الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللوبي اليهودي يحذر من تحرك كتائب شهداء الأقصى داخل أميركا

4 أغسطس 2006 01:19
نيويورك - أحمد كامل: حين يتجول المرء الآن في واشنطن والمناطق المتاخمة لها يجد لافتة تتكرر أمام أغلب المعابد اليهودية: نحن نؤيد دولة إسرائيل·· انتشرت هذه اللافتات منذ صدور دراسة أكاديمية وضعها أستاذان في جامعة هارفارد تتهم فيها حكومة الولايات المتحدة بإعطاء الأولوية أحياناً لمصالح إسرائيل قبل المصالح الأميركية· وفي مواجهة هذه الدراسة التي أثارت جدلاً كبيراً في واشنطن قررت الجالية اليهودية ألا تكتفي بمحاولة تفنيد ما ورد في الدراسة أو اتهام واضعيها بمعاداة السامية - كالعادة - وإنما أيضاً بتحويل المناسبة الى مظاهرة سياسية لإبداء دعم غير مشروط للدولة العبرية· ويبدو أن من نظموا هذه ''المظاهرة'' التي أقحمت المعابد في حوار سياسي يريدون الآن الحفاظ على هذا الزخم الذي تمكنوا من حشده بسبب الدراسة المشار إليها· وحتى يتحقق ذلك كان عليهم أن يقدموا سبباً جديداً للإبقاء على درجة سخونة وتوتر الجالية اليهودية الأميركية، وقد وجدوا ذلك على نحو لا يخلو من الطرافة· البيان·· والتهديد قبل أيام قال رئيس مؤتمر قادة المنظمات اليهودية الأميركية مالكولم هوينلين - وهو أحد أكثر الرجال نفوذاً في الولايات المتحدة - إن ''المسؤولين عن شبكة أمن الجالية اتصلوا بأجهزة الأمن وأريد أن أؤكد أن الجميع يقظون للتهديدات الجديدة التي عرفنا بها قبل أيام ونحن نعمل مع الأجهزة الحكومية لتحديد ما ينبغي اتخاذه من إجراءات''· ولكن ما هي هذه التهديدات الجديدة التي عرف بها هوينلين قبل أيام؟ حين سئل هذا الرجل الذي تنصت له الإدارة جيداً من أحد الصحفيين ''الأبرياء'' هذا السؤال قال بدهشة ''ألم تطلع على البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى قبل يومين من عملية تل أبيب الأخيرة؟''· والتفت هوينلين الى مساعديه قائلاً ''وزعوا البيان على الحضور''· وبالفعل وزع البيان على الجميع بعد ترجمته الى اللغة الإنجليزية· ويقول البيان ''ان هذا نداء الى كل المقاتلين في وطننا· إن عليكم التركيز على اختطاف الجنود والمدنيين داخل أرضنا المحتلة، وإذا لم يفرج العدو عن أسرانا فإن الصهاينة خارج فلسطين سيصبحون هدفاً سهلاً لمقاتلينا''· بعبارة أخرى كان هوينلين يقول إن آلاف الفصائل التابعة لكتائب شهداء الأقصى التي تعمل في كل المدن الأميركية بجميع الولايات دون استثناء قد قررت أخيراً وبعد طول صبر وضبط للنفس أن تتحرك ضد الجالية اليهودية الأميركية مما اقتضى التنسيق بين ''شبكة أمن الجالية'' وأجهزة الأمن داخل الولايات المتحدة! زرع الخوف ومن السهل في أغلب الأحوال أن تزرع الخوف في النفوس وأن توزعه بين من تريد لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بمجموعة تكاد تكون مجهولة في الولايات المتحدة· إلا أن هوينلين لم يواصل هذا ''السخف النقي'' فحسب، بل انه حرك كثيرين لعزف نفس اللحن الذي بدا مذهلاً لمن يعرفون· فقد انضم إليه سكوت لاسنسكي الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد السلام الأميركي قائلاً ''إن الخوف الآن سواء في إسرائيل أو في الولايات المتحدة، وداخل الجالية اليهودية في العالم بصفة خاصة يأتي من أمرين، الأول هو استهداف يهود أجانب يزورون إسرائيل، والثاني هو مهاجمة أهداف يهودية أو إسرائيلية خارج إسرائيل''· وانضم مارتن رافاييل مدير مجلس العلاقات العامة اليهودي الأميركي الى الجوقة بقوله ''الجالية لم تنتبه الى بيان كتائب شهداء الأقصى بعد ولكن المنظمات والهيئات اليهودية في كل الولايات تلقت البيان وترجمته ونحن نوشك الآن على بدء حملة في كل الولايات ليس فقط لتنبيه أبناء الجالية أو الأجهزة الأمنية ولكن لنشر الوعي بهذه القضية الحساسة بين كل المواطنين عبر أجهزة الإعلام''· مبالغة سخيفة وفي البدء بدا الأمر وكأنه مجرد مبالغة سخيفة لن تلبث أن تنفجر فقاعتها الخالية من أي مضمون· غير أن الأمر يتطور الآن بسرعة وعلى نحو متعمد تماماً· وبالإضافة الى الاستمرار في ''تعبئة'' أكبر قدر ممكن من الجالية لمواجهة ما يراه قادتها محاولة لإيقاظ الأميركيين على خطورة ما حدث من ''اختطاف'' لسياسة بلادهم الخارجية لاسيما في الشرق الأوسط، فإن الهدف يبدو واضحاً أيضاً مما قاله هوينلين· ذلك أنه أشار الى ''شبكة أمن الجالية''، وهو تنظيم جديد أقامته الجالية اليهودية قبل عام واحد بدعوى رصد التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الجالية - أياً كان مصدرها - وإبلاغ الأجهزة الأمنية بها· والخطورة هنا أن هذه الشبكة يمكن أن تتحول الى شبكة للتجسس على العرب والمسلمين الأميركيين، وانها تعمق الربط غير المنصف بين الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة وبين ''التهديدات الأمنية''· انه تحرك بالغ الخبث، وهو يهدف كما هو واضح الى تحقيق أهداف إعلامية والى عزل المسلمين والعرب الأميركيين، كل ذلك بدعوى الاستعداد لمواجهة تحرك كتائب شهداء الأقصى داخل المدن الأميركية· انها حجة مضحكة ولكنها تهدف الى تحقيق أمر لا يدعو حتى الى الابتسام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©