الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حامد المحرمي يوثق تاريخ أنساب القبائل العربية

حامد المحرمي يوثق تاريخ أنساب القبائل العربية
15 أكتوبر 2010 20:04
يعتبر النساب حامد المحرمي نموذجاً مشرفاً وقدوة حسنة لكل إماراتي في حب العلم والاهتمام بالثقافة في مختلف أنواعها، إذ لم تحل أميته وعدم تمكنه من الكتابة والقراءة ولا كبر سنه دون سعيه نحو طلب العلم وسبر أغواره، فقام بتأليف مجموعة من الكتب في علم الأنساب، وهو ماضٍ في تأليف المزيد، آخذاً على عاتقه مهمة توثيق تاريخ القبائل المتعاقبة على أرض الدولة، في محاولة لحفظ حضارتها من الاندثار. في مكتبته المنزلية يحتفظ حامد المحرمي بكنوزه الثمينة ودرره العلمية التي يحتفظ بها، ليؤكد، وهو الرجل الأمي، على أهمية المعرفة والعلم والسعي في طلبه، لا سيما لدى الشباب الذين يمتلكون حالياً كافة الوسائل والأدوات التي تمكنهم من ذلك، بعكس الأجيال السالفة، والتي لم تتوفر لديها وسائل وأدوات لجني العلم، ومع ذلك فقد بذل جهودا جبارة للحصول على المعلومات. مكتبة ثرية من كتبه الصادرة في علم الأنساب، يعدد المحرمي «الشمائل في أنساب القبائل»، و»الشمائل في أشعار القبائل»، وكتاب حديث تحت الطبع بعنوان «الشمائل في أيام القبائل»، موضحا أنها تتناول الحديث عن أمهات القبائل بشكل عام، وأنساب القبائل الموجودة في شبه الجزيرة العربية وحركة تنقلاتها، بالإضافة إلى تناول خاص لقبائل الإمارات وتاريخها القديم. وحول مكتبته المنزلية التي تعج بالكتب القديمة والحديثة على حدّ سواء، يقول المحرمي إن هذه المكتبة تبلغ من العمر حوالي 17 عاماً، وتضم 1000 كتاب، تتناول معظمها مواضيع دينية وتاريخية، فضلاً عن وجود مخطوطات تاريخية غير متوفرة في الوطن العربي، ومن بين هذه الكتب «التيجان» وهو عبارة عن مجموعة مخطوطات قديمة كتبها المؤلف وهب بن منبه ولد عام 34 هـ (توفي عام 110 هـ)، وهو أحد المصادر الرئيسية لتراث «الحكي العربي الأسطوري»، تم طبعه في الهند مرة واحدة. وبمناسبة الحديث عن مكتبته الخاصة، التي وضعها تحت تصرف جميع من يسأله أو من يرغب بالإطلاع عليها أو على أي من محتوياتها، يوضح المحرمي أنه بصدد إنشاء مكتبة عامة مفتوحة للجميع في بني ياس، سيرفدها بالكتب وأجهزة الكمبيوتر، ليستفيد منها كلّ المهتمين بالمطالعة في المواضيع الأدبية والثقافية والمواضيع العامة. تنوع المصادر يتحدث المحرمي عن مجموعة المصادر التي يعتمد عليها في تأليف كتبه الخاصة بعلم الأنساب، مثل كتاب «السمعاني»، وعمر رضا الكحالة، وكتاب «نهاية الإرب» للنقشبندي، و»نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب» للنويري، وموسوعة «القبائل العربية» إضافة إلى «دليل الخليج العربي» للمؤلف لورمر، وكلها مصادر من كتب قديمة معروفة بصدقيتها وقوتها، بالإضافة إلى استعانته بكتب حديثة حول الموضوع، إلى جانب قيامه بجولات وزيارات ميدانية للقبائل بحثاً عن المعلومة وسعياً إلى معرفة الحقيقة الكاملة. ويقول المحرمي «ورثت علوم الأنساب عن والدي وجدي، فقد كانا نسابين معروفين، وقWد أخذت الكثير من المعلومات حول علم الأنساب والقبائل من والدي الذي ورثها عن جدي، واللذان كانا يتنقلان ويسافران من منطقة لأخرى بحثاً عن المعلومة الصادقة رغم صعوبة التنقل آنذاك وعدم توفر المواصلات ووسائل الاتصال، أما أنا فقد كنت أوفر حظاً منهما فالتنقل اليوم سهل وميسور، وهو ما يمكنني من السفر وعمل الزيارات إلى دول عديدة من أجل الحصول على المعلومة». وأشار إلى أنه سافر إلى معظم الدول العربية مثل عمان وقطر والسعودية ومصر والأردن وسوريا حيث التقى بشيوخ قبائل زودوه بمعلومات حول تاريخهم وأنسابهم، مبيناً أنه يتوق لزيارة المغرب وموريتانيا، حيث تناهى إلى سمعه وجود مخطوطات قديمة هناك تضم معلومات قيّمة حول علم الأنساب. وزر المعلومات يحاول المحرمي جهده أن يتحرى الدقة والأمانة في نقل المعلومة أثناء بحثه في تاريخ القبائل، وله في ذلك وجهة نظر يوضحها قائلاً «أبحث في عدة كتب وأجد منها مجموعة بسيطة من المعلومات حول الأنساب والقبائل، وأقوم بنسب هذه المعلومات إلى الكتب نفسها حتى لا أتحمل وزر المعلومة وأسيئ إلى أحد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت». ويتابع «أوصي أولادي وشباب الإمارات بالدين والعبادة أولاً، وحب ما نحب من جمع شمل الإخوان وحفظ التاريخ والأنساب، حتى يكونوا على بصيرة وعلم بتاريخهم فعلم الأنساب له فوائد مهمة على رأسها أنه يعرفهم بالأرحام، وهي الشبكة التي تربطنا بالآخرين». ويوضح المحرمي «لدي 21 ولداً، أحرص على تعليمهم كلهم، سواء الذكور أو الإناث، وقد أنهى بعضهم التعليم الجامعي، وأحدهم يعمل في مهنة المحاماة، فيما لا يزال بعضهم على مقاعد الدراسة». وعن آلية عمله لا سيما وأنه أمي، تقول زوجته أم سالم، التي يصفها المحرمي بـ»الداعم الأول له في مسيرته»، «أقرأ له، وأكتب ما يمليه علي من معلومات يخزنها في ذاكرته». وتضيف «زوجي يمتلك علما غزيرا في الأنساب وتاريخ القبائل، كما أنه يهوى الشعر ويتابع برامجه وهو يحفظ الكثير من الشعر الفصيح والنبطي»، لافتة إلى أنه يحتفظ بمكتبته بمجموعة دواوين شعرية لأشهر الشعراء العرب أمثال امرؤ القيس، البحتري، وأبو العلاء المعري، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والإمام الشافعي، وحسان بن ثابت وزهير بن أبي سلمى. إشادة رفيعة المستوى حظي حامد المحرمي بإشادة من شخصيات محلية بارزة في الدولة لإصداره مثل هذه الكتب، من بينهم الدكتور عبدالله محمد الريس مدير عام مركز الوثائق والبحوث في وزارة شؤون الرئاسة، وكتاب شكر من شيخ قبيلة المناهيل من الشيخ بخيت بن طناف المنهالي، هنالك الكثير من الاتصالات التي تأتيه من قبائل تشكره فيها على معلومات ومنهم من يزوده بالمعلومات بواسطة الفاكس والبريد، ومنهم من بعث إليه بشجرة أنساب لقبائلهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©