نيويورك (الأمم المتحدة) - وكالات الأنباء: بعد مباحثات عسيرة استمرت بضعة أيام، توصلت باريس واشنطن أمس لاتفاق بشأن مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو الى وقف القتال بين إسرائيل ولبنان كخطوة أولى نحو تسوية سياسية للصراع الأمر الذي أكدته غانا رئيسة الدورة الحالية للمجلس· وقال مسؤولون في البلدين إنه من المقرر ان يعقد مجلس الأمن بكامل الأعضاء في وقت لاحق ( أمس) لمراجعة نص مشروع القرارالذي يتوقع ان يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة· وأكد قصر الاليزيه انه ''تم التوصل الى اتفاق بين الفرنسيين والأميركيين بشأن المشروع الذي وضعته فرنسا للمطالبة بوقف شامل لأعمال العنف والعمل من اجل التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وايجاد حل على المدى الطويل''·
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قد تحدث هاتفيا في وقت سابق الى كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الأميركي جورج بوش اللذين اختلفت مواقف بلديهما حول صياغة نص مشروع القرار ومحتوياته لبضعة أيام· وكان النص الفرنسي لمشروع القرار يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، بيد أن مسؤولين على علاقة بالملف طالبا بحجب هويتهما، قالا ان الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين تسمح لإسرائيل التي يتواجد جيشها بجنوب لبنان، بالرد على اي هجوم من مقاتلي ''حزب الله''· وأفاد دبلوماسي ان النص الفرنسي المطروح للبحث حتى صباح أمس يدعو الى ''الوقف الفوري للقتال'' والى ''احترام صارم للخط الأزرق من قبل الطرفين''· وكانت الولايات المتحدة ترغب بتسمية أعمال العنف الحالية بمصطلح أقل وضوحا· وتؤيد فرنسا خطة مثلثة المراحل: وقف إطلاق نار، ثم اتفاق سياسي، وصولا الى ارسال قوة دولية برعاية الأمم المتحدة· وبحسب دبلوماسيين في نيويورك، فان طبيعة هذه القوة ومستقبل القوات الاسرائيلية الموجودة في جنوب لبنان، تشكل نقاط بحث حساسة· وقد شهدت الساعات الماضية مشاورات مكثفة بالهاتف بين لندن وباريس وبين سفيري فرنسا والولايات المتحدة في نيويورك· كما تم الاتصال أيضا بكل من تل أبيب وبيروت· وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون ان البلدين مستعدان للمضي قدما في الجوانب الاجرائية الأخرى الخاصة بالقرار ''بأعجل ما يمكن'' كما ان مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن يؤيدون التحرك بذات القدر· وذكر ان مندوبي الدول الأعضاء سيبعثون مشروع القرار لحكوماتهم بمجرد تسلمه ليعودوا بالموافقة أو طلب ادخال تعديلات على النص المقترح مبينا ان الجميع مستعد للعمل خلال عطلة نهاية الاسبوع· ومن المفترض ان يقر المجلس مشروع القرار في صيغته النهائية بعد موافقة الأطراف المعنية بالأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة ليبدأ مجددا بحث قرار ثان في ظرف أسبوع أو اسبوعين على أبعد تقدير لوضع شروط وقف النار الدائم وإقرار القوة السلام الدولية التي من المرجح ان تضطلع فرنسا بقيادتها إذا ما تم وقف شامل لاطلاق النار· وأشارت مصادر مطلعة الى انه لم يتضح بعد مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب ''الله''· وابلغ السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة دانيال ايالون ''رويترز'' أمس الأول، ان بلاده ستوافق فقط على انهاء القتال في حال تم إطلاق الجنديين· أما ''حزب الله'' فقد أعلن أنه لن يوقف القتال طالما بقي جنود إسرائيليون في لبنان· وتصر فرنسا، على أن تبقى قوة المراقبة الدولية الموجودة بالفعل في جنوب لبنان وأن تتولى تأمين المنطقة بمساعدة الجيش اللبناني حتى تصل قوة حفظ السلام· أما الولايات المتحدة، فتصر من جانبها على أن تبقى القوات الاسرائيلية بالمنطقة لحين وصول قوة حفظ السلام· ويتفق هذا الرأي مع موقف إسرائيل التي تخشى أن يعود مقاتلو ''حزب الله'' إلى المناطق التي أخلاها الجيش الاسرائيلي بجنوب لبنان·
وذكرت تقارير أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستذهب إلى نيويورك قريبا للانضمام إلى وزراء خارجية باقي الدول الاعضاء بمجلس الأمن في أي عملية تصويت
عدد اليوم
