أنانية، مشاكسة، لعوب، عدائية، ومؤذية·· هذه هي الشخصيات التي تلعبها الممثلة السورية الشابة والجميلة ربى المأمون، فلماذا تميل إلى أداء هذه الأدوار التي تُولّد انطباعاً سلبياً لدى المشاهد؟ وما هي حقيقة موقفها منها؟ هل تُعبّر عنها مثلاً أم أنها تقف على النقيض منها؟!
هي تقول إنها ليست كذلك بالتأكيد، بل على النقيض من هذه الشخصيات تماماً، فهي تؤمن بالحوار، هادئة وتحب الخير للآخرين، وتتعامل معهم بمحبة وتفهم ولطف، ولا تحبّ الشر أبداً، إلا في التمثيل لكونه يُشكّل اختباراً لقدراتها وإمكاناتها الفنية في التعبير، كما قالت في حوار مع ''دنيا'' فيما يلي تفصيلاته:
؟ لعبت دور فتاة أنانية لا شيء يقف في طريقها في مسلسل ''زهرة النرجس''، واصطدمت مع من حولك حتى كرهك المشاهدون، فماذا تقولين؟
؟؟ (تضحك): إن كراهية المشاهد للشخصية التي أجسّدها هي شهادة لي بالنجاح، ويجب أن تُلاحظ أن المشاهد لا يكره ربى المأمون، بل هو يكره ''رباب'' الشخصية التي لعبتها في هذا المسلسل·
؟ لكن المشاهد أصبح يتوقع منك دوراً شريراً أو سلبياً عموماً!
؟؟لا مشكلة في ذلك، فالمهم أني أحقق بصمة خاصة، ونجاحاً مضطرداً في أدائي، وأعترف لك بأني خفت من دوري في مسلسل ''ليس سراباً'' لأني أدّيت فيه دور فتاة لعوب تُمثّل الحب على كل شاب وتعبث به، كما خفت من دوري في مسلسل ''وحوش وسبايا'' حيث أدّيت دور فتاة رخيصة تغوي الشباب أيضاً، لكني حقّقت نجاحاً في كلا الدورين، كما قال لي الكثيرون·
؟ وهل هناك نيّة في استمرار هذه النوعية من الأدوار؟
؟؟ الأمور هكذا في الوقت الحاضر! ففي مسلسل ''جمال الروح'' للمخرج مروان بركات، أدّيت دوراً جميلاً؛ فتاة عاشقة طبيعية وطيبة جداً ولكنها تتعرّض إلى الغدر من فتاة أخرى، فتتحوّل إلى إنسانة عدائية ومؤذية· ولا أخفيك أني فُوجئت بأدائي لهذا الدور المملوء بكمية هائلة من الحقد بالرغم من أنني لم أعرف الحقد في حياتي· لذلك أقول أنا أخاف فقط من ردة فعل الجمهور إذا ما رآني في هذه الشخصية، وبهذا القدر من العدوانية والحقد، لا سيما أن هذا المسلسل لم يُعرض بعد، وأنا أنتظر عرضه بشوق وقلق معاً!
؟ هل تعتقدين أن أدوار الشر تترك انطباعاً أقوى عند جمهور المشاهدين؟
؟؟بالتأكيد إذ إن دور الفتاة الطيبة الرقيقة يمرّ أمام عيني المشاهد من دون أن يتوقّف عنده طويلاً، لأن الطيبة أمرٌ عادي وموجود عند غالبية الناس، أما الشريرة فإنها تستوقف النظر وتُثير الانتباه ويتوقّف عندها المشاهد طويلاً، كما أعتقد أن أداء دور الفتاة الجميلة الطيبة والمتسامحة والخيّرة هو أمر عادي·
؟ ماذا تعنين؟
؟؟أعني أني لا أعتبر نفسي ممثلة إذا ما قمت بهذا الدور لأني أقدّم نفسي كما هي، أما أدوار الشر فتحتاج إلى طاقة مبدعة لتجسيدها، وإلى خيال كبير، وإلى خروج من الذات إلى نقيضها، عندئذٍ أصنع شيئاً جديداً لم أكن أعرفه ولكنه يتجسّد بالتمثيل·
؟ يبدو أنك تفضلين الأدوار التي لا تعبر عن شخصيتك الحقيقية!
؟؟لقد عملت مع مخرجين موهوبين، وكانت أدواري صغيرة وقصيرة في البداية، لكنها تمدّدت، وبالتالي هم اكتشفوا مقدرتي على تجسيد أدوار الشر الصعبة، فكلّفوني بها، وهذا دليل ثقتهم، وأنا غير منزعجة من هذا الأمر؛ بل أجد فيه متعة وتحديا·
؟ أين هي المتعة في شخصيات الشر؟
؟؟المتعة في أن تعيش، ولو تمثيلاً، حياة مختلفة عن حياتك وشخصيتك·
؟ أنت درستِ الاقتصاد لا الفلسفة، فكيف فلسفتِ هذه المسألة؟
؟؟ لقد تعلمت، وهناك من لا يتعلم!
؟ وماذا عن تجربتك المصرية؟
؟؟شاركت في مسلسل ''أحزان مريم'' أمام النجمة ميرفت أمين، وهو من إخراج عمر عبدالعزيز· وقد تمّ تصوير العمل في سوريا حيث لعبت فيه شخصية فتاة تلتقي مصادفة بابن ميرفت أمين، فتنشأ بينهما علاقة حب، وكنت سعيدة جداً بمشاركتي في هذا العمل، لأنه جعلني أمثل أمام نجمة كبيرة بحجم ميرفت أمين·
؟ دخلت الفن مصادفة، فهل كان لجمالك دور في ذلك؟
؟؟هذا صحيح، لكني أثبت أني موهوبة، لذلك أستمر وأكبر وأتطور، ولولا موهبتي لما كان بإمكاني أن أحقق ما حققته·
؟ تشاركين مع المخرج فراس دهني في مسلسل ''شتاء ساخن'' كمحتالة، فماذا عن دورك فيه؟
؟؟في هذا العمل ألعب دور ''هناء'' الشابة المحتالة، ومن صاحبات السوابق، ويطلب منها محتال أن تنصب على شخص آخر لتستولي على ماله، لكنها تحتال على الاثنين معاً، وتفوز بالمال لوحدها!
؟ أخيراً·· هل تعتقدين أن الفن ''لعبة''؟
؟؟الفن بشكل ما هو ''لعب'' من نوع احترافي، لذلك نلعب الشخصيات، لكنه أيضاً رسالة ومضمون، ويجب أن يكون صادقاً، ويُعبّر عن واقع الشارع وهموم الناس ومشكلاتهم، وأن يُسلّط الضوء على الفئات المهمّشة في الحياة، فهناك توجد القصص·
؟ متى تتوقعين أن تخرجي من ''اللعب'' بأدوار الشر؟
؟؟سأخرج من أدوار الشر عندما يُقرّر المخرجون ذلك، وعندما أجد أدواراً أكثر صعوبة، وشخصيات معقدة تحتاج إلى مجهود كبير مني كممثلة·
؟ مثل ماذا؟
؟؟مثل دور بنت تُعاني من ازدواج الشخصية أو الجنون مثلاً!
؟ وهل يستهويك الجنون أيضاً؟
؟؟يستهويني بالمعنى الفني، وليس مرضاً فيزيولوجياً!
عدد اليوم
