الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مقهى منور» في رأس الخيمة خالية من دخان «القدو» وأضراره

4 أغسطس 2014 21:11
المقاهي الشعبية التي عرفتها دولة الإمارات منذ عهود قديمة كان لها دور كبير في المجتمع من خلال التواصل الاجتماعي والثقافي والأدبي والطرائف والحكايات التي نسجت من روادها من أبناء الجيل الماضي. الذين خاضوا تجارب الحياة وعرفوا أسرارها فيكون الحديث معهم مدرسة يتعلم منها المرء ويستمتع بالصحبة الجميلة التي تفتقدها علاقات زمن السرعة. رحب رواد مقهى منور في مدينة رأس الخيمة، الذي شيد في خمسينيات القرن الماضي، بحظر التدخين بكافة أنواعه عامة و«القدو» خاصة بداخله، مؤكدين أهمية حظر التدخين من أجل الحفاظ على كافة أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم من مضار التدخين السلبي على الصحة والسلامة العامة، لافتين إلى أن الحظر ساهم في توفر الهواء الصحي السليم النقي لاستنشاقه. يعد مقهى «منور» من المقاهي الشعبية التي زخرت بها دولة الإمارات في الماضي وما زالت جدرانه وأروقته تحكى قصص التراث الشعبي من صفحات تاريخ رأس الخيمة القديم، حيث شهد تفاصيل حياة الأهالي، في الوقت الذي كانت تتمتع به رأس الخيمة القديمة باعتبارها مركزا لتبضع وتجارة الأهالي في ذلك الوقت من سوق العرصة «المقابل له، كما أن المكان يعتبر حلقة وصل ومكان التقاط الأنفاس لأهالي رأس الخيمة من مستخدمي وسيلة النقل الرئيسية عن طريق البحر «العبرة» التي كانت تنقل الأهالي من وإلى البر الثاني المعيريض قبل تشييد جسر رأس الخيمة في أواخر سبعينيات القرن الماضي. ترحاب ويقول عبد الرحيم كندر صاحب المقهى إن حظر التدخين الذي طبق في المقهى وخاصة «القدو» ساهم في جذب عدد كبير من الأهالي بمختلف أعمارهم لاستنشاقهم الهواء النظيف بين جدران المقهى الذي يعودونه من عشرات السنين الماضية، مؤكداً أن قرار الحظر الذي جاء مواكباً لتوجه الدولة بتطبيق حظر التدخين في الأماكن المغلقة حظي بترحاب الجميع وخاصة الآباء، كما ساهم في مساعدة عدد كبير على رواد المقهى من الإقلاع عن تدخين القدو أو السجائر أو المدواخ. وأشار إلى أن المقهى الواقع في الجهة المقابلة لخور وسوق مدينة رأس الخيمة القديمة الذي شيد أواخر خمسينيات القرن الماضي على يد والده محمد عبد الرحيم كندر، تحت مسمى قهوة «أم شرباك»، كان ملتقى كافة فئات المجتمع للاستمتاع بسوالف النواخذة والبحارة والغواصين والتجار وحتى العمال من الشيب والشباب وهم من رواده الدائمين، لشرب الشاي السنقلى المميز وللجلوس مع الشياب الذين يروون حكايات الماضي الجميل. ولفت كندر إلى أن المقاهي الشعبية التي عرفتها دولة الإمارات منذ عهود قديمة كان لها دور كبير في المجتمع من خلال التواصل الاجتماعي والثقافي والأدبي والطرائف والحكايات التي نسجت من روادها من أبناء الجيل الماضي. الذين خاضوا تجارب الحياة وعرفوا أسرارها فيكون الحديث معهم مدرسة يتعلم منها المرء ويستمتع بالصحبة الجميلة التي تفتقدها علاقات زمن السرعة. وقال إنه على رغم تعدد المقاهي الفاخرة في الإمارة، فإن مقهى منور المشبع بعبق التاريخ احتفظ بخصوصيته لدى عدد كبير من أهالي الإمارة الذين ما زالوا مستمرين في التردد عليه وحتى منهم الوزراء والمدراء وكبار المسؤولين. وأشار محمد أحمد قاسم إلى أن حظر التدخين في المقهى سمح لغير المدخنين بالتوافد عليه والجلوس ساعات طويلة بين جدرانه التي تحكي تاريخ رأس الخيمة العريق. إعمال القانون وأضاف سلمان عبدالله الحبسي، أن حظر التدخين ساهم في تنقية الأجواء في المقهى، حيث أصبح الكل يجلس وهو مطمئن على أنه بعيد عن آثار التدخين السلبي، مشيراً إلى أن نحو 200 ألف شخص يموتون سنوياً من أمراض تصيبهم بسبب تعرضهم للتدخين السلبي. وأكد محمد مال الشحي، أن مقولة إن ربح المقهى ينتج من بيع وسائل التدخين سواء القدو أو الشيشة خاطئة، لأن مقهى منور أصبح بعد حظر التدخين يستقبل عدداً أكبر من الرواد، كما أن الحظر ساهم في أن يحضر الآباء أبناءهم إلى المقهى لمعرفة تاريخ رأس الخيمة من خلال روايات كبار السن التي تسرد يومياً. وقال سعود عبد الرحمن البكر: إن حظر التدخين في المقهى شجع رواده على التواجد يومياً لساعات طويلة، حيث أصبح البيت الثاني لكل رواده كما يشجع الشباب حالياً على متابعة مباريات كأس العالم بلا مضايقات من روائح التدخين. وقال راشد زيد الشحي: إن حظر التدخين في المقهى ساعده على ترك تدخين «القدو» الذي صاحبه منذ عشرات السنوات الماضية، وأقلع عن التدخين بسهولة وبلا مصاعب. تحقق المصلحة العامة أكد عدد كبير من الجمهور أن حظر التدخين جاء متوافقا مع جهود الجهات المختصة في الإمارة لتحقيق المصلحة العامة التي تمنع التدخين في الأماكن المغلقة بنسبة 100% وذلك يشمل الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق (المولات) والقاعات الرياضية وصالونات تصفيف الشعر النسائية والرجالية والأماكن العامة المغلقة الأخرى، باستثناء الأماكن المخصصة للتدخين في الفنادق ومراكز التسوق التي تخصص غرفاً للمدخنين، حيث يتعرض المخالفون لغرامة قدرها 5 آلاف درهم، ويهدف هذا القانون التنظيمي إلى حماية صحة غير المدخنين من خطر التدخين السلبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©