الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوة الجوية الإسرائيلية تتهاوى فوق لبنان

4 أغسطس 2006 01:09
تل ابيب - رويترز: ألقى فشل اسرائيل حتى الآن في كبح الهجمات الصاروخية لحزب الله باستخدام ترسانتها من الطائرات والمروحيات المقاتلة والطائرات بدون طيار بظلال من الشك في النظرية القائلة إن الاعتماد على القوة الجوية هو أفضل السبل للفوز بحرب في العصر الحديث· وقد تضر إخفاقات القوة الجوية في مواجهة مقاتلي ''حزب الله'' الأقل بكثير من حيث القدرة العسكرية بصادرات إسرائيل من أنظمة التسلح التي تعد الميزة الرئيسية في بيعها هي أنه تم اختبارها في معارك· كما تلطخت سمعة الطيارين والمخططين الاسرائيليين التي لم تكتسب بسهولة بسبب سقوط أعداد هائلة من القتلى في لبنان· في الوقت الراهن يتجنب كبار الضباط الاسرائيليين الحساب علناً حيث أشاروا الى أن القوات الجوية شنت نحو سبعة آلاف غارة وهو نطاق يعني حدوث بعض الأخطاء لا محالة· لكن الدهشة تعم في الخارج خاصة في أسواق الأسلحة التي تهيمن عليها الصادرات الاسرائيلية وتقدر باكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً وبين خبراء الاستراتيجية الذين طالما اعتقدوا أن القوة الجوية هي أكثر السبل دقة وأجدرها بالثقة للتغلب على أي عدو· وقال روبرت هيوسون رئيس تحرير نشرة ''جينز'' للأسلحة التي تطلق جواً ''نحن نتحدث عن أصعب ما يمكن التوصل إليه في القتال المستقبلي وقد اجتهدت اسرائيل في بناء أنظمة معقدة تقدمت بها على العالم بناء على فهم أنها كانت محمولة في معارك''· هذا بالتأكيد سيجعل الناس يستجوبون مندوبي المبيعات أكثر قليلاً لأنه يبدو أنه في ساعة الحاجة لا تعمل هذه الأشياء بالجودة التي تشير اليها الدعاية لها''· وتوقعت باربرا أوبال روم من نشرة ''ديفينس نيوز'' تأثر صفقات التصدير الاسرائيلية الكبرى ومن بينها صفقة بعدة مليارات من الدولارات لأهم زبون لديها وهو الهند· ووصفت إسرائيل بأنها عضو في نادي الدول المتقدمة عسكرياً والتي تفتخر قواتها الجوية بمكانتها في مجال التخطيط للحروب· وقالت: ''المتحمسون للقوة الجوية سيلعقون جراحهم وبالتأكيد سيعودون لمراجعة مجادلاتهم''· وأضافت ''أنا واثقة أنه سيكون هناك تواضع اكثر كثيراً الآن''· رئيس أركان القوات الجوية والذي كان فيما مضى يفرط في الإطراء على القدرات عالية التقنية لقواته دق على وتر مختلف حين حاول شرح قصف قرية قانا هذا الأسبوع الذي أودى بحياة 54 مدنياً· وقال البريجادير جنرال عمير ايشيل الذي لام ''حزب الله'' لإخفائه عناصره في مناطق مكتظة بالسكان ''القدرة على التعامل مع هذه الساحة بطريقة متجانسة لضرب الإرهابيين وحدهم وفي مرة واحدة محدودة''· ويعود استخدام القوات الجوية في القيام بحملة الى الحرب العالمية الثانية على الأقل· ولكن مع التأكيد في الحروب الأخيرة على خفض الخسائر البشرية بين المدنيين والسيطرة سريعاً على الأعداء الذين تتم هزيمتهم فإن كثيراً من المخططين العسكريين الغربيين لا يرغبون بشكل متزايد في الاستغناء عن القوات البرية· فقد استطاعت القوات الصربية الى حد كبير الاحتماء والنجاة من قصف حلف شمال الأطلسي لكوسوفو عام 1999· كما أثار مقتل مئات الأبرياء في الهجمات الجوية رد فعل عنيفا فيما بعد في أوروبا· القوات الاميركية التي اعتمدت في الأساس على القوة الجوية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 استخدمت دبابات وجنوداً اكثر بكثير خلال غزوها العراق عام 2003 حين أطاحت بالرئيس العراقي صدام حسين· لكن مع تمرد عراقي عنيف منذ ذلك الحين فإن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) ما زالت تتعرض للانتقاد لعدم نشرها عدداً كافياً من الجنود على الأرض''· وقال هيوسون: ''هناك إدراك متزايد أنه بعد الحملة الجوية تحتاج الى رجال يرتدون دروعاً ودبابات لإنهاء المهمة''· وينظر الى القوة الجوية على أنها وسيلة لخفض المخاطر التي تتعرض لها القوات البرية وهي مسألة تثير قلقاً داخلياً كبيراً في اسرائيل بالنظر الى اعتمادها على المجندين المراهقين· ويقول المخططون العسكريون الاسرائيليون: إن أنظمة المراقبة الجوية المتقدمة والأسلحة التي توجه بدقة تعني أن من الممكن استهداف مقاتلي ''حزب الله'' فيما يستثنى المدنيون في الجوار الى حد بعيد· لكن معظم القتلى اللبنانيين الذين يزيد عددهم عن 640 كانوا مدنيين· وقال هيوسون ''ما يهم في موقف مثل هذا هو الا تقتل الناس الذين تحاول أن تحررهم· هذا هو الإخفاق الاستراتيجي الكبير في الحملة الاسرائيلية''· ويبقى رؤية كيف سيكون أداء القوات ضد مقاتلي ''حزب الله'' الذين شجعهم ما يرون أنه إحجام من العدو عن القتال وجهاً لوجه· الانتكاسات في إخضاع ''حزب الله'' قد تكلف اولمرت ثمناً دبلوماسياً كما ستعزز دور ايران وسوريا اللتين تدعمان الحزب وتنظر اليهما الولايات المتحدة حليف اسرائيل على أنهما عدوان لها
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©