الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد رمضان .. كيف نعيد ضبط الساعة البيولوجية؟

4 أغسطس 2014 20:44
شكاوى متكررة اليوم. . يكون قد انقضى أسبوع كامل على انتهاء شهر رمضان الفضيل. رغم ذلك هناك كثيرون لا يزالون يشكون اختلال نظام نومهم، وفشلهم في إعادة دورة الحياة اليومية الاعتيادية من نوم واستيقاظ وممارسة العمل بشكل طبيعي، كما كان قبل رمضان، ولا سيما الذين اعتادوا السهر، ثم الخلود إلى النوم بعد أداء صلاة الفجر! أصحاب هذه الفئة يشكون من الأرق، والخمول، وعدم الاتزان، وعدم القدرة على العمل؟ وعدم الانتظام في تناول وجبات الطعام، ونسمعهم يرددون حتى اليوم: «لم أستطع النوم إلا بعد الخامسة صباحاً. . وفشلت في النوم مبكراً رغم أنني حاولت ذلك بجدية»، فما أسباب هذه الحالة؟ وما العمل؟ الإيقاع اليومي التواتر اليومي يفرض نوعيات معينة من السلوك، فهناك بعض الحيوانات تنشط نهاراً، وتنام ليلاً، وحيوانات أخرى تنام نهاراً وتصطاد ليلاً «الخفافيش»، ونجد أن الإنسان صباحاً يختلف عنه مساءً من حيث طبيعة العمليات الفسيولوجية على مدار اليوم الواحد، وفي النبات يظهر ذلك بشكل واضح في عملية التمثيل الضوئي، كما أن هناك أنماطاً سلوكية تحدث سنوياً كهجرة الطيور خلال فصل الخريف، وهناك كثير من الحيوانات لا تلد إلا في فصل الربيع. فرق التوقيت الأبحاث العلمية تؤكد أن السلوك الإيقاعي يستمر في الحدوث حتى في غياب المؤثرات المرتبطة بها، فحيوان السلطعون اللاهي يكون داكن اللون خلال النهار وفاتح اللون خلال الليل، ولهذا السبب اقترح العلماء أن السلوك الإيقاعي يخضع لتحكم حوافظ زمنية تعرف بالساعات البيولوجية، وهي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتياً، لكن يعاد ضبطها بمؤثرات خارجية، فإذا سافرت إلى الولايات المتحدة حيث الفرق في التوقيت 7 - 9 ساعات، فإنك ستجد صعوبة في أن تخلد للنوم بسهولة في ليل الولايات المتحدة الأميركية الذي يقابل نهار الإمارات، حيث إن ساعتك البيولوجية مضبوطة على توقيت الإمارات. ويستغرق الأمر بضعة أيام حتى تعدل ساعتك البيولوجية ضبط نفسها على توقيت الولايات المتحدة الأميركية، لكن يجب أن نتذكر أن الجهاز العصبي والجهاز الهرموني مشتركان في التحكم في هذه الأنماط السلوكية الإيقاعية. علاج الأرق تبين لدى العلماء أن هذه الساعة أو الآلية أو الحاسة تشمل عوامل موروثة معقدة إلا أنها بشكل عام ينظمها حامض نووي يتسبب في سلسلة تفاعلات متتالية لها علاقة بتنظيم عمل الجسم، ووجد أن أية عرقلة لنشاط هذا الحامض بأي شكل من الأشكال توقف سلسلة التفاعلات مما يؤثر على انتظام عمل وظائف الجسم المختلفة. ويعكف العلماء في دراساتهم إلى معرفة المواد المضادة التي يمكن أن تؤثر على هذا الحامض النووي للوصول إلى إنتاج عقارات فعالة لعلاج الأرق. آلية العمل توصل العلماء من خلال تقنيات البيولوجيا الجزئية الحديثة إلى أن دورة الليل والنهار على سطح الأرض تتولى مهمة تقويم مسار جميع العمليات الحيوية في الكائنات الحية، فلا يمكن للساعة البيولوجية أن تعمل بمفردها بانتظام لمدة طويلة إذ يعد التعرض لضوء النهار ولو لدقائق معدودة بصورة يومية ضرورياً لمواكبة إيقاع الجسم لإيقاع الطبيعة لأن الساعة البيولوجية للجسم تعمل على جعل الإنسان يشعر بالزمن بحيث تحدد أوقات النوم واليقظة والشعور بالشبع والجوع وتنظيم درجة حرارة الجسم ليلاً ونهاراً. ما هي الساعة البيولوجية؟ الساعات البيولوجية أو «الساعة الحيوية» هي «الإيقاع أو التواتر اليومي» الذي ينظم وقت النوم، ووقت الشعور بالجوع، والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة حرارة الجسم، وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في 24 ساعة وتحدث عند فواصل زمنية منتظمة، تتفق غالباً مع دورة الليل والنهار، أو مع تعاقب الفصول، أو مع دورة المد والجزر، أو مع التموجات التي تحدث في العوامل البيئية مثل الضوء والحرارة والرطوبة النسبية وبالضغط البارومتري. الهورمونات تعمل الساعة البيولوجية عند البشر حسب جداول زمنية ضرورية للحياة وللصحة، وللبشر إيقاعات بيولوجية يومية، وأسبوعية، وشهرية، وسنوية، ويختلف مستوى الهورمونات والكيميائيات الأخرى في الدم على مدى هذه الفترات الزمنية. وكثير من عمليات الجسم الحيوية تتم بانتظام كل 24 ساعة، وتتسق أنشطة الخلايا والغدد والكليتين والكبد والجهاز العصبي بعضها مع بعض، ومع إيقاع النهار والليل في البيئة، ويتغير المعدل الذي تتم به عمليات الجسم تدريجيًّا في أثناء اليوم. إن التغير المفاجئ في ساعات العمل تتغير معه إيقاعات الجسم الآيضية - الخاصة بالتمثيل الغذائي - والهرمونية أيضاً، ففي الوقت الذي تكون الساعة البيولوجية معدة للنشاط «زيادة درجة حرارة الجسم، وزيادة مستوى الأدرينالين في الدم، ونقص هرمون الميلاتونين». النشاط الجسدي والوجداني الساعة البيولوجية تحدد مستوى النشاط الجسدي والأداء الفكري ومدى التيقظ وقوة الذاكرة والقدرة على التعلم على مدار اليوم. وفي الصباح يكون أداء الإنسان العملي في أفضل حالاته، خاصة في الصباح الباكر، أما المشاعر الوجدانية فتقوى ليلاً ، وتزداد عند المرأة في فصل الربيع، وعند الرجل في فصل الخريف. كيف تضبط ساعتك البيولوجية؟ - حدد عدد ساعات النوم كل ليلة ما بين 5 - 10 ساعات. - قم بإطفاء جميع مصادر الضوء في مكان النوم. - حدد الساعة التي تريد أن تستيقظ فيها. - عرض جسمك إلى الضوء حال استيقاظك لتحفيز الجسم على ضبط هورموناته المتخصصة باليقظة. - مارس رياضة المشي لمدة 45 - 60 دقيقة والاستحمام بماء فاتر قبل الخلود إلى النوم. - العمل على تجنب التأثيرات الجانبية للأدوية، وعدم تعاطيها ليلاً إلا عند الضرورة، وهي أدوية: السرطانات - الروماتيزم - الصداع - ارتفاع ضغط الدم - مدرات البول - المضادات الحيوية - مضادات الهيستامين «الحساسية» - أدوية التخدير الموضعي - الأدوية العصبية والنفسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©