ورشة عمل حول تطبيق بروتوكول تغذية الحامل والرضع والأطفال الصغار

دبي (الاتحاد) - عقدت الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة في وزارة الصحة ورشة عمل حول تطبيق بروتوكول تغذية الحامل وسياسة تغذية الرضع وصغار الأطفال. وشارك في الورشة التي استمرت على مدار يومين كاملين في مسرح ديوان وزارة الصحة بدبي الكوادر العاملة في المراكز الصحية الأولية ومراكز رعاية الأمومة والطفولة والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة في مختلف الامارات من المعنيين بصحة المرأة والطفل. وقالت الدكتوره هاجر الحوسني مدير الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة في وزارة الصحة أن الورشة تستهدف بناء قدرات جميع الكوادر الصحية العاملة في هذا المجال من أخصائي التغذية والأطباء والممرضات والكوادر الصحية الأخرى العاملة في مجال صحة الأم والطفل، الذين يقدمون الاستشارات ونصائح التغذية للأمهات فيما يتعلق بتغذيتهن أو تغذية صغارهن. وأوضحت أن الإدارة كانت قد تبنت تحديث وتطبيق بروتوكول تغذية الحوامل وسياسة تغذية الرضع وصغار الأطفال طبقا لتوصيات المنظمات الصحية العالمية مثل منظمتي الصحة العامة واليونيسيف، مشيرة إلى أن البروتوكول يعتبر مصدراً مرجعياً هاماً يساعد الأمهات على اتباع سلوكيات التغذية السليمة وممارسات الفطام وإضافة الاغذية التكميلية التي تضمن سلامتهن وسلامة أطفالهن. ولفتت إلى أن الوزارة بـدأت العمل على تطبيق البروتوكول بعد تحــديثه من قبل الادارة طبقا للمستجدات وتوصيات المـنظــمات الصــحية العـــالمــية ولضــمان تنفيذ هذه الــســـياسات الغــذائية بالصــورة المرجوة. وقالت إن تطبيق هذا البروتوكول والبرامج الغذائية للرضع وصغار الأطفال بطريقة صحيحة وسليمة من شأنها أن تحمي الأطفال من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية مثل السمنة وزيادة الوزن عند الكبر والتي تعد أحد عوامل الخطورة المتسببة في الإصابة بالأمراض المزمنة وغير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والسرطان والتي تعد احد التحديات الصحية العالمية في الوقت الراهن. وكانت الورشة قد تطرقت الى العديد من الموضوعات المهمة ذات العلاقة بتغذية الأم والرضع وصغار الأطفال منها فوائد الرضاعة الطبيعية ومفهوم المستشفيات صديقة الطفل، وحساسية الأطعمة للأطفال ودور الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من الأمراض، والأغذية التكميلية للرضع وصغار الأطفال وأهميتها في النمو الطبيعي للطفل، وتغذية الأم أثناء الحمل والرضاعة ومهارات تواصل أخصائي التغذية مع الأمهات. كما تضمنت الورشة استعراضا لمنحنيات النمو الحديثة للأطفال، وموضوع تغذية الأطفال ذوي المشاكل الصحية الخاصة، وتقنيات وأساليب البحث الحديثة في مجال التغذية، وتناولت الورشة موضوع مدونة لتنظيم تسويق بدائل لبن الأم مع المراقبة حول الترويج لبدائل حليب الأم. وحظيت فعاليات الورشة بمشاركة نخبة من المتخصصين في هذا المجال من جامعة الإمارات، وجامعة عجمان، وكلية فاطمة للعلوم الصحية وأطباء من مستشفى البراحة واستشاريين الأمومة والطفولة. واختتمت فعاليات الورشة بمناقشة موسعة بين الحضور خلصت إلى عدد من التوصيات الفنية التي يجب مراعاتها لضمان تنفيذ البروتوكول بالشكل الصحيح. وكانت مدير الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة قد أوضحت أن تغذية الأمهات وخاصة في مرحلتي الحمل والرضاعة وكذلك تغذية الرضع وصغار الأطفال تعتبر من الأمور المهمة والحيوية التي توليها العديد من المنظمات الصحية المحلية والعالمية اهتماماً بالغاً لما لها من تأثير بالغ على صحة الأم وبقاء الطفل سليما صحيا جسديا ونفسيا. وذكرت أنه في الآونة الأخيرة فقد أصبح موضوع التغذية يشكل نوعاً من القلق أكثر من ذي قبل وذلك نظرا للتوسع الكبير الذي طرأ على أسواق الأغذية ومنتجات الحليب الصناعي مما كان دافعاً لاستهلاك هذه المواد بصورة أكبر في غياب الارشادات اللازمة حول الاساليب المثلى لاستخدامها. ويتمثل ‏الهدف العام للاستراتيجية العالمية لتغذية الرضع وصغار الأطفال وفقا لـ منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف في حماية وتشجيع ودعم الممارسات المثلى لتغذية هذه الفئة الحساسة. وتؤكد الاستراتيجية على أن ‏الفترة الممتدة من الولادة إلى حين بلوغ الطفل عامه الثاني هي «فرصة سانحة بالغة ‏الأهمية» لتحقيق جودة النمو والصحة والنماء السلوكي. وتعتبر التغذية المثلى للرضيع وللطفل الصغير ‏حاسمة الأهمية أثناء هذه الفترة، التي تتمثل في إرضاع الطفل رضاعة طبيعية حصرياً طيلة الأشهر ‏الستة الأولى من عمره، ومواصلة إرضاعه طبيعياً لمدة سنتين ، إلى جانب التغذية التكميلية الوافية ‏تغذوياً والمأمونة والمناسبة لعمر الطفل بعد إكماله الشهر السادس، كما تعتبر تغذية الأم مهمة أيضاً لكفالة وضع تغذوي جيد ‏للرضيع، وكذلك لحماية صحة المرأة. يذكر أن الإدارة المركزية للأمومة والطفولة بوزارة الصحة تقوم بتقديم خدمات وقائية وعلاجية وتعزيزية شاملة باعتبارها من أولويات الخطط والبرامج الصحية التي تنفذها الإدارة حيث تأتي تغذية الحوامل والرضع وصغار الاطفال في مقدمة البرامج والخطط الرامية الى ضمان حمل وولادة آمنة وطفل سليم معافى. وتأتي هذه الاجراءات نظرا لما تحظى به التغذية من اهتمام بالغ على نطاق العالم لارتباطها الوثيق ليس فقط بحياة الأم والطفل بل بحياة الأسرة والمجتمع عامة.