الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوستاف لوبون: محمد جعل العرب أمة موحدة

جوستاف لوبون: محمد جعل العرب أمة موحدة
14 يوليو 2015 23:00
أحمد مراد (القاهرة) ولد المستشرق والمؤرخ والطبيب جوستاف لوبون في مقاطعة نوجيه لوروترو في فرنسا عام 1841، ودرس الطب، واهتم بعلم النفس وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعاً أساسياً في علم النفس، واهتم بالحضارات الشرقية، ومن أشهر مؤلفاته «حضارات الهند»، و«الحضارة المصرية»، وتوفي في ولاية مارنيه لاكوكيه بفرنسا سنة 1930. العصر الذهبي ويعد لوبون أحد أشهر فلاسفة الغرب، وأحد أبرز الذين امتدحوا الحضارة الإسلامية، وأنصفوا الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يسر على نهج معظم مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم إنكار فضل الإسلام على العالم الغربي، حيث شهد لوبون بفضل للحضارة الإسلامية على العالم الغربي، وقد زار دولًا عدة في العالم الإسلامي، ووضع على أثر هذه الزيارات أبحاثاً عدة أقر فيها بأن المسلمين هم من مدنوا أوروبا. ورأى ضرورة أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده، وأن يبديه للعالم في صورته الحقيقية، فألف في عام 1884 كتاب «حضارة العرب»، وهو كتاب جامع لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم، وبحث في أسباب عظمتها وقدمها إلى العالم تقديم المدين الذي يدين بالفضل. شديد الضبط يقول لوبون: إن محمداً كان شديد الضبط لنفسه، كثير التفكير صموتاً، حازما سليم الطوى عظيم العناية بنفسه، مواظباً على خدمتها بالذات حتى بعد اغتنائه، وكان صبوراً قادراً على احتمال المشاق، ثابتا بعيد الهمة، لين الطبع وديعاً، فذكر أحد خدمه أنه ظل عنده ثماني عشرة سنة فلم يعزره قط في تلك المدة ولو مرة واحدة، وكان محمد مقاتلًا ماهراً، لا يهرب أمام المخاطر ولا يلقي بيديه إلى التهلكة، يعمل ما في الطاقة لإنماء خلق الشجاعة والإقدام في بني قومه. كلمة العرب وفي شهادة أخرى، يقول: جمع محمد قبل وفاته كلمة العرب، وخلق منهم أمة واحدة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد، فكانت في ذلك آيته الكبرى، ومهما يكن الأمر، فإن مما لا ريب فيه أن محمداً أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام ومنها اليهودية والنصرانية، ولذلك كان فضل محمد على العرب عظيماً، ويتجلى هذا الفضل العظيم في جواب رسل عمر بن الخطاب إلى كسرى حين سألهم عن أعمال النبي، قالوا: «فأما ما ذكرت من سوء حالنا فما كان أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، فكنا نرى ذلك طعامنا، وأما المنازل، فكانت ظهر الأرض، ولم نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم، كان ديننا أن يقتل بعضنا بعضاً ويغير بعضنا على بعض، وكان أحدنا يدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا، فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرنا لك، فبعث الله إلينا رجلًا معروفاً نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده، فأرضه خير أرضنا، وحسبه خير أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا، فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه، فما قال لنا فهو قول الله وما أمرنا فهو أمر لله، فقال لنا: إن ربكم يقول إني أنا الله وحدي لا شريك لي كنت إذ لم يكن شيء وكل شيء هالك إلا وجهي، وأنا خلقت كل شيء وإلي يصير كل شيء، وإن رحمتي أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لأدلكم على السبيل التي بها أُنجيكم بعد الموت من عذابي ولأحلكم داري دار السلام، فنشهد عليه أنه جاء بالحق من عند الحق. ويضيف: وإذا قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد أعظم من عرفهم التاريخ، فقد كان أكثر عرب زمانه ذكاء وأشدهم تدينا وأعظمهم رأفة. النبي كان صبوراً قادراً على احتمال المشاق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©