مفاوضات جديدة بين كتلتي المالكي وعلاوي

أكدت مصادر عراقية مطلعة أمس، أن اجتماعاً يضم عدداً من قيادات ائتلاف “دولة القانون” بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي وأخرى من القائمة “العراقية” برئاسة أياد علاوي يجري وسط تكتم شديد في بغداد، بهدف التوصل إلى صيغة مشتركة ترضي جميع الفرقاء للمشاركة في الحكومة المقبلة، وفيما أعلن القيادي البارز في “دولة القانون” النائب سامي العسكري، أن حوارات “التحالف الوطني” مع ائتلاف القوى الكردستانية مستمرة ومازالت هناك بعض النقاط للوصول إلى اتفاق بشأنها، طالب عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الأعلى الشيعي علي السيستاني في كربلاء، السياسيين العراقيين بإجراء مفاوضاتهم لتشكيل الحكومة داخل البلاد ومعالجة الخلافات فيما بينهم. وأبلغت مصادر العراقية نفسها “الاتحاد” أمس، أن ائتلاف دولة القانون أقنع الأطراف الكردية بالتنازل عن رئاسة الجمهورية لاسنادها للقائمة العراقية، في وقت جدد فيه حيدر الملا القيادي في العراقية، التأكيد على أن قائمته لن تشارك في حكومة يتولاها المالكي وأن مفاوضاتهم مع دولة القانون قد توقفت منذ شهرين. وأشار الملا في تصريح لـ”الاتحاد” من العاصمة الأردنية عمان حيث يواصل عقد اجتماعته مع قيادات من المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم وحزب “الفضيلة” الإسلامي، إلى أن الأسبوع الحالي سيشهد إعلان تشكيل ائتلاف جديد يجمع العراقية مع المجلس الأعلى وفق الشروط التي تؤهل هذا الائتلاف لتشكيل الحكومة. وعلى الصعيد نفسه، أعلن القيادي في التحالف الوطني نصار الربيعي أمس، أن الوفد التفاوضي المشكل من قبل التحالف الوطني سيجتمع غداً الأحد مع وفد ائتلاف الكتل الكردستانية. وقال في تصريح صحفي “إن الاجتماع سيبحث بنود وفقرات الورقة التفاوضية المقدمة من قبل ائتلاف الكتل الكردستانية”، متوقعاً تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف العراقية خلال فترة قريبة.? والورقة التفاوضية للكتل الكردية، تتضمن 19 بنداً وتركز خصوصاً على تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بالمناطق المتنازع عليها وخاصة كركوك. وبدوره، قال العسكري إن قيادات التحالف الكردستاني تعلن باستمرار، أن هناك توافقاً كبيراً مع التحالف الذي يتزعمه المالكي، ما قد يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة،? وأوضح القيادي البارز في دولة القانون أن التصور العام للورقة الكردية بالنسبة للتحالف الوطني هو أنها ورقة مقبولة. إلى ذلك، قال الكربلائي ممثل السيستاني في كربلاء أمام مئات المصلين في صحن الإمام الحسين خلال خطبة الجمعة أمس، “ما نأمله ونرجوه من الكتل السياسية أن تكون اجتماعاتهم داخل خيمة العراق”. وأضاف “ليس من الصحيح الذهاب إلى دول الجوار لبحث عن حل للإسراع في تشكيل الحكومة، وليس أمراً صحيحاً ولا لائقاً أن تكون الاجتماعات واللقاءات خارج العراق وألا يكون الحوار مبنياً على الأسس والمبادئ الدستورية وليس وفقاً للأهواء والرغبات”، وشدد على ضرورة اتخاذ قرار حاسم بتشكيل الحكومة، قائلاً “لا بد أن يحصل الاتفاق والتفاهم على توزيع المواقع الرئاسية التي لم تحسم بعد 7 أشهر .. وربما يستغرق توزيع المناصب الأخرى سنة كاملة”، وشدد الكربلائي بقوله “المواطن يشعر بالمماطلة في عملية تشكيل الحكومة.. كفى مماطلة وتسويفا، فهناك انطباع سلبي لدى غالبية الشعب”. وغمز الكربلائي من قناة رجل الدين القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى صدر الدين القبانجي قائلاً “تتصور بعض الكتل أن مسارها مقبول لدى المرجعية وهذا غير صحيح، فليس هناك من المرجعية كلام صريح أو إشارات إلى قبول مسار هذه الكتلة أو تلك”. وكان القبانجي صرح قبل 5 أيام بقوله “نحن لم نتلق أي مؤشر من المرجعية الدينية بالضد من الموقف الذي يسير عليه المجلس الأعلى بما يعطي رسالة أن المسارات التي اختارها مقبولة وشرعية”. والمجلس الأعلى منضوٍ في التحالف الوطني لكنه يعارض بشدة ترشيح المالكي لولاية ثانية، وقاطع اجتماع تزكية المالكي مرشح عن التحالف. أمنياً، قتل أحد منتسبي وزارة الداخلية وأصيب 3 مدنيين بانفجار عبوة لاصقة في سـيارة بمنطقـة الـدورة جنـوبي بغداد أمس. كما أصيب أحد العراقيين بانفجار عبوة ناسفة في أرض زراعية قرب قضاء الحويجة غرب كركوك، من جهة أخرى،? سقط صاروخ قرب نقطـة تفتـيش للجيش العراقي ناحيـة الرياض غرب كركوك لكنه لم ينفجر. فيما اعتقلت قوة من الجيش العراقي 4 مسلحين بحوزتهم عبوات ناسفة وأسلحة خفيفة ومسدسات كاتمة للصوت في عملية عسكرية نفذت شمال غرب بعقوبة.