طائرة المساعدات الأولى تصل إلى صنعاء لتعزيز عمليات «الهلال» الإغاثية في اليمن

وصلت إلى مطار صنعاء أمس طائرة المساعدات الأولى، ضمن جسر هيئة الهلال الأحمر الجوي لتعزيز عملياتها الإغاثية في اليمن. وتحمل الطائرة 44 طنا من المواد الغذائية الضرورية والاحتياجات الإنسانية من التبرعات العينية التي تلقتها الهيئة من الخيرين والمحسنين عبر حملة “سندهم” التي أطلقتها لتخفيف معاناة الأشقاء اليمنيين الناجمة عن نقص الغذاء في عدد من المحافظات. وتغادر تباعا طائرات الجسر الجوي من مطار العين إلى صنعاء اليوم الجمعة وغدا السبت. ويجيء تحريك الجسر امتدادا لبرامج الهيئة الإنسانية الموجهة للساحة اليمنية، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأوامر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن. وتضطلع هيئة الهلال الأحمر حاليا بدور إنساني كبير على الساحة اليمنية التي تتفاقم معاناة أهلها نتيجة لشح الغذاء، ما أثر على حياتهم وعرض مئات الآلاف من الأطفال للإصابة بأمراض سوء التغذية وارتفاع نسبة الوفيات حسب الإحصائيات الأخيرة. وتتحرك الهيئة من خلال مكتبها في صنعاء في المحافظات الأشد تأثرا بالفجوة الغذائية وتنفذ عملياتها الإغاثية بناء على التقييم الميداني الذي يجريه فريق المكتب للوقوف على طبيعة الاحتياجات وتوفيرها على وجه السرعة. وتمكنت الهيئة حتى الآن من توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية المتمثلة في الأرز والطحين والسكر و الزيوت على آلاف الأسر في محافظات صنعاء وعمران وحجة والمحويت. وأكدت هيئة الهلال الأحمر في بيان صحفي أنها مقبلة على مرحلة جديدة من البذل والعطاء للحد من تداعيات الأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية. وقالت إن توجيهات قيادة الدولة الرشيدة تجسد حرصها الشديد على تخفيف معاناة الأشقاء في اليمن وتحسين ظروفهم الإنسانية والوقوف بجانبهم في محنتهم الراهنة، مشددة على أن القيادة الرشيدة لن تدخر وسعا في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يحد من تداعيات الأحداث الجارية في اليمن على حياة البسطاء هناك، وذلك انطلاقا من متانة العلاقات بين البلدين والصلات القوية بين الشعبين الشقيقين. وذكرت إنها ستعمل على تحقيق تطلعات الأشقاء اليمنيين في الحصول على احتياجاتهم الغذائية وتحسين أوضاعهم الإنسانية. وأوضحت أنها تتابع تطورات الأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية وتداعياتها على البسطاء من أبناء الشعب اليمني، وشددت على أنها لن تدخر وسعا في مساندة المتأثرين وتلبية نداء الواجب الإنساني تجاه الإخوة في اليمن، لذلك تعمل على مختلف المحاور لتقديم خدمات إنسانية تساهم في تحسين الظروف السائدة هناك. وقالت إن جهودها الإنسانية ستتواصل انطلاقا من التزامها الإنساني تجاه المتأثرين وتعزيزا لوجودها القوي على الساحة اليمنية. وأكدت أن الوضع هناك يواجه تحديات كبيرة تتطلب تقديم المزيد من الدعم والمساندة وتضافر الجهود الخيرة للحد من وطأة المعاناة عن كاهل الأشقاء في اليمن. وقال خالد الحوسني القائم بأعمال سفير الدولة بصنعاء والذي كان على رأس مستقبلي الطائرة بالمطار، إن هذه المساعدات، والتي تأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأوامر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، إنما تعبر عن تضامن الإمارات وشعبها مع الشعب اليمني الشقيق تخفيفا لمعاناته المعيشية والظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم في هذه الفترة، متمنيا أن يتجاوز اليمن هذه الظروف في وقت قريب، حتى يتمكن من إعادة بناء دولته تنمويا واقتصاديا. وأكد أن دولة الإمارات وهي تقدم مثل هذا الدعم للأشقاء في اليمن تنطلق من روابط الأخوة الصادقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتعتبر أن ما تقوم به واجب إنساني تفرضه عليها تلك الروابط. وقال خلفان سيف الكندي مدير مكتب الهلال الإماراتي باليمن أن شحنة الطائرة هي الأولى من ثلاث شحنات سوف تصل تباعا أمس واليوم وغدا في إطار حملة “سندهم”، دعما للشعب اليمني والوقوف معه في هذا الظرف العصيب. وأشار في تصريح إلى وكالة أنباء الإمارات “وام” إلى أن حمولة الطائرة من المواد الغذائية والإغاثية تبلغ 44 طنا، وهي نفس الحمولة التي سوف تنقلها طائرة أخرى اليوم، بينما ستصل حمولة الطائرة الثالثة إلى صنعاء غداً السبت. وأعرب عن أمله في أن يتم توزيع الشحنات الثلاث بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني ووفقا للتنسيق مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على المحتاجين قبل حلول شهر رمضان المبارك. وقال فؤاد محمد المأخذي الأمين العام للهلال الأحمر اليمني أنه وفي إطار التعاون القائم مع الهلال الأحمر الإماراتي تم إجراء مسح شامل للأسر الأشد فقرا في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعمران وحجة والمحويت، وبناء على ذلك سيتم توزيع بطاقات الصرف على هذه الأسر لتسلم المساعدات المخصصة لها يدا بيد. وعبر المأخذي عن شكره وتقديره لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على تقديمهم الدعم المتواصل للشعب اليمني، معتبرا أن هذا الدعم ليس غريبا على الإمارات وشعبها المعطاء ..”ولذا نقول لهم دمتم ودام عطاؤكم “. جدير بالإشارة أن عملية توزيع المواد الغذائية عبر مراكز التوزيع التي كان قد افتتحها “الهلال” في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية ماتزال متواصلة بشكل جيد وتغطي مناطق العاصمة كافة، مستهدفة الأسر والفئات الفقيرة والمحتاجين. تعاون وتنسيق مع «كير باي اير» تعمل هيئة الهلال الأحمر بالتنسيق مع مؤسسة “كير باي اير” لتسيير جسرها الجوي إلى صنعاء، وهي مؤسسة إماراتية غير ربحية تعمل على تخفيف عبء التكاليف اللوجستية عن كاهل منظمات الإغاثة. وترتكز على مبدأ الاستفادة بشكل أفضل من المساحات الفارغة المخصصة لشحن البضائع على متن شركات الطيران لنقل مساعدات الإغاثة الإنسانية بـ”سعر التكلفة”. وتأسست “كير باي اير” عام 2009 من قبل شركاء مؤسسين هم “الاتحاد للطيران” و”ماكسمس للطيران” و”شركة أبوظبي للمطارات”، وتساهم في تعزيز قدرة الهلال الأحمر اللوجستية. وتمثل هذه الشراكة نموذجا حيا حول عمل إنساني مستدام، وهي خير دليل على تعاون الشركات الحكومية والخاصة لتلعب دورا فعالا وقيما في دعم المجتمع من خلال برامج المساعدات الإنسانية.