جودت صبرا، أ ف ب (بيروت) - تجددت المواجهات العسكرية على جانبي الحدود اللبنانية السورية ليل الأربعاء الخميس بين الجيش السوري النظامي ومجموعات من المسلحين المنشقين الذين كانوا يحاولون الدخول إلى العمق السوري قبل انتشار الجيش اللبناني بساعات وتعرضت بلدات لبنانية في منطقة عكار لقصف مدفعي وصاروخي أسفر عن إصابة لبناني وتضرر عدد من المنازل. في حين أفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن الجيش النظامي أحبط أكثر من محاولة تسلل مسلحين وصفتهم بـ”الإرهابيين” من لبنان إلى سوريا، وتمكن من قتل العديد منهم ومصادرة أسلحة كانت معدة للتهريب إلى داخل الأراضي السورية.
وذكر مصدر أمني وشهود أن “اشتباكاً وقع بين مسلحين في بلدة الدبابية في أقصى شمال لبنان والقوات السورية في بلدة حالات السورية المقابلة قرابة الساعة الثانية من فجر أمس، تلاه قصف مكثف من الجانب السوري على الدبابية وجوارها”.
وقال المصدر إن “حوالى 50 قذيفة سقطت في مناطق زراعية وعلى طول الحدود في الدبابية والجوار، ما تسبب بإصابة شاب في عينه”.
وتبعد الدبابية حوالى 10 كيلومترات عن منطقة وادي خالد الحدودية التي شهدت الحوادث السابقة, وهي عبارة عن تلة يفصل بينها وبين بلدة حالات السورية واد ومجرى نهر. ويسهل الاختباء في هذا الوادي الممتد على طول حوالى 20 كيلومتراً بمحاذاة الحدود.
كما أفاد سكان رفضوا الإدلاء باسمائهم وكالة فرانس برس عن حصول اشتباك مماثل وسقوط قذيفتين في بلدة الطفيل الحدودية مع سوريا لجهة الشرق، مما تسبب بإصابة 3 لبنانيين. وتقع الطفيل اللبنانية قرب معبر المصنع الحدودي ولا بد للوصول إليها من دخول الأراضي السورية، اذ لا طريق للسيارات يوصل إليها. وهي المرة الأولى التي تشهد هذه المنطقة مثل هذا الحادث.
من ناحيتها، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بسقوط 15 قذيفة سورية ليل الأربعاء الخميس على الحيين الغربي والشرقي في بلدة الدبابية وحدها، مما أدى إلى نزوح كبير للسكان إلى مناطق آمنة.
كما أشارت إلى سقوط قذائف أخرى على احراج بلدتي الدوسة والكويشرة جراء اشتباكات عنيفة على الحدود الدولية بين مسلحين والجيش السوري.
وبدورها، أكدت قناة “الجديد” الفضائية أن القصف المدفعي السوري ازداد عنفاً مع ساعات الصباح الأولى أمس، حيث طاولت القذائف السورية بلدات فشلق ونورا والدبابية والدوسة وصولاً إلى طريق عام حلبا القبيات. وأفادت معلومات صحفية عن إصابة المواطن اللبناني خضر ناجي بشظية في عينه جراء انفجار قذيفة مدفعية مصدرها الجانب السوري بالقرب من منزله في بلدة الدوسة.
كما أصابت قذيفة سورية أخرى منزلاً على طريق عام حلبا القبيات والحق القصف المدفعي خسائر مادية كبيرة في ممتلكات ومنازل البلدات التي استهدفها، مما تسبب بنزوح جميع الأهالي إلى مناطق أكثر أمناً، ثم عادوا صباحاً بعد توقف القصف ودخول قوات من الجيش اللبناني إلى المنطقة لضبط الأمن تنفيذاً لخطة الحكومة اللبنانية القاضية بانتشاره بامتداد الحدود البرية مع سوريا.
وشوهدت بعد ظهر أمس قوافل كبيرة للجيش اللبناني بينها ناقلات آليات تحمل دبابات وملالات تتجه إلى منطقة وادي خالد وجوارها، تمهيداً لاتخاذ مواقع لها في هذه المنطقة الأكثر اشتعالاً على الحدود الشمالية.
عدد اليوم
