عدد اليوم
تونس (الاتحاد)
أحيا مؤخراً بيت الشّعر بالقيروان بالاشتراك مع جمعيّة «ابن شرف للأدب والفنون» الذكرى الأولى لوفاة الأديب والشاعر القيرواني حسين القهواجي، وذلك في أمسية واكبها جمهور من أهل الأدب والفكر والفن والثقافة، ومن أصدقاء الفقيد ومحبّيه.تضمّن اللقاء شريطاً مصوّراً بعنوان «حسين القهواجي صديق الليل والأزقّة القديمة»، لخّص المسيرة الأدبية للرّاحل وآثاره وأعماله السردية والنّثرية والشّعريّة، التي ترجمت محبّته الكبيرة للقيروان هذه المدينة التي أصبحت مقيمة في مشاعره ووجدانه وساكنة في ذاكرته بكلّ تفاصيلها ومفرداتها وخصوصياتها.
وعبّرت بعد ذلك مديرة البيت الشاعرة جميلة الماجري في كلمتها عن حجم الوجع الذي ألمّ بالوسط الثقافي بعد رحيل حسين القهواجي الشاعر والروائي الذي لن تنساه شوارع وأزقة القيروان، حيث أعطى هذه المدينة الكثير قبل أن يختطفه الموت وكتب عنها أجمل كتاباته، ثم قدّم الأستاذ رياض خليف مداخلة حول الطابع التراثي والتاريخي في آثار القهواجي، متخذاً كتابه «سوق الورّاقين» الذي يجمع بين التوظيف التاريخي والتخيّل الإبداعي نموذجاً.
وألقت بهذه المناسبة، الطفلة وصال الحامدي، وهي عضوة نادي الشعر والعروض ببيت الشعر، مرثية الشاعر محمّد الغزّي التي كتبها على إثر وفاة الرّاحل، كما قرأت كل من الشاعرتين جهاد المثناني وحنان الوهيبي مرثيتين لروح الفقيد. وتم خلال هذه الأمسية التي قدّم فقراتها الشاعر التهامي جوّادي الاستماع إلى شهادات موحّدة في مضامينها لعدد من أصدقاء الفقيد، وهم عمر ميلاد، محمد مهدي المقدود، منذر الشفرة، حسين عُطيْ، عبير بن عيّاد، تحدّثوا فيها عن ذكرياتهم مع الرّاحل، مبرزين جوانب مضيئة من تجربته السّردية والشعرية، ومن حياته التي كانت جلّ مراحلها مثقلة بالأوجاع والمتاعب، ولكنّ إصراره على مغالبة الصعاب وعشقه للكتب والمجلاّت، جعله يتحدّى همومه ويمتشق سيف كتاباته عالياً ليؤسس الفرح والجمال والإبداع.
