عواصم-وكالات ألأنباء: بدأت أزمة مئات الالاف من اللبنانيين النازحين في التفاقم مع اتجاه لبنان نحو نقص كبير في الوقود ومياه الشرب وتسود الان مخاوف من تفشي الاوبئة· وحذرت وكالات دولية وتابعة للامم المتحدة من ان عمليات القصف الاسرائيلية قطعت شريانا حيويا لنقل المساعدات الانسانية مما يزيد من مخاطر انتشار الامراض في المناطق المعزولة· وقالت أستريد فان جندرن ستورت المتحدثة باسم مكتب مفوض الامم المتحدة الاعلى لشؤون اللاجئين ''نواجه الان بنكسة كبرى· ومع زيادة مشكلات نقص الوقود سيصبح لبنان بالفعل تحت حصار فعلي''·
وأضافت أن قصف إسرائيل لكل الطرق شمال بيروت والتي تستخدمها وكالات الامم المتحدة لتوصيل المساعدة القادمة عبر سوريا يعني ''أننا سنجد قريبا مخازن خاوية· ولن نستطيع تسليم المساعدات إلى من يحتاجونها''· وقالت المتحدثة ''إن فرقنا أبلغتنا أنها تجد أشخاصا في مواقع الايواء· دون مرافق ودون أي طعام أو رعاية صحية· هناك حاجة لمزيد من الامدادات وضرورة لمزيد من المساعدات''· وذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن الامم المتحدة ''طلبت 18,9 مليون دولار مبدئيا خلال ثلاثة شهور ولم نتلق حتى الان سوى 4,65 مليون في شكل تبرعات مؤكدة''·
وافادت منظمة الصحة العالمية ان موكبا كان سينطلق من سوريا أمس لنقل معدات ولوازم طبية الى 13 الف شخص لم يتمكن من القدوم الى لبنان· وذكر برنامج الاغذية العالمي في وقت لاحق انه يبحث في خيارات بديلة محتملة لنقل المساعدات· كما عطل القصف ايضا عمليات منظمة الهجرة الدولية لاجلاء عمال من الفلبين وسريلانكا من لبنان·
وحذرت وكالات الاغاثة من ان قطع الطرق اعاق الوصول الى مدن وقرى جنوبية في قلب منطقة النزاع، ما يزيد من مخاطر انتشار الامراض والاوبئة فيها بسبب انقطاع مياه الشرب والمياه النظيفة وسط حرارة الصيف·
وقال بول شيرلوك الخبير الصحي في صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في لبنان ''ان الوضع بات يائسا· واذا استمر ذلك فسوف نشهد انتشار اوبئة''· وتابع ''نخشى انتشار الاسهال النزفي والكوليرا وغيرها من الاوبئة لكن ما نخشاه خصوصا هو الاسهال النزفي ولا سيما بالنسبة للاطفال ما دون الخامسة من العمر''·
وذكر المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي جيمس موريس ان منظمته لم تتمكن من نقل مساعدات غذائية سوى الى اقل من نصف الاشخاص الذين يحتاجون اليها في جنوب لبنان· وقال ان البرنامج يستهدف تأمين الاعانات الغذائية الى 310 آلاف لاجئ لبناني في المنطقة ربما يزيد عددهم خلال الأشهر المقبلة· واضاف ان الخطة الموضوعة لمدة ثلاثة أشهر تصل تكلفتها التقديرية إلى 48 مليون دولار·
وتمكن موكب فقط من اصل ثلاثة مواكب للامم المتحدة تنقل مواد غذائية ومياها وتجهيزات طبية من الوصول الى جزين· وفي هذه الاثناء كانت اليونيسيف تقوم بحملة تلقيح لعشرات الالاف من الاطفال النازحين لمنع انتشار امراض كالشلل والحصبة، وقد باشرتها مع 18 الف طفل في محيط بيروت·
وفي بروكسل اعلنت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر ان تدهور الظروف الصحية يجعل من الضروري ''اكثر من اي وقت مضى'' الوصول الى المناطق المنكوبة·
ويقيم حوالى 130 الفا من هؤلاء النازحين في ملاجئ عامة· وانتقل 160 الفا من النازحين اللبنانيين الى سوريا بحسب المفوضية، وقد سجلت حركة النزوح معدل خمسة الاف نازح في اليوم·
وتدرس وكالات الامم المتحدة امكانات نقل المساعدات جوا وبحرا للتغلب على مشكلات الامداد·
عدد اليوم
