الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المسلم: «ثقافية الشارقة» تهدف إلى تدوين الذاكرة الشعبية بذخائرها الثمينة

المسلم: «ثقافية الشارقة» تهدف إلى تدوين الذاكرة الشعبية بذخائرها الثمينة
15 أكتوبر 2010 21:10
قال عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن “ (يوم الراوي) ليس اختصارا للعمل في حقل التراث غير المادي، كما أنه ليس نهايته، لكنه بداية لمشروع أشمل نحو تدوين الذاكرة الشعبية بذخائرها الثمينة وملامحها التاريخية والأدبية والاجتماعية المهمة للتراث المحلي والإنساني”. وقال المسلم لـ “الاتحاد” بمناسبة اختتام فعالية “يوم الراوي” التي أقيمت في الفترة من التاسع والعشرين وحتى الثلاثين من شهر سبتمبر الفائت بقصر الثقافة بالشارقة “ إن مرور عشر سنوات على فعالية “يوم الراوي” يدل على وجود حالة من السيرورة والتواصل بين مفردات الذاكرة الشعبية وبين التوثيق والبحث والتنقيب داخل فضاءات ومسارات هذه الذاكرة”، وأضاف المسلم “أن حدث مثل “يوم الراوي” سيظل مفتوحا على آفاق وبرامج وخطط مختلفة من أجل تطويره ومنحه مساحة من الحوار المفتوح والرحب بين الجيل القديم وبين الجيل الحالي الذي بات يفتقر لوسائل الاتصال المناسبة مع مكونات وملامح تراثه الغني والثري بأبعاده ومضامينه” . وأكد على أن مرور عشر سنوات على الفعالية وضع إدارة التراث في الشارقة في موقف التحدي لتحقيق نقلة نوعية في طبيعة وآليات البرامج والفقرات المخصصة لها، وكذلك في طبيعة وآليات البحث العلمي والأرشفة والتوثيق المتعلقة بهذا المجال الخصب والمتشعب. وفي سياق الكشف عن هذا التغيير الذي رافق برامج “يوم الراوي” قال المسلم “قمنا بجرد وتصنيف أرشيف إدارة التراث لدينا، وهو أرشيف سمعي وبصري كبير وهائل أصدرنا له دليلا خاصا، بحيث يستطيع الباحث في شؤون التراث والأدب الشفاهي أن يصل للمعلومات التي يحتاجها بكل سهولة ويسر، وبعكس ما كان يحدث في السابق عندما كان الباحث يتكبد العناء والمشقة ويخسر الكثير من الوقت والجهد من أجل الحصول على المعلومات والتفاصيل التي تعزز بحثه ومطلبه الأكاديمي وحتى شغفه الشخصي”. وأضاف “التطوير الذي لامس هذه الدورة تمثل في توسيع نطاق التعاون مع الرواة، فاستقطبنا في هذه الدورة راوية مشهورة من البحرين، وراو آخر من الأردن، وسنسعى في الدورات القادمة أن نستعين برواة من دول أجنبية من أجل إضفاء البعد الإنساني الشامل على أهمية دور الراوي أو الإخباري في الحفاظ على ذاكرة الشعوب”. وفي سؤال عن الإصدارات الجديدة التي شهدها الحدث قال المسلم “ إن الاصدارات المقروءة والمسموعة والمرئية التي شهدتها هذه الدورة تترجم رغبتنا في خلق حالة تفاعلية متواصلة وممتدة مع الجمهور ومع الباحثين على السواء، وذلك من أجل تجاوز الشكل النمطي للفعاليات الثقافية، فنحن في السابق كنا نقيم حفلا بسيطا ينتهي بتكريم الرواة المحليين، وهو احتفاء مطلوب ولكن كان ينقصه الكثير من البحث أو التحليل أو التنويع الذي يجب أن يصاحب هذا المحور الثقافي الهام والحيوي”. ونوّه المسلم بأن إصدارات الدورة الحالية تمثلت في كتاب حمل عنوان “المكان.. موردا للتراث غير المادي”، وكتاب آخر تضمن دليلا للرواة المعتمدين في الشارقة في الفترة من العام 2001 إلى العام 2010، وأشار أيضا إلى تخصيص إصدار سمعي بعنوان “كأنك تسير في الشارقة القديمة”، وإصدار بصري بعنوان “ملامح من التراث غير المادي.. إمارة الشارقة نموذجا”. وحول مضامين ومحاور هذه الإصدارات قال المسلم “حاولنا في هذه الإصدارات أن نترجم شعارين رئيسين للدورة العاشرة وهما: “الشارقة فضاء التراث غير المادي” و شعار “الراوي والإبداع”، فالكتاب المتعلق بالمكان كمورد للتراث غير المادي تطرق لبعض الأمكنة التي ارتبطت بالذاكرة الشعبية وبالمرويات والقصص التراثية مثل سوق العرصة وحصن الشارقة وميدان الرولة الذي ارتبط اسمه بشجرة الرولة العتيقة والتي أصبحت معلما تاريخيا أقيمت حوله وتحت ظلاله العديد من المناسبات والمظاهر الاجتماعية المتعلقة بروح وجماليات المكان، أما الإصدار الثاني فهو عبارة عن دليل يتضمن أسماء الرواة الذين كرمتهم دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي يولي الرواة والإخباريين أهمية خاصة نظرا لدورهم الكبير في حفظ التراث وصونه من الضياع والتشتت، وعن الإصدار السمعي الخاص بالمناسبة قال المسلم “تضمن هذا الإصدار مؤثرات سمعية حميمية تعود بالمستمع إلى أجواء الشارقة القديمة وإلى تفاصيلها الدقيقة الموزعة على صوت الباعة في الأسواق وصوت الطبيعة المحيطة وأصوات المنادين والأطفال والأهازيج الشعبية والبيئة المحلية المتوفرة على قدر كبير من الصفاء والمحبة والحنين المفتقد”. أما الإصدار الرابع فهو عبارة عن قرص بصري مدمج تضمن ملامح موثقة من التراث غير المادي مثل تقاليد البحر ومعارفه المتعلقة بالفلك والنجوم واتجاهات الرياح وكذلك ما يتعلق بعلوم الطقس والتعرف على بداية أو نهاية المواسم والظروف المناخية المرتبطة بها، وغيرها من المظاهر التراثية التي بادت أو هي على وشك الانقراض مع دخول التقنيات والعلوم الحديثة والمتطورة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©