الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمة واحدة

3 أغسطس 2006 23:52
هناك مظاهر كثيرة نجدها في حياتنا اليومية ليست من الإسلام، والغريب أن تكون موجودة في مجتمع مسلم يجب أن يكون فيه الاحترام وحسن التعامل مع الآخرين كبيراً أو صغيراً، غنياً أو فقيراً، ففي النهاية نحن أخوة مسلمون، ومن هذه المظاهر: 1 ـ التعامل مع الخدم، فنجد بعض العوائل المسلمة تعاملهم وكأنهم عبيد لديهم، أو ألواح خشبية صماء لا تتأثر بما يلقى عليها، ولا تملك مشاعر وأحاسيس، فتجد الأب يصرخ ويهدد الخادمة ويتوعدها بخصم راتبها، والأم لا تجد إلا الضرب والشتم بسبب أمور تافهة، وغير ذلك، ونسوا أن هذه الخادمة إنسانة مثلهم خلقت مما خلقوا من طين، تبحث عن لقمة العيش من أجل عائلتها الفقيرة، فهل إسلامنا ذكر مثل هذا التعامل مع هؤلاء الخدم وبهذه الطريقة؟ هل إسلامنا فرض علينا أن نعاملهم كعبيد؟ استيقظوا أيها المسلمون؟ ولنعاملهم كما أمرنا إسلامنا، فنحن نحمل في قلوبنا وصدورنا إسلاماً عادلاً وراقياً في التعامل مع الآخرين، ولو اخترعنا ملايين الديانات فلن نجد ديناً أرحم وأعدل من ديننا الإسلام، فرفقا بهم أخوتي المسلمين· 2 ــ مسائل الزواج وما أكثرها من مظاهر نجد فيها ابتعاد عن الدين وعدم الأخذ به في هذه المسائل، فالأم ترفض تزويج ابنتها لشاب على خلق ودين بسبب أن أمه وافدة، أو أن أبيه من خارج الدولة، أو أنها لم ترتح لأم الشاب، غريب أمرهم ألم يذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه· قيل: يا رسول الله وإن كان دنيئاً في نسبه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير'' لماذا لا ينظرون إلى الأخلاق الإسلامية في هذا الشباب؟ ولماذا يهتمون بأصل الشاب وقبيلته؟ فمهما فعلوا فالله الموفق في أي زواج، والعجيب أن نرى تدخل الأخوان في زواج أختهم فتكون لهم الكلمة المسموعة في البيت، فالأب بدلاً من أن يأخذ رأي ابنته في الزواج، يذهب لأبنائه ويأخذ رأيهم، وكأن الشاب سيتزوج الأبناء وليست البنت، والغرابة تكتمل بعد الزواج حيث نرى الكراهية بين العائلتين والتدخل في أمور الزوج وزوجته، وتحدث المشاكل والخلافات بين الأسرتين، وتكون النتيجة الطلاق المر، أين هم من التعاملات الإسلامية في مسائل الزواج؟ وبسبب نسيانهم بعض أمور دينهم، كانت النتيجة سلبية· 3 ــ في المنازعات والخلافات، ننسى أن الإنسان غير معصوم من الخطأ، وأن الناس جميعاً يقعون في الخطأ، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لماذا لا نتسامح ونصفح عن بعضنا البعض ونتغاصى عن زلات بعضنا البعض، لماذا لا نجد لبعضنا البعض الأعذار؟ ونعفو عند المقدرة، وللأسف الشديد بعض الأخوان يعتذرون ويعترفون بخطئهم، ولكن لا يجدون قلب مسلم طيب فيه التسامح والعفو، بل يجدون وحشاً كاسراً مستعد لالتهامهم بسبب أنهم أخطأوا في حقه خطأ صغيراً، والبعض الآخر يعلن الحرب والعداوة على أخيه المسلم بسبب أنه أخطأ في حقه بغير قصد، يا أخواني يا أخواتي لماذا لا نجد الأعذار لإخواننا ونسامحهم ونصفح عنهم؟ جد لأخيك سبعين عذراً· وأخيراً أذكركم وأذكر نفسي قبلكم بأننا نحن أخوان مسلمون آمنا برب واحد وكتاب واحد وصدقنا نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتعلمنا أمور ديننا، نهلنا من هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والموحى اليه من الله العزيز الكريم، فعلينا يا أخواني وأخواتي من الآن، أن ننبذ جميع خلافاتنا ونزاعاتنا، ونحسن علاقاتنا مع أنفسنا بعد أن نحسنها مع الله سبحانه وتعالى، فهلموا إلى بعضنا البعض نتصافح ونتسامح، فما أجمل من لحظات؟ تجمعنا الأخوة، والمحبة في الله تعالى، فهذه الدنيا دار زوال والآخرة دار بقاء، فماذا سنكسب من المخاصمات والمنازعات؟· تعاملوا بالكلمة الطيبة وتسامحوا واعفوا عن أخطاء اخوانكم الآخرين، وتذكروا أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى· وقال تعالى: ''وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون''· عبيد الكعبي - العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©