الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش»..خوارج العصر

«داعش»..خوارج العصر
14 يوليو 2015 22:55
أحمد محمد (القاهرة) بعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في العام 2004، بايع أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وكثف عملياته إلى أن أصبح واحداً من أقوى التنظيمات، وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق، وفي العام 2006 أعلن الزرقاوي تشكيل «مجلس شورى المجاهدين»، بزعامة عبدالله رشيد البغدادي، وبعد مقتل الزرقاوي في الشهر عينه تم انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيماً للتنظيم، وتم تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي، وفي أبريل 2010 شنت القوات الأميركية والعراقية عملية عسكرية استهدفت منزل أبي عمر وأبي حمزة وقتلا معاً، وانعقد مجلس شورى الدولة ليختار أبا بكر البغدادي خليفة له. تكوين الفصائل وبعد اندلاع الأزمة السورية، بدأ تكوين الفصائل لقتال النظام وفي أواخر 2011 تم تكوين جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني، وأعلن أبو بكر البغدادي أن جبهة النصرة امتداد لدولة العراق الإسلامية ودمج جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية تحت مسمى واحد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام، وعرف اختصاراً بـ «داعش»، وانتشر بشكل رئيسي في العراق وسوريا وله فروع في بعض الدول. نما «داعش» بشكل ملحوظ، وكانت له صلات وثيقة مع القاعدة حتى فبراير 2014، وبعد صراع على السلطة استمر ثمانية أشهر، قطع تنظيم القاعدة العلاقات معه، رداً على وحشيته، وفي يونيو كان في صفوف داعش أكثر من أربعة آلاف مقاتل في العراق، وزادت قوته إلى خمسين ألفاً في سوريا وثلاثين ألفاً في العراق. التهميش والإقصاء على نحو مفاجئ أصبح «داعش» خطراً كونياً، وأعلن تنصيب البغدادي خليفة للمسلمين ويعرف بأمير المؤمنين، وطالبوا ببيعته والولاء له، وكانت داعش وليدة سياق طبيعي بيئته الأساسية الاحتلال الأميركي للعراق والطائفية، وسياسات التهميش والإقصاء. باشر التنظيم بعد إعلان «دولة الخلافة» تهجير المسيحيين، وبدأ في اعتقال الضباط السابقين في الجيش العراقي، وأقدم على تخيير المسيحيين في الموصل بين الإسلام أو دفع الجزية أو القتل بالسيف، ليقدم للعالم دليلاً على خروج هذه الحركة التكفيرية عن كل حدود العقل والمنطق. بعد التمدد الجغرافي للتنظيم، اعتمد تنويع مصادر دخله لتمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه، وصار يبيع النفط بأسعار منخفضة من الحقول والمصافي التي استولى عليها في سورية والعراق، كما فرض رسوماً على محطات بيع الوقود بالتجزئة، وعلى المركبات والشاحنات. حركة تكفيرية يتبنى هذا التنظيم الإرهابي المسلح الفكر «الجهادي» وإعادة «الخلافة»، وصفتهم بعض القيادات الدينية بأنهم «خوارج العصر»، فقد شهد العالم انبعاث النسخة الجديدة من تلك الحركة التكفيرية الجامحة، في البقعة الجغرافية نفسها، واتخذ أقصى المواقف تطرفاً سياسياً ودينياً ويكفر أعضاؤه كل من خالفهم في رأي أو موقف، رغم ضعف تدينهم وافتقادهم الورع، وظهور نزعة الانحلال الديني التي يحاولون تغطيتها بأوصاف دينية، مع تضخم الشهوات، وهي سمات مشتركة بينهم، بما يفعلونه بمن يسمونهن الأسيرات، والسبايا، وفتح المزادات عليهن، وتعريضهن للاغتصاب. شن التنظيم هجمات على أهداف حكومية وعسكرية، وأعلن مسؤوليته عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وتبنى عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، ويسيطر أفراده على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة ابتداء من ديسمبر 2013، وأصبحت مدينة الرقة تحت أيديهم. إعدام جماعي وفي 2014، سيطرت داعش على محافظة نينوى، وعلى حقل «الشاعر» للغاز الطبيعي في حمص، ومقر الفرقة 17 بعد اشتباكات عنيفة، واللواء 93 بالكامل ومطار الطبقة العسكري. ودارت معارك في الموصل وسامراء وتم أسر ثلاثة آلاف جندي في قاعدة في تكريت وإعدام قرابة ألف آخرين، واستولى التنظيم على مئات الدبابات والراجمات والمدفعية والعربات والأسلحة الأميركية الحديثة التي تركها الجنود قبل هروبهم. أرسل التنظيم مقاتليه، واستطاعوا خلال ساعات السيطرة على مدينة عين العرب كوباني وقراها دون مقاومة أو اشتباكات ونزح سكان المدينة إلى تركيا قبل وصول المسلحين. وفي 23 سبتمبر 2014، بدأت العمليات العسكرية الأولى ضد التنظيم، حين قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن بأولى الضربات، ثم وافق البرلمان البريطاني على توجيه ضربات ضد التنظيم. استمر «داعش» في تصرفاته الإرهابية، وأعدم 50 عراقياً في فبراير2015 حرقاً في «هيت» شمال الرمادي، وأصبح الإعدام حرقاً طريقة «داعش» الجديدة، ومن أكثر بشاعات «داعش» إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، الذي أسر بعد إسقاط طائرته الحربية بالقرب من مدينة الرقة السورية، وقام «داعش» بعدها بذبح 21 مصرياً على شاطئ البحر في ليبيا. يتبنى هذا التنظيم الإرهابي المسلح الفكر التكفيري وإعادة «الخلافة»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©