اليابان تستقبل بطل مونديال السيدات بـ «التهنئة والمديح»

حظي منتخب السيدات الياباني لكرة القدم باستقبال الأبطال أمس مع عودته إلى بلاده قادما من ألمانيا، بعد يومين من إحرازه لقب بطولة كأس العالم للسيدات. وكانت المئات من الجماهير في استقبال لاعبات المنتخب الياباني المبتسمات لدى وصولهن مطار ناريتا الدولي خارج طوكيو، حيث انهالت عليهن عبارات التهنئة والمديح. وصرحت هوماري ساوا الحائزة لقب أفضل لاعبة في مونديال ألمانيا، لوسائل الإعلام اليابانية بأن المساندة الجماهيرية جعلت فوز المنتخب الياباني باللقب ممكناً. وكررت العديد من البرامج التلفزيونية عرض أهداف المنتخب الياباني بالبطولة يوم الأحد الماضي عندما فازت اليابان في أول نهائي كأس عالم للسيدات تصل إليه في ألمانيا. وتغلب المنتخب الياباني على نظيره الأميركي، المصنف الأول على العالم وبطل كأس العالم مرتين 3 - 1 بركلات الترجيح بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل 2- 2 . واعتبر الإعلام الياباني هذا الفوز من بين الأخبار القليلة التي تبعث على التفاؤل بعد زلزال الحادي عشر من مارس الماضي وموجات المد العاتية “تسونامي” التي أعقبته، ما أسفر عن مصرع 15500 شخص. وأكد يوكيو إدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، أن الحكومة اليابانية تفكر في إهداء الفريق جائزة رئيس الوزراء. وقال إدانو إن هذا “الفوز إنجاز عظيم يجب أن تحتفل به البلاد كلها بما فيها المناطق المنكوبة”. وأكد ناوتو كان رئيس الوزراء الياباني أنه تعلم بعض الدروس من انتصار سيدات اليابان، وصرح رئيس الوزراء الياباني في جلسة برلمانية قائلاً: “أود أنا الآخر أن أبذل قصارى جهدي دون أن أستسلم” في إشارة إلى بقائه في منصبه رغم الوعد الذي قطعه بالتنحي بعد ما واجهته حكومته من انتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع كارثة الزلزال. ومن ناحية أخرى بعد سنوات طويلة عاشت فيها لاعبات كرة القدم باليابان في الظل أمام سطوة كرة القدم على مستوى الرجال جاء فوز المنتخب الياباني بلقب بطولة كأس العالم السادسة للسيدات ليقلب الأوضاع رأساً على عقب في هذا البلد الواقع في أقصى الشرق. وما زال دور المرأة في المجتمع الياباني يواجه مشكلة عدم المساواة وسط المنظور العام لدى كثيرين الذي يرى أن أبرز اهتمامات المرأة اليابانية هي البقاء في المنزل وتكريس جهودها لخدمة ورعاية الأطفال والعائلة. ولم يكن في تفكير المرأة اليابانية في الماضي أن تتخذ من كرة القدم مجالاً للعمل أو الاحتراف، ولكن الفوز الثمين للمنتخب الياباني على نظيره الأميركي بضربات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة التي اختتمت فعالياتها بألمانيا قد يغير كل هذه الأمور والمفاهيم، وعانت لاعبات كرة القدم اليابانيات لسنوات طويلة من تواريها خلف نظرائهن الرجال حيث كانت ضحية للظلم والعداء الصريح وعدم المساواة. وأوضح سابورو كاوابوتشي أحد مسؤولي الاتحاد الياباني لكرة القدم أن العامين الماضيين فقط شهدا تحولاً كبيراً، حيث نجحت العديد من اللاعبات في ترك بصمة جيدة ليفتخرن بعملهن الجديد كلاعبات كرة قدم في أوقات فراغهن. وأصبح طموح المنتخب الياباني الفائز بلقب كأس العالم مثالاً يحتذى خاصة أنه جاء في توقيت رائع بعد أربعة أشهر من الزلزال الذي تعرضت له اليابان وموجات المد العاتية “تسونامي” التي تبعته. وقالت هوماري ساوا قائدة المنتخب الياباني “نجحنا لأننا واصلنا محاولاتنا ولم نيأس مطلقاً”، وسجلت ساوا هدف التعادل 2-2 لفريقها في الوقت الإضافي من المباراة لتقود المباراة إلى ضربات الترجيح التي حسمت اللقب لسيدات اليابان ليصبح المنتخب الياباني أول فريق آسيوي يتوج باللقب العالمي. كما فازت ساوا بلقبي أفضل لاعبة في البطولة وأفضل هدافه في البطولة برصيد خمسة أهداف، ورغم ذلك لم يتضح بعد ما إذا كان إنجاز الفريق سيفتح الطريق أمام أخريات لممارسة اللعبة والتألق فيها بهذا البلد الذي تعاني فيه لاعبات كرة القدم في ظل هيمنة الرجل على المجتمع الياباني. وترى الناشطة في مجال حقوق المرأة ماي أويدا أن هذا الإنجاز الذي حققه الفريق في مونديال السيدات سيكون له دلالة بارزة، وتتضح معاناة المرأة اليابانية من عدم المساواة من خلال اتجاه العديد منهن لترك عملهن بعد إنجاب الطفل الأول. كما تقتصر نسبة عدد السيدات من بين إجمالي عدد أعضاء البرلمان الياباني على 9. 10 في المئة فقط، وبالإضافة إلى ذلك لا تشهد الحكومة اليابانية أي وزيرة حيث تتكون من وزراء كلهم من الرجال. و فشلت لاعبة كرة القدم الألمانية بريجيت برينز في تحسين رقمها القياسي في عدد الأهداف التي تسجلها أي لاعبة في تاريخ مشاركاتها ببطولات كأس العالم للسيدات، وخرجت مع منتخب بلادها مبكراً من بطولة كأس العالم 2011 التي استضافتها ألمانيا من 26 يونيو الماضي إلى 17 يوليو الحالي. ونجحت البرازيلية مارتا الفائزة بلقب أفضل لاعبة في العالم على مدار السنوات الخمس الماضية على التوالي في معادلة رقم برينز لتقتسم معها صدارة قائمة أفضل الهدافات في تاريخ البطولة برصيد 14 هدفاً لكل منهما. المشجعون يستقبلون منتخب السويد بهتافات الترحيب ستوكهولم (د ب أ)- رحب مئات المشجعين أمس الأول بأعضاء بعثة المنتخب السويدي لدى وصوله إلى بلاده، بعدما أحرز المركز الثالث في بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات التي اختتمت في ألمانيا. وكانت المهاجمة لوتا تشيلين التي سجلت هدفاً في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتي انتهت بفوز السويد على فرنسا 2 - 1 واحدة من اللاعبات اللاتي تلقين الورود وهتافات الإشادة لدى وصول الفريق إلى مطار جوتنبرج غرب السويد. وقالت تشيلين في تصريحات نشرتها صحيفة “جي.بي” في موقعها على الإنترنت “العودة إلى الوطن شيء عظيم”، كذلك رحبت ماري هامارستورم التي سجلت أيضاً للمنتخب السويدي، بهذا الاهتمام وقالت إنها لا تزال لا تصدق أن المنتخب أحرز ميدالية في البطولة. وتقضي اللاعبات ساعات قليلة مع عائلاتهن وأصدقائهن، ثم يشاركن في موكب يطوف مدينة جوتنبرج وحتى ميدان جوتابلاتسن حيث يتوقع تواجد آلاف المشجعين.