الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراقيون.. وسباق الرئاسة الأميركية

17 فبراير 2016 23:20
في مقهى «الشابندر» في العاصمة العراقية بغداد، تجتمع طبقة المثقفين منذ ما يقرب من قرن. وعلى مقاعد المقهى، يجلس الكتاب والشعراء والمحامون والأطباء كي يدخنوا تبغ النراجيل، ويناقشوا طائفة واسعة من الموضوعات، من بينها السياسة الأميركية. ومع احتدام المنافسة في اختيار الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري» مرشحين لخوض السباق على الرئاسة الأميركية، يشتد الجدل بين المرشحين بشأن مواقفهم تجاه التدخل في العراق وخططهم للتعامل مع «داعش». وإذا استمرت الضربات الجوية، فإن الرئيس الأميركي المقبل سيكون خامس رئيس أميركي على التوالي يقصف العراق. وبين هؤلاء المثقفين يسود وعي عميق بأن الرئيس الأميركي الجديد سيلعب دوراً في حياتهم في بغداد من مكان يبعد ستة آلاف ميل. ويشعر المهندس المدني هاشم البياتي البالغ من العمر 62 عاماً بالارتياح؛ لأنه من غير المرجح أن يفوز «بوش آخر» بالرئاسة الأميركية، لأن «جيب بوش» حل في المرتبة الرابعة في انتخابات ولاية نيوهامبشير. وذكر البياتي «خيانة» بوش الأب عندما حث العراقيين على الثورة ضد صدام حسين بعد حرب الخليج عام 1991 ثم تقاعس عن دعمهم. وأضاف أن بوش الابن كان أسوأ حالاً من والده في معالجة تداعيات غزو عام 2003. وباستثناء جيب بوش وهيلاري كلينتون، لا يعرف بعض رواد المقهى الواقع في شارع المتنبي الشهير ببيع الكتب في بغداد، الكثير عن مرشحين آخرين مثل «بيرني ساندرز» أو«ماركو روبيو» أو«تيد كروز» أو«جون كاسيتش». أما عن ترامب، فبعضهم يعتقد أن الأميركيين لن ينتخبوا شخصاً مثله. وبالقرب من مدخل المقهى جلس الشاعر عزيز حسون البالغ من العمر 70 عاماً. وعبر «حسون» عن حسرته؛ لأن العرب قدموا للأميركيين الأحلام والخيال الخصب مثل ليالي ألف ليلة وليلة والبساط السحري، لكن الأميركيين استخدموها في أفلام «ديزني» فحسب، ولم يقدموا للعراق إلا الدبابات والقناصة وصور العنف. وكل شارع في بغداد يحكي قصة عنف. ومقهى «الشابندر» لم يسلم من هذا العنف. وعلى جدار بالقرب من المدخل علقت خمس صور للأبناء الأربعة لمالك المقهى وحفيده الذين قتلوا عام 2007 في انفجار سيارة ملغومة عند باب المقهى، أودى بحياة 68 شخصاً. وعندما أعيد فتح المقهى في العام التالي، أصبح اسمه «الشابندر مقهى الشهداء». ويلقي صاحب المقهى الحاج محمد الخشالي بمسؤولية مقتل أبنائه على الأميركيين وجورج بوش. وقال: «آمل أن يتذكر بوش قبل موته أنه قتل أبنائي الخمسة». لكن جيب بوش رغم تركة أسرته الثقيلة في العراق له بعض المؤيدين هنا. ومن بين هؤلاء طبيب متقاعد يبلغ من العمر 72 عاماً، ويدعى محمد رضا. ويرى «رضا» أن ما بدأه بوش الأب قد يحتاج إلى فرد آخر من الأسرة نفسها كي يتمه. ويشعر «رضا» أن أكبر خطأ ارتكبته السياسة الأميركية ليس الغزو عام 2003، بل ما تلاها بما في ذلك سحب القوات عام 2011. وانتقد سحب أوباما للقوات الأميركية من العراق، لأن هذا ترك البلاد «للدمار بذريعة أنه لا يريد التورط في حروب، لكنها كانت مهمة يجب إنهاؤها». وأضاف أن الحزب «الديمقراطي» لم يفعل شيئاً للعراق وأن الحزب «الجمهوري» لديه سياسة واضحة على الأقل. ويعتقد رضا أن تولي هيلاري كلينتون للرئاسة سيكون كارثياً على العراق قياساً على فترة توليها منصب وزيرة الخارجية. لكن سعد محمد البالغ من العمر 43 عاماً لا يوافق رضا الرأي، بل يرى أن كلينتون لديها خبرة في الحكم، وأن العراقيين يريدون شخصاً لديه الخبرة. لكن محمد الجبوري مهدي رجل الشرطة البالغ من العمر 51 عاماً، يؤكد أن هيلاري امرأة راقية «لكن معظم العراقيين يفضلون الجمهوريين على الديمقراطيين... نحن نحب الأقوياء وليس الناعمين». وأضاف أنه لو مُنح حق التصويت لاختار بين بوش وترامب. وأضاف أنه قد يختار «ترامب» على الأرجح في نهاية المطاف، لأنه يعتقد أن ترامب قد يرسل جنوداً أميركيين إلى العراق مما يساعد في استتباب الأمن. لكنه لا يستوعب بشكل كامل- فيما يبدو- سياسات المرشح الجمهوري البارز. ويعتقد «مهدي» أنه رغم مطالبة «ترامب» بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة «لكنه لم يقصد كل المسلمين بل المتورطين منهم في أعمال الإرهاب، لأنه لو حظر كل المسلمين لكان هذا مستحيلاً وغير إنساني ومناقضاً للقيم الأميركية». *مديرة مكتب واشنطن بوست في بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©