الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معركة مصراتة..كارثة لم تتكشف أبعادها بعد

19 يوليو 2011 00:06
مصراتة (رويترز) - عندما غادر محمد البالغ من العمر 12 عاماً منزله مع أخيه علي في 20 مارس الماضي، كان الهدف إعطاء الماء للمقاتلين العطشى في مكان مجاور كانوا يحاربون فيه قوات الزعيم معمر القذافي. قال محمد “كل ما كنا نريد القيام به هو مساعدة الثوار”. وبينما كانا في الشارع ضربتهما قذيفة صاروخية. أصيب علي (14 عاماً) بشظية في ساقه ومعدته وهو الآن يمشي بعكازين. بينما فقد محمد ذراعه اليمنى وابهام يده اليسرى وأصيب بالعمى في عينه اليسرى. كما أنه أصيب بكسور في ساقه اليمنى وخضع لجراحة ترميمية في ساقه اليسرى. وبدأ حلف شمال الأطلسي حملة قصف جوي في 19 مارس الماضي، لحماية المدنيين من القوات الحكومية التي كانت تقمع انتفاضة ضد حكم القذافي. وتنفي حكومة القذافي تعمد استهداف المدنيين وتقول إنها تشن حرباً على عناصر مسلحة ومتشددين من “القاعدة”. لكن محمد ليس لديه أدنى شك فيمن أطلق القذيفة ذلك اليوم في مصراتة. وقال من تلقاء نفسه “كانت ميليشيا القذافي” بينما كان يخضع لجلسات العلاج العادية في مركز الجزيرة للعلاج الطبيعي. وأضاف “أطلقوا علينا الآر بي.جي. وطردت قوات المعارضة في مصراتة قوات القذافي إلى خط للجبهة يبعد نحو 36 كيلومتراً إلى الغرب من ثالث أكبر المدن الليبية. ومحمد واحد من بين آلاف ضحايا القتال في مصراتة وحولها منذ بدء الانتفاضة. وبسبب نقل الكثيرين إلى الخارج للعلاج ومنهم محمد على سبيل المثال الذي عولج في تركيا لمدة شهرين قبل العودة لبلده، لم يتضح بعد الثمن الحقيقي للتحرر من حكم القذافي في مصراتة نتيجة صعوبة الحصول على البيانات. لكن ليس هناك شك بين بعض من يقدمون الرعاية لأطفال مثل محمد، في أنه عند بدء عودة المصابين بأعداد كبيرة، فإن المدينة ستجد صعوبة في توفير العلاج المطلوب. ويقول الطبيب الهادي المودع الذي يرأس مركز الجزيرة إن العاملين يعالجون حالياً 160 شخصاً. وقال المودع “عندما يعود المزيد من المصابين للوطن لا أعتقد أنه ستتوافر لدينا الإمكانات اللازمة لعلاجهم، ما من أحد يعلم متى سيعودون أو عدد من سيعود منهم لكنهم سيحتاجون علاجاً لفترة طويلة”. وليس من السهل الحصول على بيانات في مصراتة ومن أسباب ذلك الفوضى خلال الأيام الأولى من القتال. وبحسب حصيلة بأحدث الأرقام اعتباراً من منتصف فبراير الماضي وحتى 16 يوليو الحالي، قتل 813 شخصاً في مصراتة وأصيب 7848 وهناك 781 في عداد المفقودين. وبينما كان المودع يقدم العلاج الطبيعي لمحمد في المركز، حاول رفع الضمادات عن الساق اليسرى للفتى لاظهار الندبة الحمراء الكبيرة التي خلفتها الجراحة الترميمية التي أجريت له في تركيا. لكن محمد دفع يده وهو يشعر باحباط بالغ، ثم صاح غضباً أكثر منه ألماً قائلاً “كفى.. كفى”. وقال مسؤول من المستشفى التابع لانترناشونال مديكال كوربس “لن نكتشف حجم المشكلة الا مع انتهاء الحرب، حينئذ سنعلم الثمن الذي دفعه أهل مصراتة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©