الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رياتشي الإيطالية...حضن اللاجئين الدافئ

18 يوليو 2011 23:59
رياتشي (ا ف ب) - ثلاث إفريقيات يطرزن ويثرثرن في الظل على إيقاع أغنية بوب إثيوبية... مشهد مألوف في رياتشي هذه القرية الصغيرة والفقيرة في إقليم كالبريا جنوب إيطاليا التي تتميز بنجاحها في إدماج مئات اللاجئين الهاربين من النزاعات وأعمال العنف في بلدانهم. خلال بضعة أيام، من المزمع أن تستقبل هذه القرية التي يقطنها 1800 نسمة، 130 مهجراً من منطقة القرن الإفريقي كانوا قد وصلوا منذ فترة قصيرة إلى جنوب إيطاليا على متن زوارق بالية، حالهم حال آلاف المهجرين الذين وقعوا بطريقة غير مباشرة ضحية النزاع الذي يهز ليبيا. وينضم هؤلاء إلى مئتي مهجر وفدوا خلال السنوات الأخيرة من العراق وإريتريا وأفغانستان. ومن مكتبه الذي فقدت جدرانه بعض دهانها، يفسر دومينيكو لوكانو رئيس بلدية رياتشي اليساري “هؤلاء الأشخاص يهربون من الحرب. وهم تعرضوا للتعذيب وعاشوا أحداثاً مأساوية”. وبغية إيواء اللاجئين، تم ترميم عشرات البيوت الحجرية في أحياء رياتشي القديمة التي هجرها سكانها بسبب نقص في فرص العمل وقد هاجروا بكثافة طوال القرن الماضي إلى الأميركيتين أو شمال إيطاليا المزدهر. قبل أربع سنوات، وصل إلى هنا أسعدالله أحمدزي من أفغانستان وهو أب لطفلين ولدا في هذه القرية. يقول “هما من كالبريا. أهل القرية مثل عائلتي.. وصدرهم رحب”. فتوافقه الرأي مجموعة من المتقاعدين الذين يلعبون الورق. ويذكر نيكولا البالغ من العمر 87 عاما ب”حفاوة الاستقبال التي تشتهر” بها رياتشي وهي التي استقبلت مهجرين من مدينة غوريتسيا على الحدود السلوفينية التي قسمت إلى جزئين خلال الحرب العالمية الثانية. ويجمع اللاجئون جميعاً على أن الأجواء هنا ليست أبداً مشحونة بالاستهزاء الذي يستهدف المهاجرين، كما هي الحال في الشمال، حيث يعمل أسعدالله في الشتاء. في محله الصغير لبيع الحقائب والمجوهرات الأفغانية، يخبر “في مطعم أصدقائي في انكونا كنت أجني قرابة ألفي يورو شهريا. لكن ابني كان يبكي طوال الوقت، فهو كان يريد العودة إلى رياتشي هرباً من سوء معاملة الأجانب”. وتمكنت رياتشي بفضل حسن استقبالها للاجئين الذين تزايد عددهم بكثرة خلال السنوات العشر الماضية من استعادة سكانها ونشاطها الاقتصادي على حد سواء. ويفسر رئيس بلديتها “تمكننا من إعادة فتح المدرسة وإنشاء شركات صغرى ومشاغل حرفية محلية (تطريز وزجاج وخزف)، حيث يعمل قرويون وأجانب يدا بيد”. يضيف رئيس البلدية الذي صنف ثالث “أفضل رئيس بلدية في العالم” في العام 2010، “الأهم يبقى أننا وجهنا رسالة إنسانية إلى العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©