الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منطقة الكاريبي .. جفاف كبير

14 يوليو 2015 23:53
يعاني سكان كاليفورنيا من جفاف تاريخي، وقنن البرازيليون حصصاً للمياه، وصحراء اتاكاما في تشيلي تتمدد جنوبا. لكن سكان دول الكاريبي التي تمتد من جاميكا إلى ترينداد أدوا الصلوات حتى يهطل المطر، ويحسبون خسارتهم الآن من جفاف أشد وطأة. والكاريبي باعتباره منطقة عرضة للأعاصير المدمرة يعاني من أسوأ جفاف في خمس سنوات على الأقل نتيجة ظاهرة النينو. والظاهرة يتسبب فيها ارتفاع درجات الحرارة فوق سطح البحر فوق المعتاد قبالة الساحل الاستوائي لأميركا الجنوبية في المحيط الهادي. وبسبب الظاهرة لم يسقط إلا نصف المعدل الطبيعي من الأمطار مما أدى إلى جفاف حقول القمح الكندية وارتفاع أسعار زيت النخيل وتفاقم التضخم العالمي في أسعار الغذاء. ووضعت بورتوريكو قيوداً على نحو 340 ألف مستهلك في إمكانية الحصول على المياه. وينتج مزارعو المانجو في الدومنيكان أقل من نصف الأنواع التي كانت تزيد على المئة بسبب ندرة المياه وعدم توافر أنظمة الري التي يعتمد عليها. وفي غرب جاميكا تفاقم حريق الغابات بسبب ظروف الجفاف، فدمر مئات الهكتارات من محصول القهوة الشهير لمنطقة الجبل الأزرق. وحتى لو حقق الموسم المطير الذي بدأ في الأول من يونيو إغاثة مؤقتة، فإن الباحثين يعتقدون أن منطقة الكاريبي مقدمة على حقبة من فترات الجفاف الممتدة لم يشهدها من قبل. وذكر «توبي أولت» الأستاذ في قسم علوم الغلاف الجوي والأرض بجامعة «كورنيل» في الولايات المتحدة أن «كاليفورنيا تستحوذ على كل الاهتمام، لكن الموقف في الكاريبي أسوأ لأن نقل المياه على نطاق كبير غير ممكن بالمرة». وذكر «أولت» أنه حتى إذا أسقطت العواصف بعض الأمطار فمن غير المحتمل أن تكفي لإعادة ملء الأنهار والخزانات. ويتوقع أن جفاف هذا العام سيتكرر في المستقبل، وأضاف «معظم ما حدث هذا العام في الكاريبي يتعلق بالنينو... لكن ما يستطيع تغير المناخ فعله هو تحرك الأمور نحو احتمال حدوث جفاف لعدة سنوات وعدة عقود بشكل أكبر». ونحو 1.6 مليون شخص تضرروا من الجفاف ووصل 12 من بين 22 نهراً تمد الخزانات بالمياه إلى مستويات منخفضة قياسية. وأضافت «بورتوريكو» يوم السادس من يوليو 40 ألف مستهلك آخرين إلى قائمة تضم 307 آلاف مستهلك سابقين ليحصلوا على المياه يوما في كل ثلاثة أيام أو يوما في اليومين. وقبل ذلك بيوم، أغلقت جاميكا المياه ليلا في العاصمة كينجستون وقطعت المياه عن السكان في مدينة بورتمور المجاورة أثناء النهار. وتسبب الجفاف في نهاية العام الماضي في دمار زراعي واسع النطاق مما فاقم من حدة أثر ربعين متواليين من الانكماش الاقتصادي في الجزيرة. وذكرت جنينا سيجورا التي تشرف على قسم الموارد الطبيعية في مركز تنمية الزراعة والغابات أنه في جمهورية الدومنيكان «هناك أشخاص في بعض الأحياء في سانتو دومينجو لم يتوافر لهم أي مياه في الأنابيب منذ شهر... والجفاف منع المزراعين من زراعة الحبوب الأساسية مثل الفول الأسود كما منيت محاصيل التصدير مثل المانجو خسائر كبيرة». وفي جنوب غرب مدينة باني في الدومينكان، جفت جداول المياه وظهرت الصخور الحادة والرمال البيضاء ولم يعد هناك مياه تتدفق عبر قناة بنيت لتزود الفلاحين بالمياه ليزرعوا واحدة من أشهر أنواع المانجو في البلاد. وعبر اندريس ميجيا رئيس اتحاد منتجي المانجو في الدومينكان عن مخاوفه بعد أن توقفت الأشجار في بستانه عن الإزهار قائلا: «الفاكهة لن تنمو... وإذا لم تمطر قريبا فإن محصول التصدير سيضيع». الإدارة القومية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي أشارت إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 90 في المئة على الأقل أن تستمر ظاهرة «النينو» عبر الشتاء المقبل وأن هناك احتمالا بنسبة 80 في المئة أن تستمر حتى ربيع عام 2016. وذكر المعهد الكاريبي للأرصاد الجوية وعلم المياه الذي يتخد من دولة باربادوس مقرا أنه امتدادا من جاميكا مرورا بالجزر الصغيرة في شرق الكاريبي حتى جنوب ترينداد وتوباجو يتوقع حدوث جفاف حتى سبتمبر. وتوقع وزير الزراعة في دولة جوايانا أن تتضرر المساحات المزروعة من الأرز بسبب نقص المياه وكذلك الماشية. وذكر رئيس وزراء ترينداد أن توسيع محطة تحلية مياه البحر خاضع للدراسة للمضي قدما في تجاوز مسألة الاعتماد المفرط على مصادر المياه على سطح الأرض. عزرا فيزر- سانتو دومينجو، جمهورية الدومينكان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©