الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الأفغانية.. البطء يعرقل عمليات التدقيق

4 أغسطس 2014 22:45
استأنفت أفغانستان أول أمس الأحد أعمال التدقيق المضطربة في نتائج الانتخابات الرئاسية، مع استمرار فريق أحد المرشحين في مقاطعة عمليات المراجعة وإصدار بيانات متضاربة حول نواياه، بينما احتدم جدل لا نهائي بين أعضاء فريق المرشح الآخر حول بطاقات الاقتراع المشكوك فيها. ويشير هذا الارتباك و«الميلودراما» إلى كارثة تزداد عمقاً في لحظة حرجة من انتقال أفغانستان إلى مرحلة الحكم الديمقراطي الكامل، وهو الأمر الذي يتم في الوقت الذي تواصل فيه حركة «طالبان» أعمال العنف، وتقوم القوات الغربية بالانسحاب من البلاد. وعلى الرغم من عودة العملية الانتخابية، من الناحية الفنية، إلى مسارها بعد أسابيع من التأخير والخلافات، وخضوع كلا المرشحين لضغوط دولية لقبول نتائج الانتخابات وتولية رئيس جديد للبلاد، فأنه من الواضح أن قضية تزوير الانتخابات الحيوية ما زالت قادرة على عرقلة العملية برمتها. وقد حاول مسؤولون من الأمم المتحدة والسفارة الأميركية ولجنة الانتخابات الأفغانية إضفاء صبغة إيجابية على الوضع، لكن تياراً من التعليقات العدوانية والمتناقضة من معسكري المرشحين الرئاسيين «أشرف غاني» و «عبدالله عبدالله» طغى على هذه الجهود. وفي حين أكد مسؤولون على أن الجانبين وافقا على الإطار العام لمراجعة نتائج الانتخابات ووضع خطة مشتركة للحكم بعد الإعلان عن المرشح الفائز – وهو جوهر الاتفاق الذي تم بوساطة وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» الشهر الماضي - إلا أن الغموض قد شاب الكثير من التفاصيل، ما يدل على أن الخلافات الرئيسية ما زالت دون حل. ومن جانبه، أشاد السفير الأميركي لدى أفغانستان «جيمس كنننجهام»، خلال اتصال هاتفي مع صحفيين مساء الأحد، بتصريحات الأمم المتحدة، وحملة المرشح الرئاسي «عبدالله»، والتي تشير إلى أنه قرر الانضمام لعمليات المراجعة، حيث وصفها السفير بأنها «أخبار سارة». كما «أثني كننجهام على كلا المرشحين» لالتزامهما بعملية التدقيق والعملية السياسية. وبالرغم من ذلك، فقد انتقد المتحدث باسم «عبدالله»، في الوقت نفسه، عملية المراجعة، واصفاً إياها بأنها «بطيئة وغير شرعية»، بينما أصدرت حملته أدلة جديدة على ما وصفته بأنه تواطؤ رسمي في التزوير لمصلحة المرشح «أشرف غاني» من قبل مساعدي الرئيس المنتهية ولايته «حامد كرزاي». وقال مساعد آخر لـ «عبدالله» أن مواصلة عملية التدقيق في الانتخابات يوم الأحد كان «بمثابة مفاجأة». وقد جاءت هذه الموجة من التصريحات المتضاربة وسط تصاعد الضغوط الدولية ونفاد صبر الشعب الأفغاني لإعادة بدء عملية الانتخابات، التي توقفت مراراً وتكراراً بسبب الخلافات منذ بدت الجولة الثانية من الاقتراع في منتصف شهر يونيو، حيث شابتها عمليات تزوير واسعة لمصلحة المرشح «غاني»، الذي كان يشغل من قبل منصب وزير المالية ، كما عمل مسؤولاً بالبنك الدولي. واعتباراً من صباح يوم الأحد الماضي، كان التدقيق ما زال معلقاً، حيث كان ممثلو «عبدالله» منهمكين في محادثات مع مسؤولين من الأمم المتحدة حول عملية إعادة فرز الأصوات، والتي هددوا بمقاطعتها ما لم يتم تغيير العملية حتى يتسنى لهم البحث بعمق أكبر في مزاعم بتزوير النتائج ووضع عملية المراجعة برمتها وبحزم تحت رقابة دولية. وفي الثانية من بعد ظهر الأحد، أعلن مسؤولو الانتخابات الأفغانية فجأة أن عملية المراجعة سيتم استئنافها في الحال، دون مشاركة ممثلي «عبدالله». وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات أنه يأمل أن تقرر حملة «عبدالله» الانضمام إلى عملية المراجعة، مضيفاً أن «الباب لا يزال مفتوحاً لهم». وبعد مرور خمس ساعات، وبينما كان معسكر «عبدالله» يصدر تعليقات قاسية، أعلن مسؤولو الأمم المتحدة أن وزير الخارجية الأفغاني السابق قد وافق على الانضمام إلى عملية المراجعة بعد قيام الأمم المتحدة بـ«توضيح» بعض التفاصيل وموافقتها على إجراء التغييرات الضرورية في طريقة إبطال الأصوات. وقد كان هذا مطلباً رئيسياً لـ«عبد الله». ولكن خلال فترة ما بعد الظهر، وبينما كانت عملية المراجعة تتأهب للبدء في مستودعات على درجة عالية من الأمن وممتلئة بصناديق الاقتراع البلاستيكية الضخمة، قام أعضاء حملة «غاني» بالتنديد بالعملية بصورة فظة، مدافعين عن كل صوت يشكك فيه مسؤولو الأمم المتحدة ولجنة الانتخابات الأفغانية. وعلى إحدى الطاولات، استغرق الأمر ثلاث ساعات لمراجعة صندوق واحد يحتوي على ستمائة صوت من مقاطعة «لوجار» – من بين 8. 1 مليون صوت يتعين مراجعتها – حيث كان مؤيدو «غاني» في خلاف مستمر من خبراء الأمم المتحدة. ومن الناحية الرسمية، حقق «غاني» انتصاراً كبيراً على منافسه «عبدالله»، لكن خبراء الأمم المتحدة لاحظوا أن العديد من الأصوات المؤيدة لـ «غاني» كانت تحمل علامات متطابقة. وقد أصر مساعدو «غاني» على أن العلامات غير متشابهة، أو أن القائمين على الإشراف على عملية التصويت قاموا بمساعدة الناخبين الأميين في وضع اختياراتهم. ومن جانبه، أصر «نيل ماكان»، مسؤول الأمم المتحدة قائلاً: «هناك نموذج هنا. هذه العلامات متطابقة تماماً، لقد تم وضعها بوساطة نفس الشخص». ورد مساعد «غاني» قائلاً :«كيف يمكن إثبات ذلك؟ إنها لا تبدو متطابقة بالنسبة لي». وقد اندلع الجدل نفسه عشرات المرات، بينما ازدادت كومة بطاقات الاقتراع الزرقاء المشكوك فيها ارتفاعاً، وغابت الشمس خارج أبواب المستودع المفتوحة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©