، فحلم الاغتناء من صفقات الهجرة بالنسبة لمسيري الهجرة السرية وحلم معانقة التراب الأوروبي بالنسبة للمهاجرين يدفعان الطرفين على اختلاف دوافعهما وغاياتهما إلى التفنن في اكتشاف منافذ جديدة غير ضفاف البحر الأبيض المتوسط وجزره، وطرق أخرى غير الاختباء بالقاطرات والشاحنات المتوجهة نحو أوروبا. رحلة طويلة هذه المرة اتجهوا جنوباً مبتعدين عن الشمال ومراقبته الخانقة، فالإجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية والطوق الأمني الإسباني الخانق صعب من عمليات التسلل عبر منافذ الشمال، وأضحت فرص النجاة من مراقبة خفر السواحل ضئيلة، ما دفع بسماسرة التهجير السري إلى تحويل أنظارهم نحو الساحل الأطلسي لجنوب المغرب القريب من جزر الخالدات الإسبانية، بالضبط إلى سواحل مدن طرفاية وطنطان والعيون وبوجدور. وإذا كان ضحايا تجارة الهجرة السرية من المغاربة لا يعانون كثيراً في رحلة الهجرة على اعتبار أنهم يقطعون كيلومترات قليلة في البحر قبل الوصول إلى ما يعتبرونه «الفردوس الأوروبي»، فإن الأفارقة من ضحايا الهجرة السرية يقومون برحلة طويلة ومتعبة ومحفوفة بالمخاطر من بلدانهم إلى المغرب، حيث المرحلة الأخيرة عبر عبور البحر نحو أوروبا. ويقطع المهاجرون القادمون من بلدان جنوب الصحراء كالنيجير والسنغال، وسيراليون، وكوت ديفوار، ومالي، وغينيا، وليبيريا مسافات طويلة، مختبئين في حافلات نقل البضائع وأحياناً مشياً على الأقدام لتجاوز نقاط المراقبة الحدودية، وبعد أيام عدة في صحراء قاحلة يتسلل المهاجرون الى المغرب ويبدؤون الاتصال بشبكات التهجير وسماسرتها. محفوفة بالمخاطر تبدأ العملية بتجميع المهاجرين في المدن الكبرى كالرباط والقنيطرة والدار البيضاء، ثم يرحّلون في المرحلة الثانية في حافلات وشاحنات إلى الجنوب، وهذه المرحلة محفوفة بالكثير من المخاطر نظراً للمراقبة الطرقية على امتداد المسيرة تجاه الجنوب، فكثيراً ما يتم ضبط سيارات وشاحنات تقل مهاجرين سريين من بلدان جنوب الصحراء، لكن منظمي التهجير السري لم تقلقهم أنباء عن ارتفاع أعداد الذين تم ضبطهم في الفترة الأخيرة، بل واصلوا صفقاتهم متحاشين نقاط التفتيش والمراقبة الطرقية باتخاذهم مسالك وطرقاً ثانوية. وتتراوح المبالغ التي يتقاضونها عن هذه المرحلة ما بين (300 و400 دولار) للفرد الواحد. وبوصول المجموعات إلى المناطق الساحلية المحاذية لمدن طرفاية وطنطان ولعيون وبوجدور، تعمد مافيا التهجير إلى تكديس أعداد كبيرة من المهاجرين في قارب واحد واستغلال ظلام الليل الحالك لتبدأ المغامرة نحو جزر الخالدات. وبين الهلاك غرقاً بسبب حمولة القارب والوقوع في فخ خفر السواحل، تتلخص نتيجة مغامرة هؤلاء المهاجرين الذين يضيع جهدهم سداً ويخسرون أموالهم وينتهي بهم الأمر في أحسن الأحوال سجناء بتهمة تكرار محاولة الهجرة. شبكات الهجرة السرية إلى ذلك، يقول الباحث الاجتماعي المهتم بقضايا الهجرة محمد التهامي، إن شبكات الهجرة السرية تختار مناطق خاصة لتنفيذ عملياتها بعد توافد المهاجرين، وأشهر هذه المناطق هي منطقة فم الواد والدويخلة وساحل البورة جنوباً. . . ولعل أهم ما يميز هذه المناطق الساحلية المحيطة بالمدن الصحراوية، عورة تضاريسها والمسالك المؤدية إليها وضعف المراقبة على حدودها البحرية، إضافة إلى دنوها من ساحل جزر الخالدات الإسبانية، وهنا تفتح سوق جديدة وتبدأ تجربة أخرى من مسلسل الهجرة غير المشروعة. ويشير الباحث إلى أن الحملات الأمنية التي قامت بها السلطات لوقف الهجرة السرية إلى إسبانيا عبر المغرب بدأت تعطي ثمارها، بعد أن تراجع عدد المغاربة الذين يحاولون الهجرة غير الشرعية بنسبة 20%، وتقليص نسب الهجرة غير الشرعية في صفوف الأفارقة بأزيد من 70 في المائة، إضافة إلى تفكيك شبكات عدة لتهريب المهاجرين. تدابير للحد من الهجرة السرية يؤكد الباحث الاجتماعي محمد التهامي، أن المغرب باعتباره بلد عبور واستقبال وهجرة للمهاجرين الأفارقة، يعمل على معالجة مشكل الهجرة من عدة محاور إنسانية واجتماعية واقتصادية من خلال اتخاذ سلسلة من التدابير بهدف الحد من الهجرة السرية وحماية حقوق المهاجرين والضغط على دول الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة الدول الأفريقية التي تصدر المهجرين على حل مشاكلها الاقتصادية لتوفير فرص عمل للمهاجرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©