الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخراب معضلة اللبنانيين مع كل عدوان

6 أغسطس 2006 01:09
الناعمة (لبنان) -اف ب: مع انها بلغت الخامسة والسبعين من العمر تبقى علياء مطر متمسكة بتفاؤل لا يتزعزع، فبعد ايام قليلة على تضرر منزلها اثر قصف الطيران الاسرائيلي لجسر الناعمة، جنوب بيروت، المجاور لها، ها هي اليوم تبحث عن عمال لاصلاح ما لحق به من تخريب· وتقول هذه السيدة الذي خط الشيب القسم الاكبر من شعرها والتي لا تفارق الابتسامة وجهها رغم كل نكبات الثلاثين عاما الماضية ''ماذا تريدونني ان افعل لا بد ان نعيش''· ففي العشرين من يوليو شعرت علياء بان ساعتها قد حانت· فالانفجار الذي وقع على مقربة منها قذف بها من سريرها كما اوقع خزانة الثياب عليها· وتقول هذه المارونية المؤمنة وهي تكمل تنظيف منزلها ''كأن تسونامي ضرب بيتي الذي غطاه الغبار فصرخت يا مار الياس خلصني''، مستنجدة بالقديس الياس شفيع القرية الذي يحمل ابنها الذي يسكن في الطابق الاول اسمه· اولاد علياء الاربعة الياس وميشال وجورج وخليل غادروا المنزل العائلي وتركوها وحدها بعد ان اقاموا في بيروت· وهي ترفض مغادرة هذه الارض التي ورثتها عن امها وبنت عليها عمارة من ثلاث طبقات· وتتذكر علياء كيف دفعت ثمن الحروب المتتالية على منطقتها· في يناير 1976 تعرض منزلها للنهب على ايدي منظمات فلسطينية لدى تعرض بلدة الدامور المسيحية المجاورة للاجتياح على ايدي منظمات فلسطينية· وفي صيف 1982 دمر القصف الاسرائيلي منزلها خلال اجتياح لبنان فاعادت بناءه عام·1983 في العام التالي جاءت حرب الجبل فسيطرت ميليشيات الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على البلدات الساحلية ما اجبر السكان المسيحيين على الفرار· فغادرت ولم تعد سوى عام·1986 عندها سعت مع اولادها الى ترميم ما تخرب من منزلها ولكن ليس لوقت طويل اذ سرعان ما جاءت الحرب الداخلية المسيحية بين العماد ميشال عون ورئيس اللجنة التنفيدية للقوات اللبنانية سمير جعجع ليصاب خلالها منزل علياء اصابات مباشرة· ومع ذلك لم تستسلم واصرت على المضي قدما فرممت ما يجب ترميمه وعادت الى منزلها· وعاشت علياء حياتها العادية حتى العشرين من الشهر الماضي· وتقول ''مات زوجي عام 1987 مقهورا من الغم واعتبر نفسي اكثر حظا''· وهي اليوم ترفض انتظار المساعدات لترميم المنزل وتقول ''هذا المنزل هو الشيء الوحيد الذي املكه ولن يقدم لنا احد المساعدة''·جارها السني مأمون الغازولي (58 عاما) منكب هو ايضا على ترميم ابواب ونوافذ منزله الذي تطاير اثاثه بسبب الانفجار القريب·ويقول ''هل تظنون انني سانتظر المساعدات؟ انها لن تصل ابدا''· وهي ليست المرة الاولى التي يعيد فيها ترميم منزله· في السابق اختار منزلا تبين انه قرب معسكر للجبهة الشعبية-القيادة العامة في الناعمة· وفي كل مرة كان يقصف فيها المعسكر كان منزله يصاب فقرر تركه· الفلسطيني محمد جيشي (65 عاما) له تجربته الخاصة ايضا مع النزوح والتهجير·كان في السابعة من العمر عندما اجبر على ترك منزله في عكا في فلسطين والنزوح مع عائلته الى لبنان· وفي الـ17 من العمر نال شهادة في المحاسبة وتوجه الى الكويت حيث بقي فيها حتى حرب الخليج عام 1990 وعام 1991 مع تحرير الكويت دفع فلسطينيو هذا البلد ثمن مواقف ياسر عرفات الداعمة لصدام حسين في حربه على هذا البلد، فغادر الكويت الى الناعمة حيث تدبر شقة على مقربة من الطريق السريع· الا ان القذائف لاحقته· وقال ''طفح بي الكيل من التنقل من مكان الى اخر واعادة البناء''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©