الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء عصرية تستعيد أناقة «كوكو شانيل» وعبق العشرينيات

أزياء عصرية تستعيد أناقة «كوكو شانيل» وعبق العشرينيات
19 يوليو 2011 20:31
لعل المصمم الألماني المخضرم كارل لاجرفيلد الوحيد الذي يستطيع أن يكرر ذاته ويستنسخ أسلوبه في العمل لمرات لا حصر لها، من دون أن يشعر الآخرين بالملل والرتابة، أو يقلل من شغف جمهور عشاقه ومحبيه، معاودا في كل موسم إحياء نماذج منتقاة من كلاسيكيات مدام “كوكو شانيل” وأناقتها اللافتة، والتي أرخت لتاريخ صناعة الموضة واتجاهاتها العالمية منذ زمن عشرينيات القرن الماضي. بين جدران فخامة “القصر الكبير” وسط باريس، وتحت انعكاسات متألقة من قبابه الزجاجية الأشهر في العالم والتي ذاع صيتها منذ العام 1900، انطلق عرض دار “شانيل” لخط أزياء الخياطة الراقية “الهوت كوتور” لموسمي خريف وشتاء 2011/ 2012، من خلال الأسبوع الموضة الفرنسي الأخير، الذي اختتم عروضه المتميزة مؤخرا. كلاسيكية الفخامة بدأ عرض لاجرفيلد بحضور جمهور غفير من نخبة المجتمع الباريسي، مع أشهر نجوم هوليوود ووسط تواجد إعلامي كبير، لتنطلق عارضاته الفارعات وهن يرفلن فخورات بارتداء أكثر من 69 قطعة، مكونات صوراً بديعة ومشاهد ساحرة وكأنها اقتطعت من حقبة العشرينيات، مستعيدات أهم سمات أسلوب مدام “كوكو شانيل” وأناقتها المتفردة، والتي أحدثت ثورة في مجال الأزياء في ذلك الوقت، ليستعيد المصمم أشكالا مختلفة من طرازها الشهير، بموديلات شديدة التكلف تحمل نفحات من روحها المتجددة، ولكن ضمن إطار محدد ومرسوم من الكلاسيكية الراقية والفخامة المترفة. وظهرت مجموعة “الهوت كوتور” الجديدة لشانيل بشكل منسجم، وبعيد المنال، حيث تضمنت الكثير من التصميمات، بدء من التايورات النهارية، والفساتين المتفاوتة الطول، والتنورات الضيقة، والأطقم الرسمية، لتنتهي بترف ودلال مع الفساتين المسائية، وملابس السهرة وحفلات الكوكتيل، وليعبر لاجرفيلد من خلالها وبحرفية ومهارة عالية عن رؤيته المتكلفة للأناقة وقراءته الخاصة لسيرة حياة “كوكو شانيل” وطرازها المتميّز منذ بدايات سنوات صباها، متخيلا تسكعها في شوارع باريس القديمة، وبين دهاليز حاراتها المظلمة، لتجلس تارة بتايورها الأنيق في مقهى مفتوح ترتشف فنجان من القهوة، أو لتذهب بفستان مغر من الدانتيل الأسود لحضور عرض فني ساهر وهكذا، منفذا تشكيلته بأرفع فنون الخياطة الفرنسية الراقية، ومغلفا إياها بكل السحر والغموض، حيث ركز على الاهتمام بأدق التفاصيل، سواء لناحية القصّات، الخامات، أو الشك والاكسسورات المصاحبة لكل قطعة وموديل، خاصة مع تلك النماذج البديعة من تايورات التويد المنسوجة من قماش الموهير والكشمير، أو من خلال الكشاكش والمنمنمات التي أغنت فساتين السهرة والحفلات. ألوان الغموض أراد لاجرفيلد أن يواجه الفصول الباردة في أوروبا حيث النهارات الماطرة والليالي المثلجة، بمزاج بارد وكئيب لا محالة، ليغلف عارضاته الجميلات بألوان قاتمة وداكنة إلى حد بعيد، حيث ظهرت خلال العرض عدة ظلال وتدرجات لونية متشحة بالغموض، غلب عليها الكثير من الرمادي المطفي، والأسود الفاحم، والأزرق الكحلي، والأبيض العاجي، والأرجواني والفوشيا، وشيء من الذهبي البراق، مع عدة موديلات اندمج فيها اللون الأبيض مع الأسود بأناقة مدروسة، خاصة في بعض الفساتين التي خصصت لأوقات المساء والسهرة. كما كان هنالك حضور لبعض التصميمات المثيرة، حيث خامة الدانتيل تلعب على وتر الظلال والضوء، لترسما حنايا وأشكالا جذابة على القوام، مع وجود بعض القطع التي تميزت بالتطريزات اليدوية والشك الدقيق بالخرز والباييت والأحجار اللامعة، وقطع أخرى تنعمت بفخامة الكشاكش المتتالية وأمتار من الريش المتطاير هنا وهناك، أما الخامات والأقمشة المستخدمة في تفصيل المجموعة، فقد جاءت متسقة مع طراز دار “شانيل”، الذي يعشق النوعيات الغنية والمترفة منها، مثل التويد المنسوج، والموهير الوثير، والتفتا اللامع، والحرير الرقيق، مع الكثير من الدانتيل المحبوك، وبعض الجلد اللدن، وتشكيلة شفافة وهفهافة من الأتوال والأورجانزا، وأقمشة أخرى موشاة بالكامل بالترتر والبايت والخرز. مكملات الأناقة جاءت مجموعة الهوت كوتور لشانيل للموسمين القادمين، خالية تماما من وجود المجوهرات المقلدة المعتادة، لتتجرد منها أجساد العارضات بشكل تام، فيكتفي المصمم المبدع بحضور مقنن لبعض الاكسسوارات مركزا وبشكل خاص على حضور قوي للقبعة الكلاسيكية المزينة بالريش والتول، وقطع شفافة من الدانتيل الخفيف تلف بنعومة كشريط مغو حول العيون فتظهرها أكثر اتساعا وسحرا، مع قفازات متعددة بعضها جلدية وقصيرة تصلح لأوقات النهار، والأخرى طويلة وملتصقة من الأتوال الشفافة تناسب الليالي الساهرة، بالإضافة إلى عدة تصميمات مختلفة من الكعوب الحريرية العالية، مع تكرار لوجود موديل “البوت الشتوي” الذي يفضله لاجرفيلد وهو عبارة عن حذاء كلاسيكي مرتفع الساقين من خامات الجلد، والتويد، والحرير، إلى جانب تفاصيل صغيرة تثري المجموعة بشكل عام كالأحزمة اللافتة التي تؤطر الخصر، والريش المتطاير على الأطراف، والورود النافرة على بعض الجوبات ومنطقتي الصدر والأكتاف، مع لمسات الأناقة والرقيّ التي طبعت أسلوب شانيل وعرفت به لسنوات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©