باريس (ا ف ب) - لم يكن نهر النيل يجري عند أسفل معابد الكرنك المصرية وقت تشييدها، فمجرى النهر لم ينحرف إلا بعد 400 عام، على ما أظهرت دراسة أجراها باحثون من المركز الوطني للأبحاث العلمية.
وتثير معابد الكرنك، التي شيدت في عام 2000 قبل الميلاد في قلب وادي النيل، تساؤلات عديدة منذ أكثر من قرنين. ويتساءل علماء الآثار عن كيفية تطور هذا الموقع على مر الأزمان، فهل شيِّدت المعابد على جزر رملية في وسط النهر أم أنها تمركزت على ضفاف النيل كما هي الحال راهناً؟، للبت في المسألة، تعاون علماء الآثار في المجلس الأعلى للآثار في مصر والمركز الفرنسي المصري لدراسة معابد الكرنك مع فريق من المركز الأوروبي للبحوث والتدريس في علوم الجيولوجيا البيئية (سيريج).
خلال العامين الماضيين، أجرى الخبراء حفريات لسحب عينات جوفية على عمق 25 متراً تحت سطح الأرض، عند أسفل البرج الأول الذي يعد بوابة المعابد الواقعة على الضفة اليمنى من النيل، ثم قارنوا المعطيات بدراسات أجريت على عينات مختلفة مأخوذة من أسفل رصيف كبير، على ما جاء في بيان الباحثين.
وقد أمكن الحصول على صورة دقيقة للتسلسل الزمني للتغيرات في محيط المعبد باستخدام مادة الكربون 14. وقال الباحثون “التحاليل تظهر أنه خلال المرحلة الأولى من بناء معابد الكرنك، لم يتم تشييد المباني على جزيرة تقع في وسط النهر، ولكن على هضبة رملية تقع على بعد 400 إلى 500 متر من النيل”.
ولم يبدأ النهر بالجريان في الموقع الحالي للبرج الأول إلا بعد 400 عام من بدء تشييد المعابد، أي في عام 1600 قبل الميلاد. ونشرت الدراسة في مجلة “جورنال اوف اركيولوجيكال ساينس”. وجاء في البيان أن “التحاليل الجيومورفولوجية للترسبات التي أجراها الباحث ماتيو جيلاردي تثبت أن الحوض (الذي يربط الكرنك بالنيل كما هو مصور في رسم جداري عثر عليه في وادي الملوك) لم يوجد قط”.
عدد اليوم
