السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حوار الطرشان» لمانع سعيد العتيبة.. وجه آخر للصمت

«حوار الطرشان» لمانع سعيد العتيبة.. وجه آخر للصمت
4 أغسطس 2014 22:38
هو كتاب في الحب، هذا الديوان الذي جاء ثمرة إصدار خاص وحمل العنوان: «حوار الطرشان» وتوقيع الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة واشتمل على سبعين قصيدة بعنوان واحد هو عنوان الكتاب ذاته توزعت على مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. أيضا «حوار الطرشان»، يعبر عن حالة وجدانية عن علاقة الرجل بالمرأة، حيث لا محيد لأي منهما عن الحب بوصفه المصير الأخير للإنسان بالمطلق، إذ «به فقط، نصل إلى السعادة الدائمة. . به، فقط، نعرف الله ونصل إلى رضاه» بحسب ما يقول الشاعر في معرض تقديمه الديوان. بهذا المعنى، فـ«حوار الطرشان» ليس كذلك بل هو حوار بين عاشقين متمنعين، إذا جاز التوصيف، حيث يصبو كل منهما إلى لقاء الآخر إنما بحياء وخفر: «قالت: أحاول أن أنبه هائما بي لم يعد متمسكا بحبالي شغلت خلايا قلبِه أفكارُه وأصابني إهماله بنبالِ فأجبت: إنّ الفكر يولد دائما من قلبٍ صبٍّ لم يصب بخبالِ والفكر من نهر السكينة يرتوي لا يستقي من ضجّة الطبّالِ» يذهب الشاعر في خطابه الإنساني مثلما في قوله الشعري باتجاه البساطة، كما لو أنه يريد لقارئه أن يكون قادرا على أن يتخيل حوارا حارّا بين رجل وامرأة حيث الكلام بينهما حوار يغلف المشاعر المتبادلة بغشاوة رقيقة تجعل من الحب يبدو صافيا إذ تجري ماؤه بينهما: «قالت: بخمر القول هذا أنتشي فعلى الحياة بما تقول أعنِّي كم أعشق الإصغاء حين تقول لي: إني أحبكِ، قلت: إني . . إني» ولا ينشغل الشاعر مانع سعيد العتيبة بغير هذا الحوار حتى لكأنه حوار يدور بين شقَّين من الذات أحدهما مؤنث والآخر مذكر. وربما يأتي هذا الإحساس للقارئ من فرط ما أن الحوار الذي يكتبه الشاعر ليس حوارا متخيلا بل هو خيال واقع قد تحقق بالفعل أو من الممكن تحققه واقعيا: «قالت: أترحل دون أي وداع قلت: الوداع وسيلة لخداع قالت: أضاع الحبّ قلت: نعم نعم فابكي معي لضياعه وضياعي قالت: وما الأسباب قلت: نسيتها قالت: تذكر قلت: ما من داع قالت: وهل نحيا بقية عمرنا في حلبة لتعارك وصراع؟» «حوار الطرشان»، إذ هو حوار فحسب، فهو يعلي من شأن السرد في الشعر ويحمّله طابعا دراميا يتأجج بتأجج المشاعر الإنسانية لدى كل من شخصيتي العاشق والمعشوقة، هكذا يصبح خطاب الشعر لدى مانع سعيد العتيبة مستقلا عن سواه من الشعراء الذين ما زالوا يحتكمون إلى القصيدة العمودية بوصفها الشكل الشعري الأقرب تعبيريا إلى «الحالة» الإنسانية التي يصبو إلى تجسيدها في قالب فني. وقد قدم الشاعر مانع سعيد العتيبة لكتابه بما يكاد يكون إيضاحا لمعنى «حوار الطرشان» فرأى أن هذا الحوار هو وجه آخر للصمت واستكمال له في الوقت عينه: «إن الشاعر منذ البدء يعلن تمسكه بالصمت ورفضه للحوار. ولكن الحبيبة لا تيأس، إنها تريده أن يصغي إليها، أن يدخل إلى أعماقها ويفهم مشاكلها ومشاعرها. . لا يكفي أن يحبها بصمت حتى ولو كان ذلك الحب صادقا لا ريب فيه. وإذا كان صمت الشاعر كما أصغينا له في ديوان: «وعاد الصمت» قد لامس الجراح وأشار إلى مكامن الداء فإنه يعلن في هذا الديوان الجديد خشيته من تحول الحوار إلى حوار طرشان كما هو سائد في معظم حوارات بني البشر وخاصة حوارات العرب». يشار أخيرا إلى أن «حوار الطرشان» هو الثاني والأربعين للشاعر مانع سعيد العتيبة المكتوب بالفصحى وعلى عمود الشعر العربي، في حين أن له أربعة وعشرين ديوانا آخر بالنبطي كان آخرها ديوان «الظهر والبطين»، لتكون الحصيلة الشعرية كاملة للدكتور مانع سعيد العتيبة ستة وستين ديوانا كتبها خلال مسيرته التي تبلغ قرابة الأربعين عاما. (أبوظبي-الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©