أنور إبراهيم:
حارس المرمى الفرنسي الشهير فابيان بارتيز، وأحد من أسهموا في وصول منتخب الديوك إلى المباراة النهائية في مونديال ألمانيا ،2006 أصبح في وضع لم يشهده من قبل على امتداد مشواره الكروي كحارس مرمى·· فمنذ انتهاء عقده مع فريق أوليمبيك مرسيليا والذي كانت مدته ثلاثة مواسم انتهت في أعقاب كأس العالم، أصبح بارتيز صاحب ''القرعة الشهيرة'' بدون ناد وخالي شغل تماماً بعد أن أكمل عامه الخامس والثلاثين في الثامن والعشرين من شهر يونيو الماضي·
بارتيز اختفى غداة مباراة نهائي المونديال أمام إيطاليا ولم يظهر في الصورة على الإطلاق، ومنذ ذلك التاريخ لم يطرأ جديد على وضعه ولم يعلن أين سيذهب بالتحديد؟ وهل آن الأوان لإعلانه الاعتزال أم لا؟
وأسئلة كثيرة أخرى حاولت صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية الاجابة عليها في هذا التحقيق الذي استهلته بقولها: ربما يكون بارتيز قد قرر الاعتزال تماماً وعدم لمس الكرة مرة أخرى، بل والابتعاد تماماً عن الوسط الكروي كله خاصة أنه كان قد وصف هذا الوسط منذ فترة من الوقت بأنه فاسد وعفن·
واسترجعت الصحيفة عبارة كان قد صرح بها بارتيز منذ 17 شهراً وبالتحديد من مارس ،2005 بينما كان في أحد التدريبات الخاصة بالمنتخب في كلير فونتين وقتها قال: بعد المونديال سينتهي عقدي مع مارسيليا وسأبلغ الـ 35 سنة وهذا يكفي· صحيح أنه ليس قرارا نهائيا وحاسما ولكنه على أية حال وارد حدوثه بشكل كبير·
واستطردت الصحيفة تقول: هناك شيء يبدو مؤكداً وهو أن بارتيز اليوم لم يعد يفكر كثيراً في كرة القدم وإنما هو مشغول بأمور شخصية أخرى فوالدته مريضة وحالتها خطيرة وهو حريص على الوجود إلى جوارها منذ انتهاء كأس العالم·
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن بارتيز لم يستقل الطائرة التي نقلت لاعبي منتخب فرنسا يوم 10 يوليو الماضي إلى باريس، واعتذر عن عدم التوجه مع زملائه في المنتخب إلى قصر الاليزيه حيث كان الرئيس شيراك وزوجته برناديت مع اللاعبين إلى شرفة الشرف (شرفة كرييون) بميدان الكونكورد لتلقى تحيات الجماهير الفرنسية· والحقيقة أن بعض المقربين من بارتيز يعتقدون أنه سيعلن بين وقت وآخر قراره بالاعتزال وان كان ذلك ليس أمراً مؤكداً بشكل نهائي· وهناك ناد واحد فقط من الممكن أن يعيد إليه الابتسامة والبهجة، وهو نادي تولوز الفرنسي الذي بدأ منه بارتيز مشواره الكروي·
وقالت الصحيفة إن هذا النادي قد يكون فعلاً هدف بارتيز القادم ليختتم به حياته الكروية الحافلة، وإذا لم يتحقق ذلك فإنه سيعتزل بالضرورة·
كلام الصحيفة أكده أيضاً إيلي بوب مدرب تولوز الذي يعرف بارتيز جيداً منذ فترة طويلة وسبق أن التقيا في مركز التدريب الخاص بنادي تولوز أحدهما كان الاستاذ (بوب) والآخر (بارتيز) كان التلميذ، وأصبحا صديقين حميمين·
ويحكي بوب عن بارتيز فيقول: فابيان سيحب كثيراً أن يراني مرة أخيرة كمدرب، وهذا سيسعدني جداً· وقد حاول بوب من جانبه أن يقنع أوليفييه سادران الرئيس الجديد لنادي تولوز بضم بارتيز إلى صفوف الفريق، ولكن هذا الأخير لم يستسلم حتى الآن، بل ولا يتوقف عن القول والتكرار بأنه عنده فعلاً حارسي مرمى ممتازين الأول هو نيكولا دوشيه الذي مد عقده مع تولوز رغم اهتمام مارسيليا به، والثاني هو كريستوف ديفو الذي أصيب اصابة خطيرة الموسم الماضي وفي طريقه إلى الشفاء والعودة إلى أفضل مستوى له·
وعادت الصحيفة للتساؤل من جديد: ولكن لماذا لا تسعى أندية أخرى في طلب بارتيز أو الاقتراب منه؟ لماذا لم يطلبه موناكوا أو مانشستر يونايتد أو غيرهما من الأندية؟ وأجابت الصحيفة قائلة: بعض الأندية حاولت طلبه مثل فيورينتينا الإيطالي وجلاسجو دينجرز الاسكوتلندي ولكن يبدو أنه لم تعد تستهويه أو تجذبه أية تجربة خارجية جديدة·
واعترفت الصحيفة بأن نادي جلاسجو دينجرز صرف النظر عن بارتيز وضم ليونيل ليتيزي وهو حارس مرمى حر أيضاً ولكن المؤكد أنه أقل سعراً·
وعلي أية حال فقد تردد اسم بارتيز في الأيام الأخيرة في أروقة نادي ستاد رين الفرنسي (درجة أولى) ويتردد أن هذا النادي قد يبيع حارسه السويدي اندرياس ايسا كسون إلى مانشستر سيتي أو تشارلتون الإنجليزيين·
وفي ختام تحقيقها قالت الصيحفة: أيا كان الأمر، فإنه إذا اعتزل بارتيز مقلداً زين الدين زيدان، فإنه يكون قد لعب يوم 9 يوليو الماضي في برلين آخر مباراة له وهي نهائي المونديال أمام إيطاليا أما إذا كان ما زال متردداً ويحتاج إلى المزيد من الوقت للتفكير قبل اتخاذ القرار، فما علينا سوى الانتظار لنعرف ما الذي يريد أن يفعله بارتيز على وجه اليقين·
أما إيلي بوب صديق بارتيز ومدربه السابق في تولوز فقد صرح بقوله: ربما كان بارتيز يرى أن الاعتزال بعد مباراة نهائية في كأس العالم أفضل ألف مرة من أن ينهي مشواره الكروي في ناد غير شهير لا يضيف إليه جديداً·
عدد اليوم
