الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح هويدي يرصد ملامح القص لدى ابتسام المعلا

صالح هويدي يرصد ملامح القص لدى ابتسام المعلا
4 فبراير 2010 19:37
استضاف نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول الناقد الدكتور صالح هويدي من العراق في جلسة أدارها القاص إسلام أبو شكير منسق النادي. وقدّم الدكتور هويدي ورقة تناول فيها المجموعة القصصية “ضوء يذهب للنوم” للقاصة الإماراتية ابتسام المعلا، الصادرة عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث العام الماضي. بدأ الدكتور هويدي دراسته بالحديث عن ملامح العالم القصصي في المجموعة، وذكر أن من أبرز تلك الملامح الشعور بالغربة والوحدة لدى شخصيات المجموعة، ثم ملمح الفقد، والموت التراجيدي الذي يتكرر في عدد من القصص. ثم انتقل هويدي إلى ما أسماه الثقافة السيكولوجية، فلاحظ أن القاصة تمتلكها باقتدار واضح، وأفادت منها في فهم دواخل الشخصيات، وتحليل دوافعها وتشخيص عقدها النفسية. أما فيما يتعلق بتقنيات البنية السردية فقد جربت الكاتبة عدداً منها، فثمة قصص رويت من منظور الراوي المتماهي بمرويه، وأخرى مفارق له، كما استخدمت أسلوب السرد الخطي جنباً إلى جنب مع أسلوب الارتداد، أي ما يسمى “الفلاش باك” والمونولوج والتداعي واللجوء إلى التكثيف اللغوي وشحن اللغة بحمولة شعرية. ولاحظ الناقد أن القاصة زاوجت في نهايات قصصها بين تقنية البنية المغلقة وتقنية البنية المفتوحة. أما الجزء التالي من الورقة فكان تحليلاً مفصلاً لقصة اختارها الناقد من المجموعة، وحملت العنوان “خفيفة مثل بالون”، وقد بدأ التحليل بعرض للأحداث المفصلية في القصة، فبدا للحاضرين أنهم أمام امرأة مسنة تتردد على المطار بانتظام، وكانت تجد متعة كبيرة في مراقبة الناس من حولها وهم يعيشون لحظات الوداع أو الاستقبال، ومع تقدم عملية السرد تتكشف حالة الحزن التي كانت المرأة تعيشها بعد أن تخلى ابنها الوحيد عنها، وتركها تعاني من العزلة. وقد كان لكل وجه يمر بالمرأة في صالة المطار دور في إثارة أحزانها، وتحريض ذاكرتها المتعبة لاستعادة التفاصيل المأساوية المؤثرة في حياتها. ثم جاءت النهاية الفجائعية عندما صدمتها سيارة عابرة أثناء خروجها من المطار لتصل بالمأساة إلى ذروتها. كما توقف الناقد الدكتور هويدي في تحليله للقصة عند بنية الاستهلال فيها، ثم عند الشخصيات بوصفها معادلاً رمزياً للأزمة، كما تناول البعد الدلالي للأحداث، وختم بالقول “إن القصة انطوت على إمكانات تعبيرية واضحة، تجلت على نحو خاص في قدرة الكاتبة على الإرهاص الرامز للأحداث كما هو واضح في مشهد موت المرأة الذي سبقته إشارات ذكية مهدت له، وهيأت لحدوثه”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©