الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيري يدعو للديمقراطية ومكافحة الفساد

كيري يدعو للديمقراطية ومكافحة الفساد
5 أغسطس 2014 00:30
شددت إجراءات الأمن في واشنطن أمس بمناسبة افتتاح قمة الولايات المتحدة وأفريقيا، التي سيبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء 50 دولة أفريقية سبل تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الاقتصاد التجارة والاستثمار وتوسيع شبكات الكهرباء ومكافحة التشدد الإسلامي في القارة ووباء «إيبولا» المميت في غربها. وافتتحت القمة بمنتدى للمجتمع المدني، أعقبته مناقشات بشأن المرأة والصحة والأمن الغذائي والإتجار بالجيوانات والكائنات البرية. وسيعقد الزعماء اليوم الثلاثاء منتدى مع كبار رجال الأعمال الأميركيين. وتبلغ القمة ذروتها غداً الأربعاء عندما يجلس الزعماء لبحث قضايا الاستثمار والأمن والحكم الرشيد. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الدول الأفريقية إلى النضال من أجل الديمقراطية ومكافحة الفساد. وقال في مستهل القمة: «إن الديمقراطية عمل شاق». كما رأى، خلال حلقة نقاش مع الروساء الغاني جون ماهاما والتنزاني جاكايا كيكويت والناشة النيجيرية في مجال حقوق المرأة جوسيفين أودوماكين، أن أفريقيا مقبلة على «فرصة مدهشة». وقال: «إن الديمقراطية والمجتمع المدني القوي وحقوق الإنسان الواسعة ليست قيماً أميركية، بل قيماً كونية». وكانت الولايات المتحدة، وهي أغني دول العالم، قد تأخرت في دخول سوق أفريقيا الصاعدة، وتجاهلت تلك القارة لفترة طويلة باعتبار أنها أسيرة للفقر والحروب الأهلية. لكن أفريقيا الآن توفر للمستثمرين سوقاً ضخمة لكل شيء من الخدمات المصرفية إلى تجارة التجزئة وخدمات الهاتف المحمول. وتجاوزت الصين الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لها في عام 2009، وجابها الرؤساء الصينيون المتعاقبون من أقصاها إدناها مقدمين قروضاً ومساعدات واستثمارات بمليارات الدولارات. ويشير تفشي فيروس «إيبولا» في ليبيريا وغينيا وسيراليون إلى الحاجات التنموية الضخمة في بعض البلدان الأفريقية الأشد فقراً، على الرغم من النمو الاقتصادي السريع والاستثمار. كما تم وضع تهديد المتشددين، خاصة حركتي «بوكو حرام» في نيجيريا و«شباب المجاهدين» في الصومال وكينيا، على جدول أعمال القمة الأميركية الأفريقية. وحاولت الولايات المتحدة تطبيق مقاربات أمنية مختلفة من غرب القارة إلى شرقها، مع اعطاء الافضلية لدعم قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات أفريقية وليس جيوشا وطنية. وأعلن أوباما أن القمة غير المسبوقة ستكون «فرصة لبحث المسائل الأمنية مع أفريقيا». وأوضح أن الهدف هو العمل مع«شركاء أقوياء لديهم قوات أمنية فاعلة» بحيث يصبح بوسع الولايات المتحدة خفض دعمها المالي مع ضمان «أمن طويل الأمد» للبلدان الأفريقية. لكن الشركاء ليسوا دائماً بالصلابة المرجوة ويترتب على الإدارة الأميركية، من أجل أن يكون لها تأثير على النقاط الساخنة في القارة التعاون مع بعض الجيوش الأسوأ سمعة في أفريقيا. ويردد المسؤولون الأميركيون أنهم مستعدون لمساعدة نيجيريا في مكافحة «بوكو حرام» المتمردة منذ عام 2009، والتي دفع اختطافها أكثر من 200 تلميذة في شهر أبريل الماضي الولايات المتحدة إلى عرض مساعدة عسكرية واستخباراتية لقوات الأمن النتيجيرية. وذكر السفير الأميركي السابق في أبوجا وعضو «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي المرموق في واشنطن، جون كامبل، أن نيجيريا وافقت بالطبع على المساعدة، غير أنها لا تبدو مهتمة على الاطلاق بتعاون في العمليات العسكرية أو التدريب. وقال: «إن نيجيريا التي تعاني من الفساد منذ عقود عيدية بدت وكأنها تقول للخبراء الأميركيين، الذين وصلوا إليها في شهر مايو الماضي: أرسلوا لنا المعدات، رجاءً، ثم حرروا لنا شيكاً». وأضاف أنه، باستثناء مساعدة هامشية في التدريب والإشراف، لم يؤدِ التعاون الأمني إلى «أي نتيجة تقريباً». ورأى أن السؤال المطروح هو «إن كان الجيش النيجيري المتهم بارتكاب انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان «يريد مساعدة خارجية أم لا؟». كما لزمت الولايات المتحدة نهجا متعدد الاطراف فقدمت مساعدات مالية ووأحرى في مجالات الإمداد والاستخبارات والتدريب لقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال. وقال بن رودز مساعد مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس إن الإدارة الأميركية تود اعتماد الى هذا النوع من التدخل. وأثارت قوة حفظ السلام الأفريقية الكثير من الانتقادات حتى بعدما نجحت في متمردي حركة «شباب المجاهدين» من مقديشو ومنعهم من الإطاحة فيها بالحكومة الصومالية الهشة. فقسم من رواتب الجنود اختلسه قادتهم، ويشتبه بأن كمية من الأسلحة الموجهة إلى القوة الأفريقية وصلت إلى أيدي الحركة. كما أن أوغندا التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة تهيمن على القوة. وطالما كان الجيش الأوغندي تحت سيطرة الرئيس يالأوغندي، ويرى موسيفيني وأنصاره المتهمين باختلاس مبالغ طائلة من المساعدات الأميركية وباستخدام العسكريين لقمع المعارضة السياسية. وأخيراً، تتمركز فرقة صغيرة من القوات الخاصة الأميركية منذ عام 2011 في افريقيا الوسطى لمطاردة قائد «جيش الرب للمقاومة» الأوغندي المتمرد جوزف كوني الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وفي مطلق الأحوال، فالولايات المتحدة ليست مهددة مباشرة الآن من المجموعات المسلحة الناشطة في أفريقيا. لكن رودز ذكر أنها «قلقة حيال مساعي مجموعات إرهابية للترسخ في مناطق مضطربة مثل الصومال وشمال شرق نيجيريا وشمال مالي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©