إعداد - محمد عبدالرحيم:
هنالك العديد من المخترعات التي بلغت من العمر 25 عاماً ولكنها لا تستطيع الادعاء بأنها غيرت العالم· ولكن جهاز الكمبيوتر الشخصي من انتاج شركة انترناشونال بيزنيس ماشينز (IBM) والذي تم اطلاقه لأول مرة في العام 1981 - وبدأ يستعد للاحتفال بعيد ميلاده الخامس والعشرين في أغسطس المقبل - يبقى أحد الاستثناءات النادرة·
وذكرت مجلة إيكونوميست أنه على الرغم من أن بعض أجهزة الكمبيوتر الأخرى رأت النور قبله فإن جهاز كمبيوتر ايه بي ام هو الوحيد الذي استطاع في نهاية المطاف أن يحدد تلك المعايير التي انتهجتها الصناعة الجديدة بأكملها فيما بعد·
وتقريباً فإن هنالك مليار شخص في جميع أرجاء العالم يستخدمون الآن الكمبيوتر الشخصي في مختلف الأنشطة· كما أصبح العديد من المستخدمين في المكاتب ينفقون أوقاتاً مع أجهزة الكمبيوتر أكثر من تلك التي ينفقونها في النوم أو مع عائلاتهم·
وفي الوقت الذي لا يعتبر فيه جهاز الكمبيوتر الذي أطلقته شركة آي بي ام مثالياً من ناحية منصته المعمارية إلا أن تبنيه كمعيار قياسي للصناعة جعل من الممكن تحقيق اقتصاديات كبيرة الحجم في مجالي المعدات وبرامج المعلومات على حد سواء·
وقد أدى هذا الأمر بدوره إلى تخفيض الأسعار وبشكل ساعد جهاز الكمبيوتر الشخصي على ''دمقرطة'' الاستخدامات· وأصبح من المهم أيضاً الاحتفال في هذه المناسبة بالاختراعات الأخرى التي ساعد الكمبيوتر على إطلاقها·
إذ أن منصته المعمارية التي تتسم بالمرونة والاستخدامات المتعددة الأغراض جعلت منه منصه ترتكز عليها العديد من التكنولوجيا الجديدة ابتداءً من مكالمات الصوت عبر الإنترنت إلى مشاركة الملفات· أما الأهم من ذلك بكثير فإن جهاز الكمبيوتر الشخصي تحول في العقد الماضي إلى جهاز للاتصالات وبفضل التقدم الذي بدأ يشهده الانترنت فإن الاتصالات العالمية السريعة وانتشار التجارة على الحظ بالإضافة إلى إمكانية الحصول على الأجوبة الخاصة بجميع المسائل تقريباً في موقع الويب يحرك البحث جميعها أدت إلى توفر أجهزة الكمبيوتر الشخصي المتنقلة والرخيصة الثمن·
الكمبيوتر للجميع
والآن فقد أصبح بالإمكان مشاهدة الأشخاص في الطرقات في كل مدينة بالعالم تقريباً وهم يحملون أجهزة كمبيوترية صغيرة الحجم تعارفوا على تسميتها بهواتف الموبايل· وأصبحت هذه الأطقم اليدوية وحتى الأساسية منها تنطوي أصلاً على خدمات تصفح الويب ووجود الحاسبات وسائر الوظائف الكمبيوترية الأخرى· بل أن التجار في زامبيا استمروا يستخدمون هواتف الموبايل في إجراء العمليات المصرفية بينما يستخدمه المزارعون في السنغال لمراقبة حركة الأسعار أما العاملون في الخدمة الصحية في جنوب أفريقيا فقد أصبحوا يستخدمونها في تجديد السجلات الطبية للمرضى في المناطق البعيدة· وكذلك فإن جميع أنواع الشركات والمؤسسات ابتداءً من العمالقة مثل جوجل إلى تلك الناشئة مثل شركة ''سيل بازار'' أصبحت منهمكة في تحويل كامل الوظائف والفوائد المضمنة في الويب إلى داخل هواتف الموبايل· ولما كان جهاز الكمبيوتر هو الذي أدى إلى ''دمقرطة'' في الاستخدامات وفتح الأبواب على مصراعيها أمام العديد من الاختراعات إلا أن هاتف الموبايل بات المرشح الأوحد للمضي قدماً بأحلام الكمبيوتر الشخصي إلى خواتيمها النهائية!
عدد اليوم
