الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النمسا تصحو وتغفو على أصوات البحيرات الرقراقة

النمسا تصحو وتغفو على أصوات البحيرات الرقراقة
19 يوليو 2011 20:29
السفر إلى البلدان الزاخرة بالإرث الحضاري والثقافي، يفتح الشهية دائماً للاطلاع على أكبر قدر من معالمها المميزة. وهذا ما ينطبق على النمسا التي على الرغم من شعبيتها السياحية، غير أنها لا تزال تخفي الكثير من المواقع الطبيعية والعمارات التقليدية التي قد لا تكون شائعة بالنسبة لكثيرين. فهي بلاد الحدائق الغناء والشلالات السخية التي لا تكل من ملء البحيرات بأعذب المياه الكريستالية. التنقل بين مقاطعات النمسا، أمر في غاية السهولة، إذ يمكن التعرف إلى أبرز ملامحها من دون الشعور بتعب المسافات أو المواصلات. ولتحقيق ذلك، يكفي المكوث في تلك الربوع لفترة قصيرة إذا ما كانت الغاية مشاهدة أكثر المناظر راحة للعين على الإطلاق. ويورد محمد مراد الخبير في شؤون السياحة النمساوية أنه من المفيد لكل من يزور النمسا أن يضع في اعتباره مجموعة مواقع يخطط لزيارتها حتى تكون رحلته قد اكتملت فعلاً. ويتحدث عن أبرز المعالم في هذه البلاد موضحاً أن في كل مدينة من المدن النمساوية هنالك صرح تاريخي أو مرفق سياحي يخبر عن نفسه بما لا يشبه الطابع التقليدي للعمارة الأوروبية. ويلفت مراد نظر السياح المهتمين بقضاء الإجازة في تلك الربوع، إلى أنه بإمكانهم القيام بالتحميل المجاني لدليل السفر العربي لهواتفهم الذكية. ويقول: من الممكن تحميل دليل سفر النمسا مجاناً وهو مصمم بشكل خاص للمسافرين العرب، إنه يعرض نظرة عامة شاملة على أفضل نقاط الجذب للعائلات ومرافق التسوق والمطاعم، بما فيها المطاعم الآسيوية والعربية والمطاعم التي تقدم وجبات حلال محضرة وفق الطريقة الإسلامية”. ويتضمن كذلك معلومات عن المساجد وغرف الصلاة والمؤسسات الإسلامية في النمسا ودليلاً لغوياً، وهو يدرج كافة العروض الخاصة ببطاقات الخصومات، “مما يساعد على توفير النقود لدى استخدام وسائط النقل والمطاعم وزيارة مراكز التسوق ونقاط الجذب السياحية”. إرث ثقافي إذا كانت فيينا من أكثر المدن النمساوية استقطاباً للسياح، فإن قصر “شينبرون” في فيينا يعتبر من أكثر المواقع شعبية في البلاد. فقد كان المقر الصيفي للحكام من سلالة “هابسبورج” ومنزل الإمبراطورة الشهيرة سيسي. والأراضي التابعة له من أهم الأماكن التي تجدر زيارتها، إذ تتألف من القصر الباروكي ومن متنزه فسيح بداخله بيت زجاجي يضم أشجار نخيل وحديقة حيوانات، وهذه الحديقة هي من أقدم حدائق الحيوانات في العالم، ولا تزال حتى الآن واحدة من أكثر وجهات الجذب السياحي للعائلات في أنحاء أوروبا. وقد أعلنت المنطقة هناك إرثاً ثقافياً عالمياً من قبل منظمة “اليونسكو” لأهميتها التاريخية وما تتضمنه من أراض فريدة. وأكثر من ذلك فإن المتنزهات والحدائق والغابات تشكل 50 % من المساحة الإجمالية لفيينا. أما أكبر المتنزهات في المدينة وأكثرها شهرة، فهو متنزه “براتر” الأشبه بـ”سنترال بارك” في نيويورك. يمتاز بضخامته ويقع في مركز المدينة حيث يتألف من جزءين، الأول يحتوي على حدائق وبرك صغيرة وطرقات لممارسة رياضة المشي. والثاني هو متنزه ترفيهي لأفراد العائلة. يحتوي على أفعوانيات ودولاب “فيريس” الهوائي العملاق، الذي يتيح مشاهدة المدينة كاملة عبر إطلالات مذهلة حتى ارتفاع 200 قدم. ولا تكتمل الزيارة إلى فيينا من دون المرور بفندق “إمبريال” الذي يحتل المرتبة الأولى من بين أكثر الفنادق أناقة. ويعود بناؤه إلى 150 عاماً عندما شيد ليكون قصراً لأمير “فورتمبيرج”. وقد أقام فيه ملوك وحكام كثر. ومن ضيوفه المميزين، نجوم وأثرياء نذكر منهم تشارلي شابلن ومايكل جاكسون وكلوديا شيفر. ومن الأمور المميزة التي يوفرها الفندق، خدمة كبير الخدم الشخصي للضيوف المقيمين في الأجنحة والغرف المزدوجة. حيث يتواجد باستمرار خادم شخصي تحت تصرف المسافر من دون أي كلفة إضافية. كتل جليدية بالانتقال إلى مقاطعة “سالزبورج”، فهي غنية بشلالات “كريمل” الشهيرة والتي تعتبر أعلى شلالات في أوروبا وخامس أعلى شلالات في العالم. تسقط فيها المياه من ارتفاع 380 متراً وتتدرج انهماراً على 3 مصاطب خلال رحلة سقوطها نحو أسفل الجبل. ويمكن الوصول إلى الشلالات ركوباً بالسيارة خلال نصف ساعة من مدينة “زيل إم سي”، كما أنها قريبة جداً من طرق القيادة ذات المناظر الطبيعية الجميلة في جبال الألب. وهو الطريق الألبي السريع “جروسجلوكنر” أو Grossglockner. وخلال القيادة على هذا الطريق الشهير، يمر الزائر بأعلى قمة جبلية في النمسا وكتلتها الجليدية الكبرى. ومن يريد اختبار اللعب بالثلج في الكتلة الجليدية، والاستمتاع برحلة لطيفة بواسطة القارب في أشهر بحيرة في النمسا، ما عليه سوى التوجه إلى “زيل إم سي” - كابرون. ومنها يمكن السفر إلى أشهر مكانين للقيام برحلات عائلية قصيرة ضمن يوم واحد. في البداية، لابد من زيارة كتلة “كيتزستينهورن” الجليدية على ارتفاع 3.029 متر حيث بالإمكان رؤية الثلوج المنبعثة من الكتلة الجليدية وزيارة الحلبة ومنزلقاتها المخصصة للأطفال. بعدها من الممتع السفر عبر بحيرة “زيل” الشهيرة على متن قارب بانورامي يكشف أجمل الإطلالات على جبال الألب المحيطة. وعلى سيرة الكتل الجليدية، هنالك كتلة “تيرول” التي تمثل أسرار الثلج الأبدي. وتدعى مقاطعة “تيرول” باسم “قلب الألب” لـ3 أسباب لا يعرفها إلا سكانها القدماء. السبب الأول يعود إلى مركزها المتوسط كونها قريبة من ألمانيا وإيطاليا وسويسرا، إذ من الممكن الوصول إليها خلال ساعة من مطار “ميونيخ”. والسبب الثاني، أنها تقدم بعضاً من أكثر الإطلالات البانورامية روعة على الألب. والسبب الثالث أنها تمتاز بوفرة البحيرات الرقراقة والشلالات والثلج والجليد. وهنالك عدد من الكتل الجليدية في “تيرول” يمكن زيارتها بسهولة على مدار العام. وأكثرها شهرة كتلة “سوباي” الجليدية، وكتلة وادي “أوتزتال” وكتلة “هنترتوكس” التي توفر للسياح إمكانية زيارة كهفها الجليدي الأسطوري. قصر “ميرابل” لا نزال في “سالزبورج” التي من المعروف عنها أنها تقدم لجميع أفراد الأسرة نصيبهم من الاستمتاع والترفيه. وهناك يمكن للكبار والصغار الشعور بالبهجة عند مشاهدة نوافير المياه الخادعة العجيبة في قصر “الهلبرون” الذي يعود تشييده إلى نحو 400 عام. وتشتهر المدينة بالموسيقى والشوكولاتة ومركزها التاريخي بكل ما فيه من متنزهات وقصور. وتوجد بداخل القصر الكثير من النوافير الخادعة والمغارات والآبار السرية. وكل النوافير المركبة لا تزال تعمل منذ 4 قرون وهي ترش المياه من كل ركن وزاوية في القصر، تماما كما أراد بانيها بهدف تسلية زواره ومنحهم قسطاً من المرح الطفولي. ومن أشهر قصور “سالزبورج”، قصر “ميرابل” المعروف بحدائقه الباروكية الجميلة المزينة بمشاتل الورود التي تنتشر هناك بطريقة فنية. يقع الفندق مباشرة في جوار حدائق “ميرابل” التي بالإمكان الوصول إليها مشياً على الأقدام. وهو اختيار مناسب للضيوف القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي بفضل أجنحته الفسيحة ذات الغرف المرتبطة فيما بينها. ويقدم وادي “جاشتاين” في مقاطعة “سالزبورج” مزيجاً فريداً من القمم الجبلية ومنتجعات المياه الحرارية. وهي تندفع يومياً مشكلة فقاقيع تملأ 5 ملايين لتر من المياه المعدنية الدافئة النابعة من داخل الجبال. المكان مناسب لقضاء العطلة برفقة العائلة وسط جبال الألب وبين القمم الجبلية المكسوة بالثلج. وتتوافر هناك 6 مغامرات في عالم المنتجع الصحي “البنتيرمي” الذي يقدم التعافي الجسدي والمرح بالمياه في منطقة ضخمة تبلغ مساحتها 32 ألف متر مربع. رحلات القوارب “كارينثيا” هي المقاطعة الوحيدة في النمسا التي تقع بأكملها جنوب القمة الألبية الرئيسة. وهي معروفة بأرض المياه العذبة وتتميز بأنهارها التي يبلغ طولها 8 آلاف كيلومتر وبينابيعها التي يصل عددها إلى 60 ينبوعاً معدنياً. إضافة إلى احتوائها على 43 كتلة جليدية ألبية و1270 بحيرة، حيث لوحظَ بأن 44 منها بحيرات مناسبة لممارسة رياضة السباحة. ومن أشهر بحيرات النمسا، بحيرة “وورثيرسي”، التي توفر خدمة القيام برحلة بحرية وخدمة استئجار القوارب بحسب تقليد يعود إلى عام 1853. وتوفر هذه الخدمة رحلات الذهاب والإياب مع محطات توقف اختيارية للنزول ومشاهدة المواقع السياحية، ومن ثم معاودة الرحلة. ولعشاق التسوق لابد من التعرف إلى مدينة “إنسبروك” التي تقع في وسط الألب وتبعد مسافة ساعة ونصف الساعة من “ميونيخ”. وهي من الأماكن القليلة في العالم حيث يمكن التسوق في مركز مدينة تاريخي يعود إلى القرون الوسطى. الموقع يكشف إطلالات تحبس الأنفاس، ويوفر فرصة لركوب التلفريك الذي يسمى “نوردكيتينبان” والذي صممته المهندسة المعمارية الشهيرة زها حديد. ومن أجواء التسوق، تشتهر مدينة “كيتزبوهيل” باحتوائها على الكثير من الأسواق. وهي تمتاز بمناظرها الطبيعية الفريدة وببحيراتها الرقراقة، كما أنها تحتفظ بسمعة عالمية كواحدة من أفضل وجهات قضاء العطلات في الألب. يعود تاريخ مركز المدينة القديم إلى 700 عام، وهو موطن لعلامات الأزياء التجارية العالمية. مياه كريستالية تتباهى قرية “زيفيلد” في مقاطعة “تيرول” بوفرة مياهها الكريستالية الصافية والعذبة، والآتية من الينابيع والآبار في الألب. وهي تمتاز بما يدعى “حالة الهواء الطبيعي” نظراً لموقعها الفريد عند هضبة مواجهة للجنوب على ارتفاع 1200 متر. وهذا يكشف عن إطلالات رائعة على الهضبة وعلى الجبال التيرولينية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©