الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحزاب الباكستانية··· مخاض ما قبل المجهول

الأحزاب الباكستانية··· مخاض ما قبل المجهول
12 فبراير 2008 00:32
اتهم زعيم المعارضة الباكستانية ورئيس الوزراء السابق ''نواز شريف'' في مقابلة مع صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' الحكومة بمحاولة إخافة زعماء المعارضة ودفعهم إلى الصمت في أفق الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن عشر من فبراير؛ فقد طلبت الحكومة من الزعماء السياسيين الإحجام عن عقد التجمعات والمسيرات الحزبية الحاشدة، وذلك بدعوى أنها قد تشكل هدفا للهجمات الانتحارية، ويأتي هذا الطلب بناء على ما حدث لزعيمة المعارضة ''بينظير بوتو'' في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي· وفيما بدا تأكيدا لهذه التهديدات، استهدف هجوم انتحاري يوم الأحد تجمعا حزبيا ضم حوالي 200 من أنصار ''حزب عوامي الوطني'' في مدينة ''تشارسادا'' الواقعة في شمال غرب باكستان، والتي تعد معقلا للنشطاء الإسلاميين، وقد أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 24 شخصا وإصابة نحو 48 آخرين؛ غير أن تجمعا حزبيا آخر عقد في اليوم نفسه من قبل ''حزب الشعب الباكستاني''، الذي كانت ترأسه ''بوتو'' مر في هدوء وبدون حوادث؛ حيث شارك نحو 100 ألف شخص في تجمع بمدينة ''تاتا'' الواقعة جنوب البلاد، وعد خلاله عاصف ''علي زارداري''، زوج ''بوتو'' -الذي يقود الحزب حاليا- بـ''إنقاذ'' باكستان· وقد أقر شريف، الذي يقود ''حزب الرابطة الإسلامية''، وهو واحد من أبرز الأحزاب المعارضة في باكستان إلى جانب ''حزب الشعب''، بأن خوض الحملة الانتخابية لا يخلو من مخاطر؛ فقد شهدت باكستان عددا من الهجمات الانتحارية على الشخصيات السياسية والمسؤولين الأمنيين خلال الأشهر الأخيرة التي قُتل فيها العشرات من الأشخاص، غير أن ''شريف'' الذي غادر باكستان بعد أن تم خلعه إثر انقلاب أبيض من قبل الرئيس ''برويز مشرف'' في 1999 ولم يعد إلى البلاد إلا في أواخر العام الماضي، يقول إنه اتخذ جميع الاحتياطات· ويذكر في هذا السياق أن جل تجمعات حزبه تتم داخل بنايات، وليس في الهواء الطلق، كما أنه يسافر برفقة حراس مسلحين· ويتهم ''شريف'' الحكومة باستغلال تهديد الهجمات خدمةً لمصلحة ما يوصف في باكستان أحيانا بـ''حزب الملك''، في إشارة إلى ''حزب الرابطة الإسلامية-كويد''، المتحالف مع ''مشرف'' والذي كان في السلطة إلى أن تم تنصيب حكومة انتقالية أواخر العام الماضي بهدف الإشراف على الانتخابات، وفي هذا الإطار، يقول ''شريف'': ''كل يومين تخرج علينا الحكومة بقائمة بأسماء الأشخاص الذين توجد حياتهم في خطر، وبالطبع، فإنهم يقولون إن اسمي أيضا موجود ضمن القائمة''، ويضيف قوله: ''ولكنني أعتقد أن الحكومة إنما تريد إخافة زعماء المعارضة لأن حزب الملك ليس قادرا على الفوز بالانتخابات هذه المرة''· ويعد ''شريف'' واحدا من أكثر الزعماء السياسيين شعبية في باكستان، ومن المتوقع أن يفوز حزبه بنحو 25 في المائة من أصوات الناخبين، وذلك حسب استطلاع للرأي أجرته الشهر الماضي ''تيرَر فري تومورو'' (غدٍ خالٍ من الإرهاب)، وهي مؤسسة يوجد مقرها في الولايات المتحدة، في حين احتل حزب ''بوتو'' المرتبة الأولى بـ37 في المائة من أصوات الناخبين، أما ''حزب الرابطة الإسلامية-كويد'' الموالي لـ''مشرف''، فقد جــاء في المركز الثالث بـ12 في المائــة، وفي هــذا السياق، يقول الجنرال المتقاعد والمحلل السياسي ''طلال مسعود'': ''أعتقد أن حزب الشعب سيحصل ربما على عدد أكبر من المقاعد، غير أن حزب الرابطة الإسلامية-نواز لن يكــون متأخرا عنــه كثيرا''· يذكر أن ''حزب الرابطــة الإسلامية'' و''حزب الشعب'' كانا في الماضي خصمين ضمن الصراع على السلطة، غير أنه من غير المستبعد أن يتحالفا خلال هذه الانتخابات، ويدعم أحدهما الآخر بخصوص بعض المواضيع، كإبعاد الجيش عن السياسة· يقول ''مسعود'': ''اليوم لديهما خصـم مشتــرك يتخــذ شكــل حزب الرابطة الإسلامية-كويد''· إلى ذلك، بدا ''شريف'' خلال المقابلة شديد الانتقاد للرئيس مشرف، فحين سئل بخصوص ما إن كان ينوي عزل ''مشرف'' في حال تمكن حزبه من الحصول على أغلبية ثلثي الأصوات، أجاب قائلا: إن مشرف ''لن يُمنح أي عفو''، ومما يذكر أن هذا الزعيم السياسي يدعم مرشحي حزبه، ولكنه لا يتنافس على مقعد لنفسه، وذلك بعد أن منعته اللجنة الانتخابية من ذلك أواخر العام الماضي، فقد اعتبرت اللجنة أن ''شريف'' غير مؤهل للترشح في هذه الانتخابات لأنه أدين في 2000 بتهمة اختطاف الطائرة التي كانت تقل القائد الأعلى للجيش وقتئذ ''برويز مشرف''، وهو ما أدى إلى الانقلاب في ·1999 ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: لاهور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©