الإمارات تدعو إلى حلول مبتكرة وعملية للتخفيف من الفقر والجوع

ممثلاً عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يشارك معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، في الدورة السادسة والثلاثين للجنة الأمن الغذائي، والتي تعقد في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة 11-16 أكتوبر الجاري، بحسب بيان صحفي صادر عن الوزارة. وألقى ابن فهد، خلال الاجتماع كلمة نيابة عن صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، نقل فيها شكر وتقدير رئيس الدولة لمعالي الدكتور جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على دعوته للمشاركة في اجتماعات لجنة الأمن الغذائي وإلقاء كلمة افتتاحية نيابة عن سموه. ودعا ابن فهد، دول العالم كافة ومنظماته المتخصصة وكل أصحاب المصلحة إلى تحمل مسؤولياتهم وحشد جهودهم للعمل معاً من أجل تسريع وتيرة البحث عن حلول مبتكرة وعملية قابلة للتطبيق لتعزيز الأمن الغذائي العالمي والتخفيف من حدة الفقر والجوع، “فلم يعد مقبولاً أبداً، ونحن على أعتاب العقد الثاني من الألفية الثالثة، أن يعيش سُدس البشرية على حافة الفقر والجوع”. وثمن معاليه في كلمته أمام الاجتماع، جهود منظمة الأغذية والزراعة والى لجنة الأمن الغذائي على الجهود القيمة التي يبذلونها في سبيل تعزيز الأمن الغذائي العالمي والتخفيف من حدة الجوع. وقال ابن فهد، “يعقد اجتماعكم اليوم في ظل تنامي المخاوف من حدوث أزمة غذاء عالمي جديدة نتيجة الارتفاع المتكرر في أسعار المواد الغذائية الأساسية”. و أضاف: “تنظر بلادي بقلق بالغ إلى هذا الأمر الذي قد يتسبب في إبطاء الجهود الدولية المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وخفض عدد الجياع الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة مؤخرا”ً. وأكد أن معاناة أكثر من مليار جائع حاليا مؤشر خطير ودافع لحشد الجهود لمعالجة هذا الوضع المؤلم، مشددا على ان منع تكرار وتجنب حدوث مثل هذه الأزمات في المستقبل، يتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً من أجل معالجة الأسباب الكامنة وراء حدوثها، سواء الأسباب الطبيعية ذات الصلة بتداعيات ظاهرة تغير المناخ، أو الأسباب المتعلقة بضعف الاستثمارات الموجهة للقطاع الزراعي وإنتاج الأغذية. وقال ابن فهد، “إننا نعتقد بأن لجنة الأمن الغذائي العالمي والتي نجتمع اليوم في رحابها ستكون، بعد اعتماد المسائل المتعلقة بإصلاحها كافة، مؤهلة لأن تلعب دوراً مهماً وحيوياً في تحقيق مثل هذا التعاون، وفي حشد الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، خاصة بعد أن حظيت تلك الإصلاحات بتأييد سياسي رفيع المستوى وواسع النطاق”. وجدد وزير البيئة والمياه، تأييد دولة الإمارات للإصلاحات كافة التي ستجعل من اللجنة محفلاً دولياً شاملاً وفاعلاً يجمع كل أصحاب المصلحة والمهتمين. وأكد ابن فهد، تأييد الدولة للجهود التي تبذلها اللجنة من أجل وضع إطار استراتيجي عالمي للأمن الغذائي والتغذية ليكون أداة تعزز من دور اللجنة في مجال تحسين التعاون، وحفز الإجراءات التنسيقية وتوفير الإرشاد من أجل ضمان مشاركة فاعلة للمشاريع والأنشطة الوطنية والإقليمية والعالمية المصممة للحيلولة دون وقوع أزمات غذائية مستقبلية، والقضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي والتغذية للبشر كافة. ولفت إلى أن الأمن الغذائي العالمي سيواجه في المستقبل المزيد من التحديات، لعل أبرزها القدرة على تأمين الغذاء لتسعة مليارات نسمة في عام 2050 في ظل كل الضغوط والتحديات التي نواجهها. وقال ابن فهد، “إن دولة الإمارات، وعلى الرغم من الظروف المناخية الصعبة وتحديات الأمن المائي، فقد نجحت في بناء نهضة زراعية ساهمت في تحقيق نسب معقولة من الاكتفاء الذاتي لبعض المنتجات الغذائية، وذلك من خلال انتهاج سياسة مرنة ومتوازنة”. وأشار إلى أن تلك السياسة شملت استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي، واستخدام التقنيات الزراعية المتطورة كالزراعة المحمية والمائية، وزراعة المحاصيل المتحملة للملوحة، وتوفير الإرشاد الزراعي وبناء القدرات، واستخدام وسائل ونظم الري الحديثة. و أضاف ابن فهد: “وفي مواجهة الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الأمن الغذائي، فإن بلادي تعمل وفق استراتيجية وطنية متكاملة للأمن الغذائي تهدف إلى تحقيق أهداف عدة، منها ضمان تنمية مستدامة لمدخلات عناصر الأمن الغذائي كافة تخدم الجيل الحالي والأجيال القادمة وتساهم في رفع معدلات الاكتفاء الذاتي”. كما تهدف تلك الاستراتيجية إلى تعزيز كفاءة الموارد الوطنية وإدارتها لرفع الإنتاجية والاهتمام بتطوير قطاعات الإنتاج الغذائي غير التقليدية وضمان استمرارية توافر السلع الغذائية من خلال الاستيراد المباشر من السوق الخارجي وترسيخ السلامة الغذائية. وذكر أن الإمارات بالإضافة إلى ذلك، بادرت لبناء شراكات عالمية وضخت الكثير من الاستثمارات الموجهة للقطاع الزراعي بما يعزز الأمن الغذائي لنا وللدول الأخرى ويساهم بشكل مباشر في تنمية مجتمعات المزارعين بالدول ذات العلاقة. وقال ابن فهد، “كما قمنا في إطار التزامنا بالأهداف التنموية للألفية ذات الصلة بمكافحة الفقر والجوع بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية، لتحافظ بلادي على موقعها كواحدة من كبار الدول المانحة”. وأفاد بأن مساهمة الإمارات في تعزيز الأمن الغذائي العالمي شملت كذلك توفير وتطوير بنية تحتية وشبكة مواصلات وخدمات لوجستية متطورة جدا، “بوأت لنا الريادة الإقليمية والعالمية كمركز تجارة وإعادة تصدير وخصوصا للسلع الغذائية بما يوفر الانسياب والتدفق للأسواق المحلية ويتعداه لخدمة وتوفير متطلبات رقعة واسعة من العالم”. وأضاف: “كما تقوم بلادي بدور نشط وفاعل للمساعدة في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية، من خلال تقديم المساعدات عن طريق هيئات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمؤسسات الإنمائية والجمعيات الإغاثية، بالإضافة إلى المشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة الميدانية”. وشدد وزير البيئة والمياه، على أن الإمارات إذا أنها تنظر بقلق بالغ إلى ارتفاع مستويات الجوع، والى اتساع رقعة انعدام الأمن الغذائي في الكثير من البلدان النامية، فإنها تؤكد أن الحلول الفردية لن تكون ذات جدوى تذكر في مواجهة هذه المشكلة العالمية المعقدة. وأشار إلى أن دولة الإمارات تثمن الجهود التي بذلها المجتمع الدولي في الأعوام القليلة الماضية من أجل التخفيف من حدة الجوع ومساعدة أكثر البلدان تضرراً من حالة انعدام الأمن الغذائي، خاصة وقت الأزمات. وجدد ابن فهد، تأييد الدولة لمنظمة الأغذية والزراعة وللجنة الأمن الغذائي العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وللمنظمات والوكالات والبرامج الدولية والإقليمية ذات الصلة كافة، وتجدد تأييدها أيضاً للإجراءات الإصلاحية التي تقوم بها لتمكينها من القيام بالمهام الموكولة إليها بأفضل صورة ممكنة. لجنة الأمن الغذائي يناقش الاجتماع الإصلاحات التي أجريت على لجنة الأمن الغذائي لتقوم بدورها بصورة أفضل. وتعمل لجنة الأمن الغذائي على تقديم الدعم والمشورة للبلدان والأقاليم من أجل إعداد خطط عملها على المستويين الوطني والإقليمي لكفالة الأمن الغذائي والتغذية وتنفيذ هذه الخطط ومراقبتها وتقييمها. كما تعمل على تنسيق نهج عمل عالمي لتحقيق الأمن الغذائي، والترويج للاتساق بين السياسات، والتشجيع على المساءلة وتقاسم أفضل الممارسات ووضع إطار استراتيجي عالمي للأمن الغذائي والتغذية.