السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدول النفطية تواجه معضلة تراجع سعر الدولار

15 أكتوبر 2010 21:27
قال محللون إن انخفاض الدولار يضع الدول المنتجة للنفط أمام معضلة: فهي تواجه تراجع عائداتها، لكن رفع سعر البرميل الذي ترغب فيه دول عدة في "أوبك"، قد لا يكون ممكناً ويمكن أن يهدد الانتعاش الاقتصادي. ولم يثر ارتفاع سعر برميل النفط الذي تجاوز ثمانين دولاراً في الأيام الأخيرة، بهجة الدول الـ12 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" التي قررت في اجتماع فيينا الخميس الماضي إبقاء حصص الإنتاج دون تغيير. وارتفاع سعر برميل النفط المحدد بالدولار، مرتبط بشكل رئيسي بالورقة الخضراء وتغذيه تكهنات متزايدة حول إجراءات سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لدعم أكبر اقتصاد في العالم، حسبما يرى عدد من المحليين. وقد أدى تراجع سعر الدولار إلى تآكل الأرباح الناجمة عن ارتفاع الأسعار للدول المنتجة. والأسوأ من ذلك أن سعر الدولار يؤثر على المواد الأساسية، بما فيها المواد الغذائية. وقال رئيس الوفد الليبي لاجتماع "أوبك" شكري غانم إن "عائداتنا الحقيقية تتراجع". وانخفض سعر العملة الأميركية مقابل اليورو إلى أدنى مستوى منذ ثمانية أشهر. لذلك تريد ليبيا مع الجزائر وفنزويلا سعراً للبرميل يتراوح بين تسعين ومئة دولار. لكن المشاكل يمكن أن تبدأ عند هذا السعر. وحذر نيل ماكينون المحلل الاقتصادي في مجموعة "في تي بي كابيتال" من أن "ارتفاع سعر البرميل إلى أكثر من تسعين دولاراً يمكن أن يهدد الانتعاش العالمي، بينما يشهد الاقتصاد الأميركي أصلاً تباطؤاً، والاحتياطي الفيدرالي مستعد لضخ سيولة"، ولكن انكماشاً جديداً سيشكل كارثة، على حد تعبير ديفيد هافتن من مجموعة "بي في ام اسوشييتس"، نعتبر أن سعر الذهب الأسود قد "ينخفض إلى خمسين دولاراً بسبب الحجم الكبير للمخزونات". والصعوبة الثانية، تكمن في أن أسعار النفط، الذي أصبح السلعة المثلى للمضاربين في أسواق المال يصبح أقل خضوعاً للعبة التقليدية للعرض والطلب. وقال كارستن فريتش من مصرف "كوميرتسبنك" إن "سلطة أوبك محدودة"، موضحاً أن حجم الإنتاج هو السلاح الرئيسي للكارتل الذي يضخ حوالي أربعين بالمئة من الخام العالمي. واعترف الأمين العام لـ"أوبك" عبد الله البدري ببعض العجز. وقال "عندما بلغ سعر البرميل 147 دولاراً (صيف 2008) كنا قلقين. كنا نعرف حينذاك أنه حتى زيادة في الإنتاج لن تهدئ الأسواق". وصرح فيل فليت المحلل في "بي اف جي بيست" ساخراً أن "رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي كان له تأثير أكبر من أوبك على أسعار النفط خلال عقد". ويلتفت المستثمرون غير الواثقين بقيمة العملة الأميركية، إلى الأصول العملية مثل النفط مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وقال وزير الطاقة الفنزويلية رافايل راميريز إنه في هذا الوضع "اقتراح البعض التخلي عن الدولار كعملة مرجعية" في سوق النفط. وحتى مثل هذا التغيير لن يزيل كل المخاطر إذ يكفي أن تفقد العملة التي يتم اختيارها لتحل محل الدولار قيمتها ليغضب المنتجون من جديد.
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©