السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر البلوشي: البيانات المكانية الدقيقة تدعم مشاريع التنمية العمرانية

ناصر البلوشي: البيانات المكانية الدقيقة تدعم مشاريع التنمية العمرانية
3 يناير 2012
تدرج ناصر البلوشي في عدد من الوظائف على مدار 11 سنة في بلدية مدينة العين، حتى وصل به المطاف إلى وظيفة مهمة في قطاع تخطيط المدن والمساحة، وذلك بتوليه مسؤولية إدارة البيانات المكانية فيها، وهي الإدارة التي تعتبر غير واضحة المهام لدى الكثيرين سواء من حيث طبيعتها أو أهميتها وعلاقتها بالإدارات الأخرى في البلدية وبأفراد المجتمع. عن دراسته الأكاديمية ومشواره المهني، يقول ناصر البلوشي، مدير إدارة البيانات المكانية في بلدية العين «منذ المرحلة الابتدائية وأنا أحلم أن أكون طبيبا لذا كنت أهتم بالمواد العلمية بصفة عامة وبمادة الأحيـاء بصفة خاصة. ولكن عندما التحقت بجامعة الإمارات لم تكن هناك كلية للطب في الجامعة ولم أتمكن من السفر إلى الخارج لظروف الوالد الصحية، لذا فضلت البقاء في الدولة واختيار كلية العلوم تخصص أحياء/ كيمياء لأنها الأقرب إلى الحقل الطبي، وكنت آمل أن ألتحق بكلية الطب والعلوم الصحية متى ما توفرت الظروف أثناء الدراسة أو حتى بعد التخرج، ولكن لم يتحقق لي ذلك». تدرج وظيفي يقول البلوشي «بعد التخرج ونظرا لظروف الوالد الصحية ورغبة مني بأن أكون قريبا منه، دخلت عالم المال والأعمال وكنت مديرا عاما على مؤسسات ومشاريع الوالد، واستطعت خلال فترة وجيزة تطوير أعماله وإدخال التقنيات الحديثة في الإدارة، وحتى أكون قريبا من ميادين العلم والمعرفة صممت على مواصلة الدراسة جنبا إلى جنب مع العمل اليومي، حيث تمكنت من الحصول على شهادة دبلوم كمبيوتر من المركز القومي البريطاني للعـلوم والتكنولوجيا، من المملكة المتحدة، إلى أن التحقت بالعمل في بلدية مدينة العين عام 2001». ويتابع «تدرجت في بلدية العين وتنقلت بين عدة وظائف بدأتها بمبرمج جرافيكي في إدارة النظام الرقمي- تخطيط المدن، ومن ثم نائبا لرئيس قسم مشاريع النظام الرقمي، وبعدها نائبا لرئيس قسم الأراضي في نفس القطاع، ومنها إلى رئيس قسم التوثيق والمعلومات في إدارة الأراضي، فرئيسا لقسم التسجيل العقاري في إدارة الممتلكات، ثم نائبا لمدير إدارة الممتلكات، ثم شغلت منصب نائب مدير نظم المعلومات الجغرافية، حتى وصلت إلى منصب مدير إدارة البيانات المكانية في قطاع تخطيط المدن». وقبل أن يوضح البلوشي المهام التي يقوم فيها من خلال توليه زمام إدارة البيانات المكانية، قدم تعريفا لمصطلح البيانات المكانية، إذ يقول «البيانات المكانية أو البيانات الجغرافية هي معلومات رقمية تنتج عن معالجة المعطيات والمعلومات الجغرافية لموقع أو جسم على سطح الأرض، وتتكون بنية البيانات المكانية على وجه التحديد من البيانات الموضوعية والبيانات الأساسية المكانية بحيث تتم معالجة هذه البيانات من قبل المختصين ضمن قاعدة بيانات خاصة على الحاسوب لتصبح بمتناول المستخدمين، ويعد الحصول على بيانات ومعلومات مكانية ذات قيمة ودقة عالية أمرا ملحا لجميع العاملين في مجال التخطيط والطرق والبنية التحتية والخدمات، لذا تقع على عاتق إدارة البيانات المكانية مسؤولية كبرى لتوفير هذه البيانات للمتعاملين معها على مستوى البلدية أو الشركاء الاستراتيجيين على مستوى الإمارة». إنجازات ومشاريع حول أهم المهام التي يقوم بها، يقول البلوشي «أتولى عملية وضع الأهداف الاستراتيجية الخاصة بالإدارة والأقسام بالتنسيق مع رؤساء الأقسام ووفقا للمعايير المعتمدة في إدارة التخطيط الاستراتيجي، وأضع خطة واضحة ومدروسة لتبني فكرة المبادرات والمشاريع الاستراتيجية في الإدارة وتنفيذها بما يلبي احتياجات الجهات الأخرى من البيانات، وأقوم بالإشراف على جميع الخطط التطويرية على مستوى الإدارة واعتمادها، والتأكد من تطبيق المعايير والقوانين المعتمدة في دائرة الشؤون البلدية ومركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، واعتماد الأهداف الذكية للموظفين بما يخدم الأهداف الخاصة للإدارة والتي تصب في رؤية ورسالة البلدية بشكل عام». وأحرزت إدارة البيانات المكانية بالإدارة الناجحة التي يتولاها البلوشي العديد من الجوائز على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي من خلال مشاركتها في العديد من المعارض والمؤتمرات، إلى ذلك، يقول «حصلت الإدارة على جائزة الشرق الأوسط للخرائط في دبي خلال عامين متتاليين 2007- 2008، وجائزة معرض آسيا للخرائط في سنغافورة عام 2009، وجائزة «أنترجراف» في الولايات المتحدة عام 2011، وأخيرا تم تتويج إنجازات الإدارة من خلال إصدار خرائط وأطلس مدينة العين للمكفوفين، وكان لهذا الإنجاز صدى واسع في وسائل الإعلام المختلفة»، مؤكدا أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم اللامحدود من إدارة البلدية، وتفاني موظفي وموظفات الإدارة، وتعاون جميع المسؤولين في إدارات وأقسام التخطيط فالعمل عمل جماعي». وعلى صعيد المشاريع المتميزة التي تم إنجازها من قبل إدارة البيانات المكانية ببلدية العين، يذكر البلوشي مشروع التصوير الجوي للإقليم الشرقي لإمارة أبوظبي، لتغطية الإقليم الشرقي بخرائط أساس دقيقة، ومشروع تحديث خريطة الأساس ثلاثية الأبعاد، ومشروع التحول من النظام المرجعي المحلي إلى النظام المرجعي العالمي، ومشروع جمع وتحديث بيانات أراضي النخيل في الواحات بالتنسيق مع لجنتي الأفلاج وإدارة الممتلكات في البلدية، ومشروع الربط الإلكتروني مع نظام إدارة الأراضي ونظام تراخيص البناء، ومشروع إطلاق وتدشين الخريطة الإلكترونية التفاعلية لمدينة الواحات (العين ويب ماب)، وإعطاء صلاحية الدخول لأكثر من 150 موظفا في قطاعات البلدية المختلفة، بالإضافة إلى الجزء المخصص لزوار الموقع عن طريق الإنترنت، ومشروع طباعة خرائط وأطلس للمكفوفين باستخدام تقنيات خاصة والكتابة بطريقة برايل بالتنسيق مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية». تطوير العمل يصف البلوشي عمله بأنه ممتع للغاية، ويوضح «عملي يتطلب الصبر والتعامل مع مجمل القضايا والبيانات بمنتهى الحرص والدقة لأن البيانات المكانية تعتبر من البيانات الحساسة وتبنى عليها الكثير من القرارات لذا يتطلب الحرص والتأكد من صحة البيانات المقدمة للآخرين، ويمكن لأي موظف أن يقوم بهذه المهام ولكن شرط أن تكون لديه الرغبة في التعامل مع هذا النوع من البيانات والتقنيات، وأن يجتاز الدورات الفنية المطلوبة التي تؤهله للقيام بهذه المهام، ولاكتساب الخبرة المطلوبة للوقوف على بواطن الأمور والتعرف على طبيعة المهنة بشكل دقيق». وحول أهمية وجود إدارة البيانات المكانية في البلديات وعلاقتها بالأفراد ومؤسسات المجتمع، يقول البلوشي «تعتبر إدارة البيانات المكانية من الإدارات الفنية المهمة على مستوى جميع البلديات، إذ أنها تقوم بدور رائد في توفير البيانات والمعلومات المكانية الضرورية لمتخذي القرار في الوقت المناسب للمساعدة في وضع الخطط والاستراتيجيات على كافة المستويات، ودعم جميع مشاريع التطوير والتنمية العمرانية والبيئية في الإقليم الشرقي من إمارة أبوظبي، ناهيك عن علاقة هذه البيانات بجميع أفراد المجتمع؛ فالكل يتعامل مع البيانات المكانية في حياته بصفة دائمة، فالمدرس في مدرسته والموظف في إدارته والسائق في سيارته والكل في مسكنه يتعامل مع المكان، لذا نجد أن البيانات المكانية الدقيقة مهمة بل ومن ضروريات الحياة فلولاها لاختلت نواميس الحياة ولما تمكنا من التشييد والبناء أو السير في الطرقات أو السفر بحرا وجوا». العمل في إدارة البيانات المكانية يعد من الوظائف المتطورة البعيدة عن الروتين والتقليدية، ويشير البلوشي إلى أن مهنته من المهن المتطورة. ويضيف «هذه المهنة كغيرها من المهن الفنية لها الكثير من الجوانب المتطورة والقابلة للتطوير بصفة مستمرة. ودأبت الإدارة على اختيار أحدث الأجهزة والتقنيات والبرمجيات الموجودة على الساحة العالمية لمواكبة التطور التقني في كافة المجالات، حيث قمنا مؤخرا باختيار أحدث الأنظمة المستخدمة في عملية تحديث خرائط الأساس من خلال منظومة «الليدر» الأرضي، وهو نظام يزيد من فعالية إعداد وتحديث البيانات المكانية وتوفير الوقت والجهد وكلفة الأعمال المساحية، وتقليل عدد الموظفين وقد تم تدريب عدد من المهندسين المواطنين للإشراف على النظام المذكور وإدارته، وكذلك لدينا برامج ممنهجة لحضور الدورات والمشاركة في المعارض والمؤتمرات المتخصصة لاكتساب المزيد من الخبرات اللازمة». أسس التعامل مع الموظفين يلخص ناصر البلوشي، مدير إدارة البيانات المكانية في بلدية العين الأسس التي يجب أن يتعامل وفقها كل مدير مع موظفيه، والتي يسعى إلى تطبيقها في إدارته، قائلا «علينا أن نقتدي بقول الله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، لذا على المدير أن يعامل موظفيه معاملة لطيفة راقية، وأن يقوم بعقد اجتماعات دورية في الإدارة مع رؤساء الأقسام ومع الموظفين للاستماع إلى وجهات نظرهم والتشاور معهم في مجال العمل اليومي وكيفية الارتقاء بالعمل لإرضاء المتعاملين، وتحفيز الموظفين للمشاركة في المعارض والمؤتمرات والدورات التدريبية وورش عمل متخصصة، وعقد لقاء سنوي وتوزيع شهادات الشكر والتقدير لجميع الموظفين المتميزين على ما يبذلونه من جهود مخلصة في العمل وذلك لتحفيزهم وتشجيعهم على بذل المزيد، وتشجيع الموظفين على العمل كفريق وبناء فرق عمل فعالة في الإدارة من رؤساء الأقسام والموظفين للإشراف المباشر على المشاريع الاستراتيجية للإدارة ومتابعتها، وذلك لاكسابهم الخبرة المطلوبة وإعطائهم الفرصة المناسبة لإظهار قدراتهم ومهاراتهم الفردية والجماعية».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©