السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«البحث عن عزيزة سليمان» تقدم خسارات الشهرة «ومايا» تتعدد في حلم اليقظة

«البحث عن عزيزة سليمان» تقدم خسارات الشهرة «ومايا» تتعدد في حلم اليقظة
23 يناير 2014 00:13
السيد حسن (الفجيرة) - استهل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة، عروضه المسرحية مساء أمس الأول، بعرضي «البحث عن عزيزة سليمان» لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، تأليف عاطف الفراية وإخراج أسعد فضة، وأداء الفنانة أمل عرفة، و«مايا» تأليف وسنوغرافيا وإخراج بوسهيلة هواري هشام وأداء سعاد جناتي. البحث عن عزيزة سليمان نص «البحث عن عزيزة سليمان» هو النص الفائز بجائزة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في نسخته الثالثة للراحل الأردني عاطف الفراية، وقد جاء النص بعيداً عن خشبة المسرح محكماً ودقيقاً في فكرته المحورية التي تطرح لأول مرة، وتناقش ما يعيشه الفنانون في مرحلة ما بعد الشهرة، حيث تتوارى الأسماء والشخصيات المستعارة وتسقط حينئذ الأقنعة، وتبدأ حياة جديدة لهؤلاء تبدو في معظمها غريبة، وأكثر شيء غرابة في تلك الحياة اكتشافهم لذواتهم وشخصياتهم الحقيقية التي تآكلت وتلاشت تماماً، خلف اسم الشهرة ومئات الشخصيات التي تقمصها هؤلاء الفنانون، إنها أزمة حقيقية مع الذات والنفس بل ومع وجود الفنان نفسه. والنص يتناول شخصية الفنانة «نجمة» التي طالت شهرتها الآفاق، وباتت بعد اجتيازها امتحان معهد الفنون ودلوفها إلى عالم المسرح والشهرة والفن، محط إعجاب جمهورها الذي يطاردها في كل مكان. وتظل الفنانة «نجمة» طيلة أربعين عاماً تنعم بالشهرة، وتنشر صورها وأخبارها في كل الصحف يومياً، وتنال الكثير من شهادات التقدير والهدايا، وفي ظل هذا العالم المقبل عليها والمتدفق بشده نحوها، تتزوج ثلاث مرات ولم تحظ في إحداها بالإنجاب، وقد نسيت تماماً ذلك الشاب الذي يعمل خبازاً في حيها القديم، وقد رفضته سعياً خلف الشهرة، وأنه لن يستطيع تحقيق أحلامها في الشهرة وكسب المال لكونه يعمل خبازاً ولأن اسمه «شلنفح». وتمضي سنوات الفنانة «نجمة» سريعة، إلى أن أصيبت في حادث ألم بها فأقعدها في الفراش بعد أن أصيبت بعاهات مستديمة في الساقين، عند هذا الحد انحسرت عنها الأضواء، وانفض من حولها المخرجون والمنتجون، وتناستها الصحف الفنية، وتجاهلها جمهورها الذي التف حولها أربعين عاماً كاملة، وهنا فقط وداخل دار العجزة، اكتشفت الفنانة «نجمة» أنها ليست بذات الفنانة وتلك الشخصية المقنعة التي لبستها طيلة أربعين عاماً، إنها الفتاة عزيزة سليمان التي تركتها هناك في الحي القديم، بعد أول صورة نشرت لها في الصحيفة وأول فيلم شاركت فيه. وتبقى عزيزة سليمان قعيدة في دار المسنين، لا يزورها أحد ولا يعرفها أحد، فقط كل ما لديها مجموعة من الصور وشهادات التقدير المعلقة خلفها، وتظن أن من يدفع لها أجرة الدار هو زوجها السابق الذي طلقها قبل وقوع الحادث بشهرين، إنه وليد الذي كان يعمل ناقداً فنياً في إحدى الجرائد. وتكتشف المفاجأة المدوية في نهاية النص، فالذي كان يقوم بدفع الأجرة وإرسال الورود صباح كل يوم جمعة ليس وليد زوجها السابق، بل هو صاحب مجموعة محال عزيزة إنه ذلك الخباز الفقير التعيس الذي رفضته قبل أربعين عاماً وفضلت عليه الشهرة، وقد بات اليوم غنياً ومن أصحاب المحال الكبرى، ثم انقطعت الورود الأسبوعية عنها لأنه قد مات. لم يغير المخرج أسعد فضة قيد أنملة في نص الفراية، بل بقي النص كما هو، وغابت إلى حد كبير شخصية المخرج الإبداعية المسيطرة والمحركة للشخصية، وربما نلتمس العذر لفضة الذي ابتعد كثيراً عن عالم المسرح، ولكن كنا نظن إلى حد بعيد أن الإمكانات الفنية الهائلة لفضة سوف تقدم لنا رؤية إخراجية متميزة وثرية. وجاء أداء أمل عرفة جيداً في مواقع، وضحلاً في مواقع أخرى، وبرزت شخصيتها التي ربما فاقت رؤية المخرج في المشاهد الحركية التي بدت فيها أكثر رشاقة وخفة، بينما توارت فيها لمسة المخرج الذي ظهرت شخصيته القوية بوضوح في المشاهد الملحمية للمسرح الكلاسيكي، في قليل من المقاطع التعارضية التي قدمتها الفنانة أمل عرفة. السنوغرافيا، جاءت إلى حد كبير متماشية مع المكتوب في نص الفراية. مايا وقدمت الجزائر العرض الثاني «مايا» نص وإخراج وسنوغرافيا بوسهلة هواري هشام، وأداء الفنانة سعاد جناتي وموسيقى العربي شريف وسفيان مختار، حيث تناول شخصية فتاة مغبونة تعمل خادمة في بيت ثري، يعاملها بعنجهية ولا يقدر مواهبها الحقيقية في الغناء والرقص والإبهار الفني الحقيقي. وعلى مدى ساعة كاملة، قدمت سعاد نجاتي شخصية مايا الدراماتكية والكوميدية في آن واحد، حيث حلقت بخيالها بعيداً عن البيت الذي تعمل فيه، لتقدم العديد من الشخصيات في بلاد عديدة، فرقصت الفلامينكو وحملت صندوقاً لتبيع بعض الأغراض البسيطة، وعاشت في أجواء شخصيات ثرية منعمة، وتقمصت شخصيات الفقراء التعساء، وهكذا كان أداء الفتاة مايا فيه كثير من الضحك وقليل من البكاء وشيء من الشك واستدارة الأسئلة في الرأس. وجاء فضاء المسرح في عرض «مايا» غاية في البساطة، فلم تتجاوز السنوغرافيا فيه بضعة أمتار من القماش الأبيض، وقد لعبت عليه الإضاءة بتصرف شديد، فجاء كما لوكان بحراً، وبدا في جانب آخر كما لو كان قصراً. وكان ما ينقص العرض بأكمله أن يكون باللغة العربية الفصحى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©