الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آسك دوت كوم يسحب البساط من جوجل

آسك دوت كوم يسحب البساط من جوجل
3 أغسطس 2006 23:57
إعداد - عدنان عضيمة: ربما يكون النجاح الهائل الذي حققته شركة محرك البحث جوجل هو الذي يقف وراء التوجّه القوي لبعض كبار المستثمرين في تقنية المعلومات لبناء محركات بحث جديدة· ولم تمض إلا أشهر قليلة على وصول جوجل إلى القمة وتتويجه كأنجح محرك للبحث في العالم، حتى ظهر اسم آسك دوت كوم ask.com محرك جديد للبحث يقال إن سرعته الراهنة في التطور والارتقاء توحي بقوة بأنه قد يتمكن ذات يوم من إزاحة ذلك المارد المعرفي عن موقعه· نشأت شركة آسك دوت كوم للبحث في الإنترنت بمدينة نيوجيرسي، وكانت حتى بداية العام الجاري تُعرف باسم آخر هو آسك جيفز Ask Jeeves. ولم يأت هذا التغيير في الاسم من مجرّد العبث أو كنوع من النزوة العابرة، بل جاء ليمثل رمزاً لإرادة جديدة نحو التفوق بعد أن أدرك مؤسسوها أن جوجل وياهو تخوضان ما يشبه السباق الحقيقي نحو التسّلح تنفقان فيه ببذخ لا نظير له مبالغ تقدر بمليارات الدولارات على بحوث التطوير والارتقاء بالبرامج التطبيقية الخاصة بخدمات استدعاء وفرز المعلومات والبيانات والصور الثابتة والمتحركة· وسرعان ما تساءل الخبراء والمحللون الذين يتابعون بحماسة بالغة هذه المغامرة الجريئة التي اختارت آسك دوت كوم خوضها لمقارعة عتاة هذه الصناعة المعقدة: كيف يمكن لشركة لا باع لها ولا خبرة في هذا الميدان، ولا تمتلك إلا أقل من 6 بالمئة من نسبة المشاركة في أسواق تكنولوجيا محركات البحث في الولايات المتحدة وبريطانيا، أن تنافس مثل هؤلاء الأنداد الكبار؟· يجيب جيم لانزون المدير العام التنفيذي لشركة آسك دوت كوم عن هذا السؤال بطريقة فلسفية حيث يقول: إننا نتعلم من تاريخنا الذي تميز بكثرة الوعود وقلّة التنفيذ· وهو يشير بذلك إلى مشاريع سابقة أطلقتها الشركة في مجال بناء محركات بحث كتب لها أن تتقاعد قبل أن تكمل نصف طريقها مثل آلتا فيستا وليكوس وهوت بوت· وتواجه آسك دوت كوم الآن التحديات ذاتها التي تواجهها كل محركات البحث الأخرى؛ فهي تحتاج إلى كل من الأدمغة الخبيرة والعزيمة القوية لبلوغ مرحلة التفوق· وعلى سبيل المثال، عندما قررت جوجل بلوغ القمة كان أول ما فعلته هو القذف بأعداد كبيرة من حملة شهادة دكتوراه الفلسفة في العديد من التخصصات في صلب المشروع التطوري الذي عزمت على تنفيذه حتى النهاية؛ وسارعت بعد ذلك إلى وضع قوة ضاربة من أجهزة وأدوات الحوسبة المتقدمة تحت تصرفهم· وأما آسك دوت كوم فلقد فضلت تبنّي استراتيجية مرنة تتفق مع إمكاناتها لتحقيق أهداف تكنولوجية خاصة رسمتها لنفسها· وحتى في الأسواق التي تسيطر عليها جوجل ومايكروسوفت وياهو، لا تزال هناك الكثير من الزوايا الشاغرة التي تنتظر أن يملأها أحد ما بأفكاره الجديدة والمختلفة· ويضرب لانزون عن ذلك مثلاً عندما يشير إلى أن الأمر هنا يشبه التنافس القوي الذي شهدته الشبكات التلفزيونية الأميركية؛ ففي هذا المجال بالذات، لم تكن القوة الهائلة التي تتمتع بها الشبكات الثلاث الكبرى كافية لصدّ اللاعبين الجدد ومنعهم من دخول السوق مثل فوكس أو وورنر بروس· ويفضل راهول لاهيري رئيس قسم المنتجات في شركة آسك دوت كوم تفسير القضية بطريقة أخرى حين يشير إلى أن المسألة لا تنحصر في أن عليك أن تكون الأفضل، بل في أن تصبح شيئاً مختلفاً· ولعل الشيء الأكثر أهمية من كل ذلك هو ما استخلصه الخبراء والمحللون من قصص ارتقاء كبريات الشركات التكنولوجية من أن رؤوس الأموال الضخمة وحدها لا يمكنها أن تشتري التفوق والنجاح أبداً؛ وهذه الحكمة تنطبق بشكل خاص على أسواق المنتجات الخدمية الجديدة· فإذا أردت أن تنجح، يكون عليك أن تأتي بفكرة جديدة قابلة للتحوّل إلى شيء يمكن عرضه في الأسواق ليتهافت عليه الناس بسبب شعورهم بالحاجة الماسة إليه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©