بيروت- رفيق نصرالله:
كما كان متوقعاً، بدأت اسرائيل تقترب من العاصمة اللبنانية بيروت وهذه المرة ليس عبر بوابة الضاحية الجنوبية التي تعرضت لغارات غير مسبوقة كما جرى في الأوزاعي، بل جاءت النقلة النوعية من الغارات لتطال جسوراً وطرقات في عمق المنطقة المسيحية وكأنه اريد من هذه الغارات تسجيل رسالة مباشرة بأن الثمن الذي يدفعه لبنان سيزداد وانه لم تعد هناك اية منطقة محرمة لا يشملها القصف ويراد ايضاً تحريك العصبيات وخلق المزيد من وسائل الضغط في الساحة الداخلية اللبنانية عشية الاقتراب من موعد جلسة من المفترض ان يعقدها مجلس الأمن الدولي·
بات واضحاً ان التصعيد هو سيد الموقف وان اسرائيل تريد ان تطال بيروت وان تثأر منها وتريد استدراج ''حزب الله'' الى قصف تل ابيب ربما في محاولة لايجاد كامل التبريرات ليس لضرب بيروت بل لتدميرها وهي التي عبرت عن عدم ارتياحها لعودة هذه المدينة الى الحياة·
ان بيروت بعد ضرب جسور المعاملتين وحالات والمدفون باتت محاصرة فهي من ناحية الجنوب مقطوعة التواصل وكذلك انقطع تواصلها مع البقاع وهذه المرة بعد ضرب هذه الجسور انقطع تواصلها مع الشمال·
يراد لبيروت ان تحاصر وهذا يعني انقطاعا تاما للمشتقات النفطية التي كان ينقل بعضها عن طريق الشمال، كما يراد قطع هذا الطريق الذي كان يستعمل للسفر الى سوريا بعد ضرب نقطة المصنع لمنع التواصل ولمنع تمرير البضائع والأدوية والمواد الغذائية وبذلك لا يبقى اي منفذ لبيروت سوى مطار بيروت الذي تهبط فيه المساعدات بعد ترتيبات دقيقة ومرفأ بيروت الذي لا تصل اليه اية سفينة الا اذا علمت اسرائيل بها وبحمولتها كونها تفرض حصاراً على طول الشاطئ اللبناني· وبيروت تحت الحصار يعني المزيد من الأوضاع الانسانية والمعيشية المتراكمة مع وجود أكثر من نصف مليون نازح في بيروت ومع تدني مستوى الخدمات ومع تناقض عدد ساعات تغذية التيار الكهربائي وغداً قد يفرض عليه العطش كما فعلت اسرائيل عام 1982 خلال اجتياحها للبنان حيث قطعت المياه عنها·
بيروت تحت الحصار يراد لها ان تخضع عشية اجتماع مجلس الأمن من أجل تمرير المشروع المعد ليطرح أمام المجلس وللتسليم بالشروط التي نقلت الى بيروت· والسؤال هل سينفع كل ذلك، هل سيؤدي الحصار الى تحقيق الشروط التي لم تستطع اسرائيل ان تحصل عليها بالقتال·
عدد اليوم
