الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تريفون» يثير معضلة السلاح في أميركا

16 يوليو 2013 23:34
براد نيكربوكر محلل سياسي أميركي أصدر أوباما يوم الأحد الماضي بياناً حول حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة «تريفون مارتن» بعد إصابته برصاصات قاتلة أطلقها جورج زيمرمان، حارس الحي المتطوع بولاية فلوريدا، حيث دعا أوباما إلى «التأمل الهادئ» فيما جرى، وذلك في أعقاب ما أسماه «المأساة» التي حاقت بأميركا. وجاء البيان إثر قرار هيئة المحلفين الذي برأ ليلة السبت الماضي «زيمرمان» بعد محاكمة طويلة امتدت فصولها لأكثر من 17 شهراً صاحبها نقاش عام وتساؤلات حول الأبعاد التي داخلت القضية وعلى رأسها العرق والحقوق المدنية والعدالة الجنائية، فضلاً عن موضوع السلاح في أميركا، فالضحية كان من أصول أفريقية فيما المتهم الذي بُرئت ساحته كان والده أبيضاً وأمه لاتينية، ودعا الرئيس أوباما الأميركيين إلى ضبط النفس وسط تزايد الغضب في صفوف الناشطين المدافعين عن الحقوق المدنية وتنامي احتجاجات شعبية بعد تبرئة الرجل الذي قتل الشاب الأسود والأعزل. لكن رغم تلك الدعوات التي أطلقهـا الرئيس عمت تظاهرات كبرى في المدن الأميركية، وبخاصة نيويورك وسان فرانسيسكو وشيكاغو احتجاجـاً على قرار هيئة المحلفين في فلوريدا، الذي صدر في وقـت متأخـر.. وقضـى بتبرئـة جورج زيمرمـان من تهمة القتل التي تعود إلى عام 2012، لتنهي مرحلة ممتدة من المحاكمة التي أثارت جدلًا حول العنصرية في الولايات المتحدة. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، ناشد أوباما الأميركيين قبول حكم المحكمة، حيث قال في بيانه الصادر يوم الأحد «نحن دولة قانون، ولقد أعطت هيئة المحلفين كلمتها»، مضيفاً «الآن اطلب من كل أميركي أن يحترم الدعوة إلى التفكير بهدوء التي أطلقها والدان فقدا ابنهما الشاب». وكان جورج زيمرمان البالغ من العمر 29 سنة قد أطلق الرصاص على تريفون مارتن الذي لم يتجاوز 17 سنة في إحدى ليالي فبراير 2012 عندما كان يقوم بحراسة أملاك مسيجة إثر عراك معه. ويوم الأحد الماضي، ذكرت وزارة العدل الأميركية من جهتها في بيان أوردته عدة وسائل إعلام أن تحقيقاً فيدرالياً فتح في القضية منذ السنة الماضية، وجاء في البيان أن «مدعين فيدراليين لهم خبرة طويلة سيحددون ما إذا كانت الأدلة تشير إلى انتهاك للقوانين الفيدرالية الجنائية المتعلقة بالحقوق المدنية، والتي يمكن أن تترتب عليها ملاحقات قضائية أم لا». وفي رجوع إلى موضوع الأسلحة الشائكة في الولايات المتحدة، ربط أوباما بين مقتل الشاب والمشاكل المحيطة باستخدام الأسلحة التي حاول تقييد استخدامها بموجب القانون، إلا أن الكونجرس عطل مشروعه، حيث فشل في تمرير تدابير لفرض ضوابط جديدة تحد من شراء السلاح في وقت سابق هذه السنة. وقال أوباما: «يجب أن نسأل أنفسنا كأفراد وكمجتمع، كيف يمكننا أن نمنع مثل هذه المآسي في المستقبل، هذا واجبنا جميعاً كمواطنين، وهي الطريقة المثلى التي نكرم بها ذكرى تريفون مارتن». وكانت شرطة فلوريدا قد امتنعت في البداية، عندما اعتقلت المتهم، عن توجيه التهم إلى «زيمرمان» ما أثار وقتها تظاهرات احتجاجية كبرى، ليوقف بعدها في أبريل 2012 وتوجه إليه تهمة القتل من الدرجة الثانية. وبعد شهر على مقتل الشاب، أعرب أوباما عن حزنه العميق في مارس 2012 عندما صرح قائلً: «لو كان لدي ابن لكان سيشبه تريفون»، كما وصف مقتل «تريفون» الأحد الماضي بأنه «مأساة ليس فقط لعائلته ولمحيطه وإنما لأميركا كلها»، داعياً في الوقت نفسه الأميركيين إلى المزيد من التعاطف والتفهم. ويُشار إلى أن قانوناً اعتمد في فلوريدا عام 2005، يتيح لأي شخص الدفاع عن نفسه في حال تعرضه لتهديد بما في ذلك استخدام السلاح لصد الهجوم، وهو القانون الذي تعرض لانتقادات صدرت من جهات عديدة مثل عمدة نيويورك مايكل بلومبيرج الذي قال في بيان: إن مثل هذا النوع من القوانين يشجع على المواجهات الدموية عبر السماح للناس بإطلاق النار أولًا ومن ثم القول إنه قتل مبرر. وعلى إثر النطق بالحكم وتبرئة المتهم خرجت عدة تظاهرات يوم الأحد الماضي في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في نيويورك، حيث تظاهر آلاف الأشخاص وسط مراقبة مشددة من الشرطة دون أن تسجل أية حوادث، وقال أحد الخطباء ويدعى «رودني رودريجيز»: «لدينا مشكلة عرقية كبرى وأخرى هي الأسلحة النارية»، مضيفاً: «لو لم يكن زيمرمان يحمل السلاح، لما قتل تريفون». هذا ولم تقتصر المظاهرات على نيويورك، بل امتدت إلى سان فرانسيسكو وشيكاغو، والعاصمة واشنطن وأتلانتا، وفيلادلفيا، وعلى مدار فترة المحاكمة التي بثتها محطات التليفزيـون بشكل مباشـر طيلة ثلاثة أسابيع احتدم النقاش بين الذين يرون أن «زيمرمان» المتحدر من أب أبيض وأم بيروفية قتل الشاب الأسود بدافع العنصرية وأولئك مقتنعون بأنه تصرف دفاعاً عن النفس. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©