الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصير الرئيس السوري يهيمن على بداية مؤتمر «جنيف-2»

مصير الرئيس السوري يهيمن على بداية مؤتمر «جنيف-2»
23 يناير 2014 16:46
مونترو (وام، وكالات) - رأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة إلى مؤتمر «جنيف 2» الذي بدأت أعماله في مدينة مونترو السويسرية أمس في محاولة دولية لإنهاء الصراع الدائر في سوريا. وشكل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، نقطة خلاف بين الوفد السوري الممثل للنظام، والوفد الممثل للمعارضة. وأكد وفد الحكومة السورية أن الأسد «لن يرحل»، فيما أعلنت المعارضة عزمها تقديم جدول زمني يمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر لإقامة هيئة حاكمة انتقالية في سوريا للحيلولة دون إطالة المحادثات مع الأسد لسنوات، وسط دعوات دولية للإسراع بإيجاد حلول للأزمة الدامية التي تعصف بالبلاد منذ نحو ثلاث سنوات، واقتناص «الفرصة التاريخية» التي يشكلها المؤتمر. وعبر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرجي لافروف عن مواقف مختلفة حيال تشكيل حكومة انتقالية لسوريا، حيث أكد كيري أن «لا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية» المقبلة. وفي أول يوم من المؤتمر الذي انطلق بمدينة مونترو السويسرية بحضور وفدي المعارضة والنظام السوريين وممثلين عن نحو 50 دولة، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي رأس الوفد الرسمي، أن أي حديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يحرف بيان جنيف عن مساره. وفي موقف تحد، وصف المعلم في كلمته ممثلي المعارضة السورية الجالسين قبالته بـ«الخونة» و«العملاء لأعداء» سوريا. وقال إن من يريد «التحدث باسم الشعب السوري لا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه». وأضاف متوجها إلى المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف-2 «ماذا فعلتم يا من تدعون أنكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ أين أفكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الإرهابية المسلحة؟»، مضيفا «أنا على يقين أنكم لا تملكون أي شيء وهذا جلي للقاصي والداني». وقال المعلم «من يريد أن يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سورية، من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه، ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب».من جانب آخر، توجه المعلم لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بالقول «لا أحد في العالم، سيد كيري، له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شئ في سورية إلا السوريين أنفسهم، وهذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا أو في أي مكان سيخضع للاستفتاء الشعبي، فنحن مخولون هنا لنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يريد ان يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه للنطق باسمه». وجاء ذلك ردا على ما أعلنه كيري في كلمته بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في الحكومة الانتقالية. وأضاف أن الشعب السوري وحده هو الذي يحق له تحديد مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا القوى الأجنبية إلى الكف عن مساندة الإرهاب ورفع العقوبات المفروضة على دمشق. وقال «أؤكد أن سوريا البلد السيدة المستقلة ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة، دون الالتفات إلى كل الصراخ والتصريحات والبيانات والمواقف التي أطلقها الكثير فهذه قرارات سورية بحتة». وقال المعلم «إن كنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الإنساني والمعيشي في سورية فارفعوا أيديكم عنا وأوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابيين، ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا إلى العقل وسياسة المنطق». وفي المقابل، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في كلمته الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة «جنيف-1» من أجل «نقل صلاحيات» الأسد إلى حكومة انتقالية. وقال «إننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف-1، ونريد أن نتأكد إن كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا». وأضاف «انني أدعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف-1 بحضوركم جميعا الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سورية الجديدة». ثم سأل «سؤالي واضح ومباشر: هل لدينا هذا الشريك؟».وتنص وثيقة «جنيف-1» التي تم الاتفاق عليها في يونيو 2012 في غياب أي تمثيل سوري، على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين للنظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح المؤتمر بخطاب قال فيه «بعد حوالي ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل».وأضاف «أننا نواجه تحديات استثنائية» داعيا المشاركين السوريين تحديدا إلى «انطلاقة جديدة». وقال «إن هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم، إن جميع السوريين يتوجهون بأنظارهم إليكم اليوم، أمامكم أنتم الممثلين عن المعارضة والحكومة السورية فرصة هائلة، وعليكم مسؤولية تجاه الشعب السوري». وقال إن على القوى الدولية «أن تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على تحقيق هذه الأهداف».وتابع «كم من القتلى سيسقطون في سوريا بعد، إذا أهدرت هذه الفرضة؟» وقال «لا بديل عن وضع حد للعنف، دعونا نثبت للجميع أن العالم بوسعه أن يوحد صفوفه». من جهته قال جون كيري إن «الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية، من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم»، مضيفا «لقد فقد شرعية القيادة». وأضاف أن مؤتمر «جنيف 2» اختبار للمجتمع الدولي للتوصل لحل لإنهاء القتال. وتابع «نرى خيارا واحدا فقط، التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل، هذا يعني أن الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية». في المقابل، حذر سيرجي لافروف من «محاولات تسفير هذه الوثيقة بشكل أو بآخر» في إشارة إلى الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا عبر الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى عام 2012 في ختام مؤتمر «جنيف-1». وأضاف أن تسوية النزاع الجاري في سوريا «لن تكون سهلة ولا سريعة»، مؤكدا على «المسؤولية التاريخية» التي يتحملها أطراف النزاع. وقال «ندعم جهود المصالحة وأسس التغيير يجب أن تكون سلمية». وأضاف أن الوصول إلى حلول لا يكون بالقوة وإنما بالحوار، مشيرا إلى أن الكثير من الجماعات المسلحة ليس لديها مصلحة في الحل السياسي. وبعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان إلى مدينة جنيف حيث يبدآن الجمعة بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الأزمة في بلادهما. ومن المرتقب أن يشكل ذلك بداية عملية طويلة تستمر من سبعة إلى عشرة أيام في مرحلة أولى بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس عن عضو في الوفد الروسي. وفي كلمات أخرى، حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر من «تغيير مسار مؤتمر جنيف 2»، مؤكدا أن الأسد لن يكون له دور في أي ترتيبات مقبلة. وقال إنه «من الضروري أن نحذر من أي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام والادعاء بمحاربته للإرهاب»، داعيا إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وتابع أنه «من البديهي ألا يكون للأسد أو من تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور بهذا الترتيب». ودعا إلى أن يتبنى مجلس الأمن «ما يتم التوصل إليه من اتفاق» في المؤتمر «وضمان تنفيذه». فيما قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إنه يتعين انتهاز هذه الفرصة التاريخية لبدء عملية لإرساء السلام في سوريا من خلال التوصل لحل سياسي، بمشاركة الفرقاء السوريين . وطالب ممثلي الحكومة السورية بأن يخلصوا النوايا، ويعملوا بكل جدية على التوصل إلى حل يقي الشعب السوري من استمرار المأساة التي يعيشها، مشددا على أن تلك الأهداف ليست بعيدة المنال إذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة لدى السوريين.. بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن هدف المؤتمر «البحث عن حل سياسي لسوريا يتعلق بهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية». من جهته اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أنه لا يتوجب توقع حدوث «معجزة» في المؤتمر حول سوريا. وقال على هامش المؤتمر «لن يكون هناك معجزات في هذه الأيام»، لكنه أضاف «تحقق تقدم صغير» مع جلوس الأطراف السورية المعنية «على الطاولة نفسها». وبعد الجلسة الأولى للمؤتمر قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ردا على سؤال في قاعة الصحفيين عن موقف دمشق في حال «قرر المؤتمر رحيل الأسد»، إن «الأسد لن يرحل». وأضاف «جئنا إلى هنا من أجل الخيار والمسار السياسي، لكن المسار السياسي شيء ومحاربة داعش وجبهة النصرة والمنظمات الإرهابية شيء آخر». بينما قال أنس العبدة عضو وفد المعارضة السورية في محادثات سويسرا أمس إن المعارضة تعتزم تقديم جدول زمني يمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر لإقامة هيئة حاكمة انتقالية في سوريا، للحيلولة دون استطالة المحادثات مع حكومة الأسد لسنوات. وأضاف أن هذا الاقتراح سيقدم عندما تبدأ المفاوضات الرسمية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة، إذا قبلت حكومة دمشق فكرة السلطة الانتقالية أصلا . وقال إن وفد المعارضة لديه بالفعل أسماء مقترحة لعضوية الهيئة الحاكمة وسيكون لكل من الجانبين حق الاعتراض على الأسماء واستبعادها، ولا مشكلة في ذلك بالنسبة إلى المعارضة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©