الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يدعو للحوار لإنهاء الأزمة الراهنة

الرئيس اليمني يدعو للحوار لإنهاء الأزمة الراهنة
19 يوليو 2011 00:01
(صنعاء) - جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح دعوته القوى السياسية المناوئة له، إلى الحوار مع نائبه الفريق عبدربه منصور هادي “للخروج من الأزمة” التي يعاني منها اليمن منذ مطلع العام الجاري، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، فيما كشف هادي عن وجود “خيارات” ترتكز على المبادرة الخليجية، لا تزال محل دراسة من قبل مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ميدانيا، تواصلت الفعاليات الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، فيما قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط، وعشرات المسلحين المتشددين خلال الهجوم الواسع للقوات الحكومية على معاقل تنظيم “القاعدة” في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية، وسط أنباء عن تقدم طفيف للجيش باتجاه المدينة التي يسيطر عليها المتشددون منذ 29 مايو الماضي. وقال الرئيس صالح، في مقال صحفي نشرته صحيفة الثورة الحكومية أمس:”نجدد التأكيد على دعوة كافة القوى السياسية أن تعود عن غيها وتثوب إلى رشدها وتستجيب للحوار مع نائب رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة التي عمل البعض على الزج بالوطن في أتونها”، مشيرا إلى أن الحوار “الصادق والمسؤول” هو “المخرج الوحيد للوطن من هذه الأزمة” المتفاقمة منذ منتصف يناير الماضي. وشدد صالح، الذي يعالج في المملكة العربية السعودية منذ 4 يونيو الماضي، من إصابته البليغة في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي بصنعاء الشهر الفائت، على ضرورة أن “تتغلب المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح الحزبية والشخصية الضيقة”، مؤكدا أن جلوس الأطراف السياسية اليمنية المتصارعة على طاولة الحوار “سوف يخلص إلى لغة مشتركة تصب في خدمة الشعب اليمني لا في خدمة أحزاب أو فئات أو أفراد”. كما أكد الرئيس اليمني، الذي يواجه منذ مطلع عام 2011 أعنف حركة احتجاجية مناوئة له منذ توليه الحكم قبل 33 عاما، على ضرورة أن تنتهج السلطة والمعارضة في اليمن “الطرق السلمية لحل القضايا ومعالجة المشاكل مهما كانت صعوباتها وتعقيداتها”، وقال:”نشدد على حل أية خلافات أو تباينات باتباع النهج الديمقراطي، ونحن هنا نتحدث من واقع الخبرة والتجربة”. وأشاد صالح، في مقاله الذي حمل عنوان “الحوار هو المخرج الوحيد”، بالجهود التي يبذلها نائبه الفريق عبدربه منصور هادي، الذي يتولى منذ مغادرة صالح مهام رئيس الجمهورية، من أجل “إخراج الوطن من الأزمة الراهنة”، ووصفه بـ”الشخصية الوطنية المعروفة بمواقفها المبدئية التي لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت التحديات والأخطار”. ولفت إلى أن اليمن شهدت “إنجازات عظيمة وتحولات كبرى” منذ توليه مقاليد السلطة في يوليو 1978، مشددا على أنه لا يمكن التراجع عن “المكاسب العظيمة” التي تحققت خلال سنوات حكمه، أو السماح لمن وصفهم بـ”الانقلابيين المتآمرين” بالعبث بها، وإعادة البلاد إلى “أزمنة الفرقة والتمزق”، و”دولة الثكنة البوليسية التي تقوم على العنف والإرهاب وتكميم الأفواه تحت أي مسمى”، في إشارة إلى معارضيه الإسلاميين واليساريين، المنضوين تحت لواء “أحزاب اللقاء المشترك”، المرشح الأبرز لتولي السلطة بعد سقوط النظام الحاكم. وقال:”لا يجب أن يكون العنف والخراب والدمار والفوضى والإرهاب بديلاً للديمقراطية”، متوعدا بمعاقبة مرتكبي الهجوم الغامض على مسجد القصر الرئاسي بصنعاء، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين بينهم خمسة من كبار المسؤولين في اليمن. من جانبه، كشف نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس عن مقترحات وتصورات لتنفيذ المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن، وتنص المبادرة الخليجية على استقالة صالح خلال 30 يوما ونقل صلاحياته إلى نائبه، مقابل حصوله على ضمانات برلمانية بعدم الملاحقة القضائية، يعقبها تشكيل حكومة وحدة وطنية تكلف بإجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوما. وقال هادي، لدى استقباله بصنعاء مستشار الأمن القومي البريطاني اوليفر روبنز، إن هناك “حوارات قائمة” وخيارات ترتكز على قاعدة المبادرة الخليجية، مشيرا إلى وجود “الكثير من المقترحات والتصورات” على آلية تنفيذ المبادرة، تتم مناقشتها مع “الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي”، وأشار إلى الخلافات “المتجذرة” بين حزب “المؤتمر” الحاكم وائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض، منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في عام 2006، معتبرا أن الديمقراطية في اليمن “ما تزال تحبو” بسبب “التخلف الاجتماعي والثقافي”. وكان مستشار الأمن القومي البريطاني سلم هادي رسالة خطية للرئيس صالح “تتعلق بأوجه العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين” حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. وقال روبنز، إن حكومة بلاده “قررت مضاعفة مساعداتها السنوية لليمن إسهاما منها للخروج من الأزمة” السياسية الراهنة. كما استقبل هادي أمس المبعوث الألماني إلى اليمن مايكل جوزيف كلور، الذي قدم من المملكة العربية السعودية بعد زيارة قصيرة التقى خلالها الرئيس علي عبدالله صالح في جناحه الملكي بالمستشفى العسكري بالرياض، حيث بحث معه التطورات الراهنة في اليمن، وسبل إنهاء الأزمة السياسية. ميدانيا، تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين أمس الاثنين في مدينة إب (وسط) للمطالبة بـ”الحسم الثوري” وإسقاط “بقايا” نظام الرئيس صالح. وندد المتظاهرون بما وصفوها بـ”جرائم النظام في أرحب وتعز”، في إشارة إلى المواجهات المسلحة المتقطعة بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين معارضين للنظام الحاكم، وفي محافظة الضالع (جنوب) جابت مسيرتان احتجاجيتان شوارع مدينتي دمت ومريس للمطالبة برحيل النظام، و”محاكمة صانعي الأزمات” المعيشية في البلاد، كما جابت مسيرة لعشرات الآلاف من أنصار جماعة الحوثي المتمردة في شمال البلاد، شوارع مدينة صعدة، للمطالبة بإسقاط النظام، والتنديد بما أسموها “الوصاية الخارجية على الثورة الشبابية”. من جهة ثانية، قتل أربعة عسكريين وعشرات المسلحين المتشددين خلال العملية العسكرية للجيش اليمني التي تهدف إلى تحرير مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب) من عناصر تنظيم القاعدة المتطرف، الذين يسيطرون عليها منذ أواخر مايو الماضي، وقالت مصادر عسكرية ومحلية متعددة لـ”الاتحاد” إن ضابطاً وثلاثة جنود قتلوا وأصيب ضابط برتبة عقيد، الليلة قبل الماضية، خلال الاشتباكات بين وحدات اللواء 25 ميكانيكي ومسلحي تنظيم القاعدة المتحصنين داخل مدينة زنجبار، وأكدت المصادر مقتل ما بين 30 و40 من مقاتلي تنظيم القاعدة، وإصابة عشرات آخرين، وذكر شهود عيان لـ”الاتحاد” أن أنصار “القاعدة” دفنوا 26 من قتلاهم في مقبرة مدينة جعار، بمديرية خنفر، المجاورة لمدينة زنجبار، وقال مسؤول محلي إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على “حصن شداد”، الذي يبعد نحو 2 كيلومتر من مدينة زنجبار، التي نزح منها معظم سكانها أواخر مايو الماضي، وانضم المئات من رجال القبائل المسلحين إلى الهجوم، في صف القوات الحكومية، بعد أن تعهدوا الأسبوع الماضي بالوقوف بوجه المسلحين المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم اسم “أنصار الشريعة”. الأحمر يلتقي أعضاء في المجلس الانتقالي صنعاء (الاتحاد) - اجتمع القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر أمس، بعدد من أعضاء المجلس الانتقالي المعلن، السبت الماضي، من “مجلس شباب الثورة”، أحد فصائل الحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة للنظام الحاكم.وعلمت “الاتحاد” من مصدر يمني مطلع أن عضو المجلس الانتقالي محمد أبو لحوم وآخرين، حضروا الاجتماع، الذي ناقش كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن خلال الفترة المقبلة. وضم المجلس 17 شخصية يمنية بارزة، بينهم الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، وقيادات في ائتلاف أحزاب “اللقاء المشترك” المعارض، على رأسها محمد المتوكل. وقد رحب المتوكل، وهو عضو بالمجلس الأعلى لـ”المشترك”، في تصريح لـ”الاتحاد” بفكرة تشكيل المجلس الانتقالي، واعتبره “مبادرة رائعة من الشباب”. ولم يلق إعلان المجلس الانتقالي ترحيباً من الفصائل الرئيسة في حركة الاحتجاج الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. إلا أن المتوكل دعا القوى السياسية اليمنية والمحتجين الشباب إلى دراسة ومناقشة “فكرة” المجلس الانتقالي “كمبادرة شبابية لإنهاء الأزمة” في اليمن. كما رحب بدعوة الرئيس علي عبد الله صالح المعارضة للحوار مع نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي، لكنه اشترط نقل السلطة إلى هادي أو منحه تفويضاً كاملاً من الرئيس اليمني لإجراء الحوار مع “اللقاء المشترك”، تكون نتائجه ملزمة للأخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©