الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأنظمة التربوية الأعلى أداء تحفّز مدرسيها على الابتكار

الأنظمة التربوية الأعلى أداء تحفّز مدرسيها على الابتكار
14 يوليو 2015 17:12

يعقوب علي (أبوظبي) شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس محاضرة ألقاها الدكتور «اندرياس شلايشر» مدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للسياسة التربوية في باريس، بعنوان « أداء تعليمي قوي وإصلاحات تربوية ناجحة، كيف نبني الأنظمة التربوية في القرن الحادي والعشرين». حضر المحاضرة سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، ومحمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية و سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الشيوخ وكبار الشخصيات والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة. وأكد المحاضر أن دولة الإمارات واحدة من الدول العشر الأولى من بين 70 دولة تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مجال التعليم متقدمة بذلك على الكثير من الدول المتقدمة في أميركا وأوروبا. وبين أهمية المساواة في التعليم ، وأن تقوم الأنظمة التربوية الأعلى أداء بمواءمة سياساتها وممارساتها في جميع جوانب النظام فتجعلها مترابطة، مؤكداً أنه لا يمكن للجودة العالية للنظام التربوي أن تتجاوز في أهميتها الجودة العالية للمدرسين. وكشف المحاضر عن أن توفير التحسينات وخطط التطوير التي أجرتها دولة الإمارات على منظومتها التعليمية منذ العام 2010 توفر أكثر من تريليون دولار، كمردود اقتصادي مباشر وغير مباشر، مشيراً إلى أنه يشعر بالانبهار عند كل زيارة لمدارس وجامعات أبوظبي، مضيفاً : «نظامكم التربوي الذي تبنونه اليوم هو اقتصادكم غداً». وأكد أن التحدي المقبل الذي يجب أن يشغل القائمين على المنظومة التعليمية في الإمارات والعالم أجمع هو إعلاء قيمة المدرس، وقال : «لا يمكن للجودة العالية للنظام التربوي أن تتجاوز في أهميتها الجودة العالية للمدرّسين»، مشدداً على ضرورة أن يصبح التعليم الشغل الشاغل للجميع، بمعنى حشد تأثير القيادة وتميّز المعلمين واهتمام أولياء الأمور والتزام جهات العمل والجهات التشريعية في تأمين كل ما يلزم للنهوض بالمنظومة التعليمية. وتطرق المحاضر إلى محاور عدة شملت أهم التغيرات فيما يتعلق بالطلب على المعرفة والمهارات، وانعكاسات ذلك على المناهج الدراسية وعلى علم أصول التدريس والتربية وعلى مهنة التدريس، معرجاً على أبرز التحسينات التي تمّ إدخالها على جودة مخرجات التعليم حول العالم، والمحركات الرئيسة لسياسات تحسين نوعية المدارس. تحديات الثورة الرقمية وفي الإطار ذاته، أكد المحاضر أن من أبرز التحديات التي يواجهها التربويون اليوم هو أن الأمور التي يسهل تدريسها، تسهل أيضاً رقمنتها وأتمتتها وتعهيدها، مشيراً إلى أنه لم يعد العالم يكافئ الناس على ما يعرفونه، فمحرك بحث «غوغل» يعرف كل شيء، بل بات يكافئهم على ما يمكنهم القيام به اعتماداً على ما يعرفونه. وفي الماضي، كان التعليم يتمحور حول كيفية تعليم الناس شيئاً ما، أما الآن فقد أصبح يتمحور حول ضمان قدرة الطفل على معرفة مساره بكل ثقة واكتساب مهارات تمكّنه من إيجاد طريقه في عالم ملتبس ومتقلّب ومبهم. وشدد على أن على مدارس اليوم إعداد الطلاب من أجل عالم يحتاج فيه غالبية الناس إلى التعاون مع آخرين من أصول ثقافية متنوعة وإدراك أفكارهم وآرائهم وقيمهم المختلفة، عالم يحتاج فيه الناس أن يقرروا كيف يثقون بالآخرين ويتعاونون معهم رغم وجود الاختلافات بينهم، عالم ستتأثر حياتهم فيه بسبب مشكلات تتخطى حدود بلدانهم. تعليم ما لم يكتشف وقال: «في هذه الأيام لم نعد نعرف بالضبط إلى أين ستؤول الأمور، وغالباً ما نفاجأ ونضطر أن نتعلم من الحالات الاستثنائية وأحياناً نرتكب الأخطاء أثناء قيامنا بذلك. وغالباً ما تقودنا هذه الأخطاء والفشل ، وإذا فهمناها فهماً صحيحاً تقودنا إلى خلق السياق الصحيح للتعليم والنمو».وأضاف: « منذ جيلٍ مضى، كان بمقدور المعلمين أن يتوقعوا بأن ما يعلمونه لتلامذتهم سيبقى معهم طيلة حياتهم. أما اليوم، فالمدارس بحاجة إلى إعداد الطلاب من أجل نمو اقتصادي واجتماعي أسرع من ذي قبل، من أجل وظائف لم توجد بعد، ومن أجل استخدام تكنولوجيا لم يتمّ اختراعها بعد، ومن أجل حل المشكلات الاجتماعية التي لا نعلم حتى الآن بأنها ستظهر». برنامج تقييم الطلبة وأشار المحاضر إلى أن المقارنات الدولية ليست سهلة أبداً كما أنها ليست دقيقة أيضاً. فقد بدأت مقارنات «برنامج تقييم الطلبة الدوليين» (PISA) التابع لمنظمة التعاون ا?قتصادي والتنمية تأخذ في الاعتبار مدى استعداد الطلاب في السياق المذكور آنفاً في بلدان مختلفة.وأضاف: « ويعرّفنا «برنامج تقييم الطلبة الدوليين» على ما يمكننا القيام به في التعليم، كما يساعد الدول على رؤية أنفسها في مرآة النتائج والفرص التربوية التي يقدمها القادة التربويون في العالم. وتُظهر النتائج بأن جودة التعليم في بلدٍ ما هي مؤشر قوي للثروة التي سيجنيها ذلك البلد على المدى البعيد. أو بعبارة أخرى، فإن المخرجات الاقتصادية التي نخسرها بسبب رداءة السياسات والممارسات التربوية تقود الكثير من البلدان إلى ما يمكن أن يصل إلى حالة دائمة من الكساد الاقتصادي، وهو كساد غالباً ما يكون أشد وطأة من الكساد الذي تسببت به الأزمة المالية في بداية الألفية». التعليم خيار القادة وقال المحاضر: « هذا يطرح السؤال حول ما يمكننا أن نتعلمه من الأنظمة التربوية في المدارس الأعلى أداءً في العالم، نتفق جميعنا على أن التعليم مهم ولكن الاختبار الحقيقي لأهميته لا يظهر إلا عندما يوضع التعليم في موازاة أولويات أخرى. وقد تعلمنا من «برنامج تقييم الطلبة الدوليين» بأن القادة في المدارس الأعلى أداءً علّموا مواطنيهم النظر إلى التعليم والمستقبل على أنهما أثمن بكثير من الحاجات الاستهلاكية اليومية». وأضاف: « لكن إيلاء التعليم أهمية كبيرة ليس سوى طرف من المعادلة، والطرف الثاني هو الاعتقاد بالإمكانيات التي بوسع جميع الأطفال تحقيقها. والمثير للاهتمام هو أن الكثير من الأنظمة التربوية الأعلى أداءً تتمتع بأداء قوي ومتكافئ بمعنى أن جميع الطلاب من جميع الخلفيات الاجتماعية يحرزون تحصيلاً دراسياً عالياً. كما أن الأنظمة التربوية الأعلى أداء تشترك فيما بينها بمعاييرها الواضحة والطموحة. فالجميع يعلم ما المطلوب منه لكي يحصل على المؤهل الدراسي الذي يريده». هجر الأساليب التقليدية وقال المحاضر: « في الماضي، كانت المدارس تستخدم الأساليب نفسها في تعليم جميع الطلاب رغم اختلافاتهم. أما اليوم فتتعامل الأنظمة التربوية الأعلى أداء مع التنوع من خلال ممارسات تعليمية مختلفة، فهي تدرك بأن الطلاب العاديين لديهم مواهب غير عادية وبالتالي تقوم بتخصيص التجارب التعليمية بما يناسب اختلافات الطلاب. وربما كان أهم مخرج للأنظمة المدرسية الأكفأ في العالم هو الجودة العالية للمخرجات الدراسية في جميع نواحي النظام التربوي مما يحقق لجميع الطلبة مستوى الاستفادة نفسه من التعليم المتميّز». تحفيز المدرس وأوضح شلايشر : « لا يمكن للجودة العالية للنظام التربوي أن تتجاوز في أهميتها الجودة العالية للمدرّسين، فالأنظمة التربوية الأعلى أداء في العالم تولي اهتماماً كبيراً بكيفية اختيار طاقم مدرّسيها وبتطوير أداء المدرسين الذين يواجهون صعوبات معينة وبرواتب وبدلات مدرسيها، وهي توفر لمدرسيها بيئة يمكنهم من خلالها العمل سوياً على تطوير ممارسات جيدة، كما توفر لمدرسيها مسارات ذكية لتحقيق النمو والتطور في سيرتهم المهنية». وأضاف: « كما انتقلت الأنظمة التربوية الأعلى أداءً من السيطرة الإدارية والمساءلة إلى الأشكال الاحترافية في تنظيم العمل، فأصبحت تدعم مدرسيها من أجل تحقيق الابتكار في طرائق التعليم، وتحسين أدائهم وأداء زملائهم، والسعي إلى تطوير أنفسهم مهنياً بما يفضي إلى ممارسات تربوية أفضل. وفي حين كان الهدف في الماضي ينصبّ على توحيد المعايير والتوافقية، أصبحت الأنظمة التربوية الأعلى أداء الآن تحفّز مدرسيها على الابتكار، وأخيراً وليس آخراً، غالباً ما تقوم الأنظمة التربوية الأعلى أداء بمواءمة سياساتها وممارساتها في جميع جوانب النظام فتجعلها مترابطة على مدار فترات زمنية طويلة وتحرص على تنفيذها بشكل منسجم وثابت». كادر// المحاضر : تريليون دولار المردود الاقتصادي لتطوير الإمارات منظومتها التعليمية منذ 2010 المحاضر في سطور درَسَ أندرياس شلايشر الفيزياء في ألمانيا، ثم حصل على شهادة في الرياضيات والإحصاء من أستراليا، ويشغل منصب مدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص للسياسات التربوية للأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، حيث يدعم استراتيجية الأمين العام من خلال تقديم التحليلات والمشورة حول السياسات بما يدفع بعجلة النمو الاقتصادي ويحقق التقدم الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز عمل المنظمة فيما يتعلق بالتعليم والمهارات على الصعيد العالمي. نال العديد من التكريم والجوائز، ومنها جائزة «تيودور هويس» والتي مُنحت له باسم أول رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية تكريماً له على «مشاركته الديمقراطية المثالية»، ويحمل درجة الأستاذية الفخرية من جامعة هايدل بيرغ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©