صور - تل أبيب- وكالات الأنباء: نجحت المقاومة اللبنانية أمس في التصدي إلى محاولة انزال لوحدة كوماندوز إسرائيلية على شمال مدينة صور استهدفت منزلاً زعمت إسرائيل انه مقر قيادة ''حزب الله'' لاطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وفيما اعلنت المقاومة قتل جندي إسرائيلي من المظليين واصابة العشرات، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 7 من عناصر المقاومة بينهم 3 من قياداته فيما نفى مقتل اي من جنوده واشار فقط إلى اصابة 10 منهم اثنان باصابات خطيرة·
وقامت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية بعملية الإنزال فجراً على بستان للحمضيات بعد اطلاق قنابل مضيئة على صور، ووسط تغطية من نيران الطائرات استهدفت الوحدة بالاساس منزلاً بوسط منطقة مكتظة بالسكان، وأعلنت المقاومة أنها نصبت كميناً للجنود الإسرائيليين وان العملية لم تحقق اهدافها، بينما زعمت تل ابيب أن العملية كانت ناجحة واثبتت قدرات وحداتها الخاصة في الوصول إلى قيادات ''حزب الله''·
المقاومة: أفشلنا الإنزال
واعلنت المقاومة عن افشال محاولة الانزال على المدخل الشمالي لصور بعد مواجهات ضارية استمرت نحو الساعتين· واوضحت في بيان لها أن قوات الاحتلال تكبدت خسائر ضخمة في الارواح، وأكدت مقتل جندي واحد على الاقل وإصابة عشرات آخرين، عملت المروحيات على اخلائهم تحت غطاء كثيف من الغارات الجوية والقصف البحري على محيط منطقة الانزال·
واشار بيان ''حزب الله'' الى ان قوات الاحتلال مهدت لعملية الانزال بشن غارات جوية مكثفة على المنطقة التي أنارتها بعشرات القنابل المضيئة، ووسط تحليق كثيف للمروحيات وطائرات الاستطلاع من نوع (M.K)، ثم اطلقت عشرات القنابل الدخانية، التي انبعثت منها غازات سامية تشاهد لأول مرة على منطقة الانزال·
واوضح البيان أن المقاومين نصبوا ''كميناً'' للقوة الإسرائيلية، وطوقوها وامطروها بوابل من الرصاص والقنابل اليدوية، وخاضوا معها اشتباكات عنيفة، اضطر على اثرها الاسرائيليون للانسحاب دون ان يحققوا اية نتيجة·
ويذكر ان القوة التي نفذت عملية الانزال هي من النخبة في الجيش الاسرائيلي، وكانت قوة مماثلة تعود لنفس الكتيبة قد حاولت تنفيذ عملية انزال مشابهة في محلة الانصارية الى الشمال من الرشيدية قرب صور في العام ،1997 اسفرت في حينه عن إبادة القوة المغيرة بكاملها وتحدثت اسرائيل في ذلك الوقت عن مقتل 13 جندياً·
وذكرت مصادر الشرطة اللبنانية ان جندياً لبنانياً واحداً استشهد خلال التصدي لمحاولة الانزال، كما دمرت القوات الإسرائيلية حاملة جند تابعة للجيش اللبناني· واوضحت ان المروحيات الإسرائيلية اطلقت 4 صواريخ جو ارض عند المدخل الشمالي لصور بينما تعرضت لنيران المضادات الارضية التى تصدت لها·
وقامت وحدة بالجيش اللبناني تتمركز في موقع عند المدخل الشمالي لصور بالتصدي للطائرات الإسرائيلية في البداية والذي دمر صاروخ إسرائيلي بطارية مضادة للطيران له·
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن أربعة مدنيين قتلوا اثناء الاشتباكات في بستان للحمضيات بالمدخل الشمالي لصور· وأضافت أن الجنود الإسرائيليين استهدفوا منزلاً يعتقد انه مملوك لقيادي بـ''حزب الله''·
واوضحت الشرطة اللبنانية أن القصف الاسرائيلي خلال محاولة الانزال طاول مخيم الرشيدية الى الشمال من صور ما ادى الى تدمير منزل واحد على الاقل واصابة مسجد المخيم بأضرار جسيمة، وأن عدداً كبيراً من المروحيات حلقت في الوقت نفسه فوق المدينة الساحلية وهي تمشط كل الطرق المؤدية اليها وشاطئها بالرشاشات الثقيلة·
وأفاد شهود عيان في المخيم بان المروحيات الاسرائيلية القت على المخيم قنابل بدون صوت احدثت اضراراً ضخمة، نتيجة الشظايا التي تتطاير منها· وذكر الشهود أن رجلين يستقلان دراجة نارية قتلا خلال الهجوم، ولم يتضح اذا كانا ضمن الحصيلة التى اعلنتها الشرطة اللبنانية أم لا·
الرواية الإسرائيلية
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن وحدة الكوماندوز قامت بقتل 3 من قادة العمليات في ''حزب الله '' المسؤوليين عن اطلاق الصاروخ بعيد المدى على الخضيرة أمس الأول· وقال مسؤول بالجيش الإسرائيلي - رفض نشر اسمه- إن عملية الإنزال جاءت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، وقام بها الوحدة ''''13 من البحرية الإسرائيلية وهي بمثابة الاهم في وحدات النخبة، واستغرقت العملية نحو الساعتين من الثالثة حتى الخامسة فجراً بتوقيت القدس المحتلة، موضحاً ان العملية تم التخطيط لها وتنفيذها في وقت قياسي·
وأضاف أن وحدة الكوماندوز بدأت الانزال في شمال صور الساعة 3 فجراً ، واقتحمت شقة في الطابق الثاني من مبنى من خمسة طوابق ويحتوى على 16 شقة، وعند دخولهم الشقة قاموا بتبادل النيران بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية مع 3 عناصر من ''حزب الله'' داخل الشقة الصغيرة مما ادى إلى مقتل عناصر ''حزب الله'' وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين· وعثر الجنود الإسرائيليون على أسلحة كاتيوشا ووثائق عسكرية واسطوانات كمبيوتر فضلاً عن خرائط وتعليمات خاصة بالاتصال اللاسلكي وموجات تستخدمها وحدات ''حزب الله''·
وزعم الضابط الإسرائيلي انه كان بإمكان القوات الإسرائيلية أن تنال من عناصر حزب الله الثلاثة بقذيفة من الجو لكن تقرر ان تكون عملية انتقائية خشية على أرواح المدنيين!·
واستكمل المسؤول بالجيش سيناريو العملية بقوله إنه بعد الانتهاء من القضاء على قادة ''حزب الله'' الثلاثة الذي وصفهم بانهم قادة مهمين ومسؤوليين عن عمليات قصف الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، خرج عناصر الكوماندوز الإسرائيليون من المبنى حيث واجهوا نيراناً كثيفة من عناصر من ''حزب الله'' وقتل رجال الكوماندوز نحو 4 من هذه العناصر خلال تبادل اطلاق النار خارج المبنى، ثم قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية والهليكوبتر بتغطية اجلاء جنود الكوماندوز حيث كانوا في الساعة الخامسة فجرا خارج الاراضي اللبنانية، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى ''رمبام'' بحيفا· ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن مروحيات وطائرات بدون طيار قصفت الموقع بالرشاشات الثقيلة لفتح ''ممر للانسحاب'' لمجموعة الكوماندوز حتى تتمكن من الوصول إلى مروحياتها، وأضافت ان العملية جرت بقيادة الكولونيل نيتسان آلون القائد السابق لوحدة ''ساييريت ماتكا'' قوة النخبة في رئاسة الاركان الإسرائيلي
وقال المسؤول الإسرائيلي في روايته التى نشرتها صحيفة ''معاريف'' على موقعها بالانترنت إن 10 جنود إسرائيليين اصيبوا خلال الاشتباكات داخل الشقة وفي تبادل إطلاق النار خارج المبنى مع عناصر ''حزب الله''، وإن اثنين منهم اصيبوا إصابات بالغة وأضاف ان المصابين (احدهم ضابط والآخر جندي) تلقوا علاجاً اولياً في موقع المواجهات قبل اجلائهم· وأوضح ان احد المصابين بإصابات بالغة جرح خلال المواجهات داخل المبنى بينما اصيب الثاني في اطلاق النار خارجه·
ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي فإن هذه العملية هي السابعة عشرة لوحدات الكوماندوز داخل الأراضي اللبنانية منذ 12 يوليو الماضي أهمها عملية الانزال في بعلبك، حيث قامت قوة من 200 عسكري إسرائيلي من عناصر وحدات النخبة بعملية إنزال استمرت أكثرمن 4 ساعات في 1 أغسطس، قتل خلالها 11 مسلحاً من حزب الله واسر 5 وفقاً لمزاعم الجيش الإسرائيلي·
وذكر الجنرال عودي آدم قائد المنطقة العسكرية شمال إسرائيل أن وحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي تدخلت في صور وحققت أهدافها التي كانت قتل مسؤولين بحزب الله وتدمير ترسانته المهمة في المكان، وأوضح انها ستنفذ عمليات مماثلة في المستقبل·
وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان عملية ''صور'' تضمنت تدمير منصات إطلاق صواريخ بعيدة المدى وخصوصاً تلك التي اطلق منها الصاروخ الذي اصاب الخضيرة، وهو ما يتناقض مع رواية المسؤول العسكري الإسرائيلي الكاملة عن العملية·
عدد اليوم
