الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الإيجارات يعيد تشكيل خريطة السكن بأبوظبي

تراجع الإيجارات يعيد تشكيل خريطة السكن بأبوظبي
15 أكتوبر 2010 21:30
أسهم تراجع الإيجارات في أبوظبي خلال العام الحالي في إعادة تشكيل خريطة السكن بالعاصمة، في ظل تسابق كثير من المستأجرين، لا سيما الجدد، على تغيير وحداتهم للاستفادة من انخفاض الأسعار، بحسب عقاريين. ورصد عاملون في القطاع نمواً في تنقلات المستأجرين داخل أبوظبي وخارجها، بحثاً عن وحدات أقل سعراً، وبينما فضل مستأجرون العودة من مدينة محمد بن زايد وخليفة “أ” للسكن داخل أبوظبي، آثر آخرون استغلال تراجع الإيجارات للحصول على وحدات كبيرة وفلل سكنية خارج العاصمة. وقال أحمد صالح البريكي رئيس مجلس إدارة شركة انفينتي العقارية إن تراجع الإيجارات داخل أبوظبي زاد حركة تنقلات المستأجرين خلال الفترة الأخيرة، سواء داخل أبوظبي أو في بعض المدن مثل مدينة محمد بن زايد أو خليفة “أ” و”ب”. وباتت بعض المناطق أكثر جذباً للسكان نظراً لانخفاض أسعارها سواء داخل أبوظبي لاسيما الفلل الجديدة بمناطق المشرف والمرور وبين الجسرين، أو في بعض المدن خارج أبوظبي، وذلك على حساب المناطق التقليدية التي كان يتركز عليها الطلب بالسابق مثل الكورنيش والخالدية والنادي السياحي. وانخفضت أسعار الإيجارات في أبوظبي خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 7% بالنسبة للمباني الرئيسية مقارنة بنحو 10% للمباني الأقل جودة مع توقعات باستمرار تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة مع دخول المزيد من الوحدات العقارية الجديدة إلى السوق، بحسب تقرير حديث لشركة استيكو للخدمات العقارية. ولكن التراجع ظهر جليا بالنسبة للشقق خارج أبوظبي، إذ بلغت نسبة انخفاض الإيجارات نحو 30%. وقال عبدالله خلفان النقبي رئيس مجلس إدارة شركة ويندكس للعقارات “رغم تراجع الإيجارات في جميع أنحاء الإمارة، إلا أن الانخفاض يظهر بصورة أكثر وضوحا في المدن الخارجية، مقارنة بالأسعار داخل حدود جزيرة أبوظبي”. تحسين وضع وعزز تراجع الإيجارات اهتمام المستأجرين بمزايا السكن بالعاصمة، موضحين أن المستأجرين باتوا يقررون الانتقال للوحدات الأكبر وذات المواصفات المتميزة. وقال خالد متولي، المهندس بإحدى الجهات الحكومية بأبوظبي “قررت الانتقال من سكني المكون من غرفة وصالة إلى شقة أوسع، وأرخص”. ومن شارع المطار بإيجار قدره 100 ألف درهم العام الماضي، سكن متولي في إحدى الفلل الجديدة بمنطقة المشرف، بإيجار قدره 90 ألف درهم. وبين أن تنوع الوحدات السكنية المعروضة بالسوق منحه خيارات عديدة، مشيرا إلى أنه قرر اختيار شقته الأخيرة بعد فترة من التردد للمفاضلة بينها وبين شقة أخرى بنفس المواصفات تقريبا بمدينة محمد بن زايد بسعر 75 ألف درهم شهريا. وقال محمد اسماعيل إنه قرر استئجار استوديو جديد بمدينة خليفة “أ” بسعر 25 ألف درهم، بدلا من الاستوديو الذي يقيم فيه حاليا بشارع المرور بـ 40 ألف درهم شهريا. أما رشيدة حماد، الموظفة بإحدى المؤسسات الخاصة، فقد عادت إلى داخل أبوظبي بعد انخفاض الأسعار، موضحة أنها سبق لها استئجار شقة متميزة مكونة من ثلاث غرف خارج أبوظبي بسعر 120 ألف درهم قبل عامين، فيما تجد اليوم أسعارا مقاربة داخل جزيرة أبوظبي. وقال البريكي إن أغلب الأسر تهتم اليوم بالبحث عن السكن المتميز، والمساحة الأكبر. وأكد البريكي أن تراجع الإيجارات لن يؤدي إلى تضرر كثير من الملاك كما يعتقد البعض، لاسيما ملاك البنايات القديمة الذين استطاعوا خلال السنوات السابقة الاستفادة من العائد الاستثماري المرتفع. بيد أنه استدرك بالقول إن ملاك البنايات الجديدة ربما يحتاجون لعدد أكبر من السنوات لاسترداد قيم استثماراتهم. وقال ناصر الحمادي مدير مؤسسة لؤلؤة الخليج العقارية إن كثيرا من الملاك يبادرون اليوم إلى تخفيض الإيجارات للاحتفاظ بالسكان، بعد تسابق أغلب المستأجرين في البحث عن سكن جديد ذي مميزات أفضل. وأضاف أن مستأجر الشقة السكنية ذات الغرفتين بسعر 120 ألف درهم، يمكنه اليوم استئجار فيلا خارج أبوظبي بنفس السعر تقريبا، وهو ما يدفع الكثيرين للبحث عن الفرص الأفضل. وأوضح النقبي أن تراجع الإيجارات منح المستأجرين خيارات عديدة للبحث عن السكن المطلوب. وقال النقبي “المستأجر الذي يرغب بشقة بنحو 100 ألف درهم، أمامه اليوم أكثر من خيار سواء شقة غرفة وصالة بأحد الأبراج المتميزة داخل أبوظبي، أو شقة مكونة من غرفتين وصالة بإحدى الفلل، أو ثلاث غرف بمدينة محمد بن زايد أو خليفة “أ”، وصولا إلى فيلا بمشروع الريف خارج أبوظبي، وذلك مقابل خيار واحد فقط قبل نحو عامين”. وتابع النقبي أن بعض المستأجرين أصبحوا يهتمون اليوم بالتساؤل عن مزايا السكن مثل توافر غرفة للخادمة أو السائق أحياناً، فضلا عن ضرورة توافر موقف سيارة. وكان تقرير شركة استيكو قد أشار إلى أن زيادة المعروض من الوحدات السكنية في أبوظبي قد دفع بالكثير من المستأجرين إلى الانتقال من المناطق التقليدية في جزيرة أبوظبي باتجاه مناطق أخرى مجاورة توفر أسعار إيجارات أقل خصوصا لفئات الفلل. وأشار التقرير إلى تزايد أعداد مستأجري الفلل الذين يغيرون أماكن إقامتهم من جزيرة أبوظبي إلى مناطق سكنية مجاورة، بسبب انخفاض أسعار الإيجارات فيها بمعدل 35%. زيادة المعروض وقال عادل عبدالمنعم مدير عام شركة السهم الأول العقارية إن الفترة الحالية تشهد زيادة في المعروض من الوحدات السكنية بأبوظبي، مقابل استقرار الطلب، وهو ما أسهم في استمرار تراجع الإيجارات، موضحا أن التراجع مستمر دون ثبات. وذكر عبدالمنعم أن نسبة التراجع في جميع أنحاء أبوظبي متقاربة إلى حد ما، حيث لا يقتصر ذلك على منطقة معينة، بل يشمل أيضا المناطق المتميزة مثل الكورنيش والخالدية، فضلا عن المدن الواقعة خارج أبوظبي. وأوضح أن أغلب المستأجرين باتوا يبحثون عن الوحدات ذات الأسعار المنخفضة، وهو ما أدى لتغييرات جوهرية في خريطة السكن بأبوظبي، حيث جذبت بعض المناطق عددا من المستأجرين، مثل الفلل الجديدة بمناطق المرور والمشرف وشارع السلام، فضلا عن مشاريع الريف والبندر، بخلاف مدينة محمد بن زايد وخليفة “أ”. وذكر أن متوسط سعر الاستوديو بأبوظبي يتراوح حاليا بين 30 و40 ألف درهم، مقابل 60 أو 70 ألفا العام الماضي، كما تراجع سعر الشقة ذات الثلاث غرف بمنطقة الكورنيش لنحو 150 إلى 200 ألف درهم، مقابل أكثر من 300 ألف درهم قبل نحو عامين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©