عواصم العالم - وكالات الأنباء: أكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس ان الاقتراح الفرنسي الذي ينص على وقف القتال في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق سياسي ونشر قوة دولية في هذا البلد، ''يفرض نفسه'' داخل المجتمع الدولي في وقت وزعت فرنسا فيه مشروع القرار الجديد لمناقشته في جلسة يعقدها مجلس الأمن ربما في وقت متأخر (أمس) ، حسب دبلوماسيين·· وقال دوست بلازي في مؤتمر صحافي ''ان هذه الفكرة الفرنسية المثلثة المراحل (وقف إطلاق نار - اتفاق سياسي - نشر قوة دولية) تفرض نفسها تدريجيا داخل المجتمع الدولي''· وأضاف أن هذه الأفكار ''ماضية في طريقها إلى الامم المتحدة، إلى مجلس الأمن حيث لدينا موعد في الأيام المقبلة''· وكان البيت الأبيض أعلن أمس الأول أن الجهود الدبلوماسية داخل مجلس الأمن ومع فرنسا قد حققت ما يكفي من ''التقدم'' من أجل توقع التوصل في الأيام المقبلة الى اتفاق يدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان· وقد ظهرت تباينات في المقاربتين الأميركية والفرنسية إذ ان فرنسا تؤيد إرسال قوة دولية الى جنوب لبنان بعد إعلان وقف لإطلاق النار والتوصل الى اتفاق سياسي، على عكس واشنطن التي تريد ان تبدأ بإرسال القوة الدولية· وقال بلازي ''إنه ليس من المرغوب فيه التعامل مع سوريا في مجال السعي للتوصل الى حل للنزاع بين إسرائيل و''حزب الله''· وكان بلازي قد استبعد في تصريحات سابقة له منذ أيام إرسال خافيير سولانا المفوض السامي الأوروبي للشؤون الخارجية الى دمشق وقال ''ان ذلك ليس موضوعا مطروحا الآن''· ولم يطرأ تغيير كبيرعلى النص الفرنسي الجديد مقارنة مع النسخة التي جرى توزيعها على مجلس الأمن الاحد الماضي· ويدعو مشروع القرار الجديد الى ''وقف فوري للأعمال العدائية'' إلا انه يدعو كذلك طرفي النزاع الى ''الاحترام الكامل'' للخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان· ويدعو مشروع القرار إسرائيل الى تسليم الامم المتحدة خرائط لمواقع الالغام التي خلفتها في جنوب لبنان والى تطبيق اتفاق الهدنة عام 9491 بين إسرائيل ولبنان· ولم يعرف على الفور ما اذا كان مشروع القرار يتطرق الى المخاوف الأميركية حول تسوية النزاع بين إسرائيل و''حزب الله'' والذي أسفر عن مقتل المئات· وتشارك الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول الكبرى في مناقشات مكثفة حول الطريقة التي يجب ان يعالج بها مجلس الأمن هذه الأزمة· وذكرت الولايات المتحدة وبريطانيا ان الخلافات حول قرار من مجلس الأمن ضئيلة جدا لدرجة انه من المحتمل إصدار قرار بهذا الشأن خلال أيام· ونفى دوست بلازي وجود أي انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول لبنان قائلا إن بيان الاتحاد الأوروبي أبرز ''الوحدة السياسية'' للاتحاد ويعكس حل الأزمة على ثلاث مراحل كما قدمته فرنسا في مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي· وقال إن هذا الحل ''بدأ يفرض نفسه تدريجيا على المجتمع الدولي· داخل الاتحاد الأوروبي أولا ثم على مستوى الحكومة اللبنانية· ويمضي قدما في الأمم المتحدة· في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة''· ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تأمل في أن يصدر مجلس الأمن في غضون أسبوع قرارا يدعو إلى هدنة وربما يقوي قوة حفظ السلام الراهنة التابعة للأمم المتحدة إلى حين تشكيل قوة أقوى· بيد أن سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير قال لاحقا ان ثقته أصبحت أقل مما كانت قبل يوم بأن قرارا لمجلس الأمن سيصدر خلال أيام بشأن القتال في الشرق الأوسط· من جهته اعتبر رئيس الحكومة البريطاني توني بليرأن الوضع في الشرق الأوسط وصل الى ''مرحلة حاسمة'' مشيرا الى ان التباين بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن في ما يتعلق بإصدار قرار حول لبنان ''أصبح ضيقا جدا''· وقال بلير في مؤتمره الصحافي الشهري في لندن أمس ان المفاوضات في هذا السياق وصلت الآن الى ''مرحلة حاسمة'' مؤكدا ان ''التباين حول القرار الذي سيطرح أصبح ضيقا جدا'' ويأمل في التوصل خلال الأيام القليلة القادمة لاتفاق بشأن قرار للأمم المتحدة يهدف للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار بلبنان
عدد اليوم
