السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر «ذي سيركل» يختتم أعماله ويعلن الفائز بمنحة “شاشة” اليوم

مؤتمر «ذي سيركل» يختتم أعماله ويعلن الفائز بمنحة “شاشة” اليوم
15 أكتوبر 2010 23:00
في اليوم الثالث والأخير لمؤتمر “ذي سيركل” في دورته الرابعة بدا على المشاركين رغبة في البقاء في أبوظبي فثمة من أتوا سابقاً وثمة من يزورون أبوظبي للمرة الأولى وقد أدهشهم ماذا يجري في هذه الناحية من العالم مع إنشاء شركات إنتاج ودعم الإبداع وتدريب الكوادر التي تدعمها حكومة أبوظبي... ومع بدء الخطوات الجادة نحو حلم للمنطقة ككل فلا أحد يعلم بعد سنين من هذا التأسيس إن كنا سنبدأ بسماع كلمة “أبوظبي وود”... هذا ما عبر عنه عدد من المشاركين في المؤتمر في الجلسة الختامية التقييمية لتجاربهم كرؤساء شركات إنتاج ووكلاء بيع أفلام ومنتجين، ومن المقرر إعلان اسم الفائز بمنحة «شاشة» اليوم. الأبعاد الثلاثية، باتت هي الرائجة اليوم ترويجياً في الغالب، ولكن لمن خاض تجربة الإندهاش بإمكانية التداخل مع الصورة أو الاقتراب منها فهي تجربة تستحق ربما أن يغير المرء من أجلها كل معدّاته من شاشة التلفزيون إلى مشغّل الأفلام إلى شاشة الكمبيوتر المحمول. إنها تقنية حديثة ربما ستغزو أبصارنا ومقتنياتنا، ولكن لصانعي الأفلام رأيهم بها فنياً وتقنياً، ولهذا عقدت جلسة حولها أدارها ويليام سيرجنت الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “فريم ستور”، وشارك فيها أنجوس كاميرون ستيريوجرافر المخرج في “فيجين 3” ودوج ميريفيلد المنتج والمنفذ في “أفلام جاستين بيبير الثلاثية الأبعاد ـ باراماونت بيكتشرز” وخالد عبد الله المحرقي مؤسس ورئيس استوديوهات المحرقي الإبداعية وحسن سيد حسن رئيس “إنتاج” في “تو فور 54”. وتناول المشاركون تقنية الأبعاد الثلاثية في الأفلام والنحو إلى تحويل أفلام عادية ذات البعدين إلى أفلام ثلاثية الأبعاد والفرق بينها وبين تلك التي تصوّر أساساً بالتقنية الحديثة، ودور طبقات الصورة في سهولة تحويل الصورة أو صعوبتها. وأشاروا إلى الصعوبة في تصحيح اللقطات إذا ما تم تصويرها بالتقنية الحديثة وأنه لا بد من الرجوع إلى الموقع وتصويره بشكل صحيح من جديد، في حين أن تقنية البعدين تتيح إلى درجة معينة تصحيح الأخطاء من دون الإضطرار إلى أخذ اللقطات من جديد. وكانت عودة إلى المحتوى الذي وافق المشاركون على تقديمه على اعتبارات أخرى لأن السيناريو السيء يبقى سيئاً ولن تحوّله التقنية الحديثة إلى سيناريو جيد. مسيرة ممتلئة بالعبر الجلسة الثانية بدأت بشريط مصور من أعمال المتحدث الرئيسي بالجلسة إدوارد بريسمان المنتج المنفذ في “بريسمان فيلم”، وقد قدم له وحاوره حول مسيرته المهنية مايك جودريج محرر “سكرين انترناشيونال”. تحدث بريسمان عن فيلم “ذي باد ليوتانيت” الذي أعاد إحياءه وقد تم تحويل النص عن الأصلي وقال “ربما هنا بالإمكان القول إنه جرت إعادة تغيير، كما حصل في فيلم “وول ستريت”، ولفت إلى أنه تم تطوير النص في مسودة أولى إنما طرأ تغيير ثانٍ مع الكارثة الاقتصادية الأخيرة فتم العمل على النص من جديد” (الفيلمان من الأفلام الأولى التي أنتجها بريسمان وأعاد إنتاجها بشكل وسيناريو مختلف حديثاً وقد عرضت في صالات السينما الإماراتية والعربية). وعن الانطلاقة في مهنته قال إنه أتى من عائلة تمتهن عالم صناعة الألعاب، متخصصاً بعالم الأعمال والاقتصاد، ومن ثمّ تحول إلى عالم الأفلام وعمل على فيلم قصير مع بول وليامز ومن ثم عمل على فيلم طويل... وذلك في أواخر الستينيات إذ كانت الاستوديوهات العاملة حينها بعيدة عما يقوم به، فهو كمنتج كان يتدخل في النص والإخراج أو الرؤية الإخراجية ويعتمد تماماً على البحث الذاتي للتمويل من دون الدخول في مجال الشركات المساهمة. وتحدث عن التمويل، فقال إنه في البداية ساعدته والدته عبر جمع المال من الأقارب بالإضافة إلى مصادر أخرى. كما أشار إلى استقراض معدات من شركة الألعاب التي تمتلكها عائلته وكان والده قد توفى. وأشار إلى أنه زار دبي مرتين وهذه هي زيارته الأولى إلى أبوظبي، ولفت إلى أن النشاط منذ سنتين بات أكثر فعالية كما زاد عدد الراغبين بالعمل الجدي في مجال الإنتاج. وعن المهنة، اعتبر أنها تسمح باكتشاف العالم من دون حواجز (مشيراً في هذا الإطار إلى تجربة إنتاج فيلم “بابيلون”). وقال إنه ليس بوسعه الإجابة عن سؤال عن رأيه بصانعي الأفلام اليوم، ورأى أنهم دائما ما يعكسون من خلال أعمالهم شخصياتهم. وتحدث عن بعض العقبات ومنها حين عمل مع سيلفستر ستالون وأطلعه على نص عمل على تطويره الأخير لوحده فادعى عليه وربح قيمة 50 ألف دولار اعتبرها في حينها أكثر من جيدة كتعويض... وصدر الفيلم “روكي وان” و”روكي 2” ولكن ذلك لم يمنعه فيما بعد من العمل مع ستالون. وتحدث أيضاً عن علاقته مع أوليفير ستون في العديد من الأفلام حيث نال الأوسكار عن فيلم “ذي هاند”، وعن علاقته به أشار إلى أنه في البداية كان يتدخل في التفاصيل ومن بعدها سحب يده حين ارتاح لأسلوب عمل أوليفر ستون. وقال: “تعلمت الكثير من خلال علاقاتي واكتشفت أنني كنت مميزا في التعامل معهم، لدي حس إبداعي متنوع، أستمتع بالسياق وأتابع إنتاج الأفلام”. وعن دخوله في عالم الفانتازيا (الخيال) والخيال العلمي، أشار إلى استقاء الأفكار من بعض الأفلام الوثائقية العلمية. وعن عالم الأموال والإنتاج، اعتبر أنه تعلم درساً قاسياً عندما أنتج فيلم “ذي كراو” الذي سيطلق في العام القادم، وكان قرر أن يؤسس مكتبة أو شركة تدر عليه المال ولم يفلح. ولم ينف أن للمال تأثيراً كبيراً خصوصاً عند الإصرار على العمل بشكل مستقل، لأنه من الصعب الإنتاج بشكل مستقل. ورأى أن الأمر كان أكثر يسراً منذ خمس سنوات وهو يزداد صعوبة يوماً بعد يوم. واعتبر أن ميزته الأساسية هي قدرته التحريرية فهو يؤمن بالسيناريو والمخرج وينأى بنفسه عن التفاصيل اليومية ويعود خطوة إلى الوراء ليرى المشهد الأول من الفيلم ليدلي بدلوه بخصوصه. وعن منطقة الخلية، قال بريسما إنه يشجع الشباب على مهنة الانتاج، معتبراً أن الانتاج بحد ذاته أمر أساسي وحيوي لافتاً إلى أن الدعم الحكومي لبعض الأفلام يساعد في بث الحيوية في هذا القطاع. جلسة تقييمية وبقي مايك جودريج على خشبة الجلسات النقاشية، ودعا عدداً من المشاركين في جلسات سابقة إلى إدارة الجلسة أو المشاركة في إعطاء الآراء، وتمت مناقشة عامة لمؤتمر “ذي سيركل” وأبدى البعض رغبتهم في المجيء إلى أبوظبي حيث وجدوا الفرصة الحقيقية لدعم المواهب ولإطلاق قطاع صناعة الأفلام في الخليج والشرق الأوسط. وشارك في هذه الجلسة وليد العوضي الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة “سي سكاي بيكتشرز” الذي أعلن عن رغبته في فتح مكتب للشركة في أبوظبي، وويليام سارجنت الذي ربط بين “ذي سيركل” ومهرجان أبوظبي السينمائي وقد حضر افتتاحه في قصر الإمارات مبدياً دهشته بالاهتمام بالشعر في الإمارات، كما رأى أنه من المهم حين يزور المرء مكاناً أن يجد ثقافة مختلفة ويتعرف إليها وليس أن يجد صورة مماثلة لما لديه. ستيفن هانتر نائب رئيس “انترناشيونال برودكشنز” في تلفزيون “ناشيونال جيوغرافيك؛، تحدث عن عملهم مع شركة “إيميجنيشين” التابعة لشركة أبوظبي للإعلام والسعي لتطوير العمل كي يتم إنتاج أفلام في الإمارات. أما جايسون بلو رئيس “بلوم هاوس برودكشنز” القادم للمرة الأولى إلى الإمارات وإلى أبوظبي، فاعتبر أنه عاش تجربة مذهلة. وقال “الجميع يشبه الاستوديوهات في أبوظبي باستوديوهات لاس فيجاس، ولكن لا مجال للمقارنة. هنا ثمة حماس للإنطلاق والفرصة السانحة هنا وأنا أشعر بذلك”. وفي ختام الجلسات، كانت كلمة شكر من المدير العام للجنة أبوظبي للأفلام ديفيد شيبيرد، عرض فيها لإنجازات اللجنة معتبراً أنها من الخطوات أو اللبنات الأساسية لتأسيس قطاع صناعة الأفلام في المنطقة، ومنها الاستثمار في الأفلام القصيرة وفي الأفلام الوثائقية وتبني بعض المواهب وتشجيع المواهب الإماراتية. وأعلن أن حكومة أبوظبي وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على استعداد للمضي قدماً وأن الجميع بدأ الحديث عن التطور الذي ظهر في هذا القطاع. 6 مشاريع تطمح للفوز بمنحة “شاشة” من لجنة أبوظبي للأفلام أمية درغام (أبوظبي) ـ بين قصر الإمارات وفندق إنتركونتيننتال، سجادة حمراء تفرش للمشاهير في عالم السينما القادمين للمشاركة في مهرجان أبوظبي السينمائي، وأصحاب أفكار يحتاجون إلى الدعم والتمويل لترى أفكارهم النور في أفلام تعرض على الجماهير في مؤتمر “ذي سيركل” الذي يسهم في دعم هذه الأفكار عبر جائزة “شاشة” والتي تقدم إليها بأفكار سيناريوهات نحو 150 مشاركاً اختير بينهم ستة لنصف النهائيات قبل الإعلان عن الفائز الأخير. هل ستختار لجنة التحكيم الفائز لجائزة “شاشة” بناء على ردود فعل الحضور في الصالة الموازية من منتجين ومخرجين وإعلاميين؟ كيف ذلك ولم يعرف المتبارون الستة الذين سلطت عليهم الأضواء واحداً تلو الآخر إلى أية درجة صفّقوا من كانوا في الغرفة الموازية يتابعون المتبارين أمام لجنة التحكيم يخضعون لأسئلة أعضائها. ضمت لجنة التحكيم سمو الشيخة الزين صباح الناصر الصباح رئيسة مجلس إدارة شركة مجموعة “ايجل فيجن للإعلام”، ودانيلا تولي نائبة رئيس مؤسسة “ايميجنيشين أبوظبي”، وورايموند جويبل المدير العام لـ”باندورا فيلم برودكشن”، وريمي بورا المدير العام لـ “آرتي/ كوفينوفا”، وعلي جعفر المدير التنفيذي لقسم الأفلام المستقلة في “كوينتا كوميونيكيشن”. قبل الفوز، نثرات من تلك الأجواء، دمعة ذرفتها وحشرجة في الحلق جاءت تلقائية من التي تم اختيارها بين الستة، ديما حمدان من الأردن، لم تعرف أثرها لدى منتجة غربية بين الحضور دمعت عيناها. ديما حمدان وفيلمها “الاختطاف” شدت الانتباه إليها لشغفها وهي مخرجة قادمة من عالم الإعلام فقدمت نصاً إنسانياً خاصاً يلامس مجتمعاً بكامل تفاصيله وعاداته وتقاليده القاسية أحياناً. ومن ديما إلى ألف ليلة وليلة نحو قصة الحكواتي في دمشق، وسيناريو “الدمشقيون” الذي قدمه الزوجان أنس خلف ورنا كزكز عن آخر حكواتي في العالم كلّه وهو أبو الخير في دمشق الذي لن ترثه إلا ابنته شهرزاد، وقد اختيرت الممثلة السورية سلاف فواخرجي للمشاركة فيه، وكان من المتوقع أن تشارك سلاف في مؤتمر صحفي ظهراً مع الزوجين واعتذرت عن الحضور، فاكتفى الإعلاميون برحلة خيالية وواقعية تعالج المجتمع الدمشقي وتقاليد التوريث في مهنة فيه للذكور هي مهنة الحكواتي، كما تعالج الفكرة مسألة الهجرة في طرح عكسي يقوم على العودة من الخارج إلى دمشق ومحاولة النجاح فيها.. وهذا جزء من حياة المؤلفين اللذين عادا من الخارج إلى دمشق، وهما يصوران حالياً فيلما قصيرا عن ولد أصم تحاول والدته أن تربيه للعيش بين الناس الذين يسمعون فينتهي بها الأمر بأن تتعلم الدرس من ابنها وتقدّر عالم السكون الذي يعيشه. البعض مالوا إلى فيلم قاسم خرسا من مصر “الملجأ” وهو عن لاجئ عراقي في بيروت فاقد للذاكرة، ويضطر عند اعتقاله واتهامه بجرائم حرب أن يسترجع ما فقد من ذاكرته شيئا فشيئا بمساعدة محاميه، وربط بعض الحضور الفكرة بـ “المليونير المتشرد” الذي يضطر إلى إثبات عدم غشه في مسابقة “من سيربح المليون؟” من خلال رواية قصة حياته التي كانت معيناً له للإجابة على الأسئلة. محمد أحمد من فلسطين، وهو مخرج ومنتج، معروف باسم أنيس البرغوثي، كما أسرّ لـ”الاتحاد” في حديث معه، إذ أن اسمه محمد وفضل الأهل تلقيبه باسم أنيس، فقد عرض لقصة ملفتة تحت عنوان “بيت سورين” عن قرية فلسطينية حيث يقرر رجل وزوجته إخفاء جثة شخص قتل ويصبح سر الزوجين معمماً في القرية ولكنه يبقى سر القرية التي يتعاون أهلها للتغطية على وجود الجثة وتسليمها لأصحابها في قرية أخرى عبر اختلاق حفل عرس. رفقي عسّاف من فلسطين وهو مخرج وكاتب تحدث عن فكرة فيلمه “المنعطف” ومحورها راضي، وهو رجل في أواخر الثلاثينات من عمره، يعاني من مرض نفسي يدفع به للإنعزال عن العالم في ميكروباص خاص به، حتى يجد نفسه مضطراً لمواجهة خجله ومخاوفه في رحلة مع ثلاثة أشخاص آخرين يتوجهون إلى مكان واحد. وعرضت جيهان فيصل ملّا طيب لفكرة فيلمها “بركان” عن رماد بركاني يؤجل اقلاع طائرة من الإمارات حيث يلتقي المسافرون من جنسيات متعددة في مكان واحد هو قاعة الانتظار في المطار وتنكشف قصصهم، خيباتهم وفرحهم وأحلام بعضهم المعلقة على رحلة طيران. ستة أفكار وستة مشاريع أحلام ـ أفلام، رأى ديفيد شيبيرد المدير العام للجنة أبوظبي للأفلام أنه من الممكن أن تبصر النور في أفلام تعرض على الجمهور، فبالإضافة إلى الجائزة ثمة منتجين ومخرجين ووكلاء بيع يشاركون سنوياً في “ذي سيركل” ويبحثون عن الأفكار الجديدة ويساعدون في تقديم الدعم لها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©