المرء مجبول على الاقتداء بجليسه، والجليس الصالح يبصرك بعبوبك وبسبل تلافيها، ويدلك على أهل الخير ويبعدك عن أهل الشر، ويكفك عن المعاصي فقد تتركها حياء منه، ثم تنبعث بعد ذلك إلى تركها بالكلية، ويحفظ عليك وقتك من أن يضيع سدى·
ورؤية أهل الخير تذكرك بالله عز وجل، وجليس الخير يحفظك في حضرتك ومغيبك، وهو زين في الرخاء وعدة في البلاء، وسبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وانك تنتفع بدعائه الطيب· ومجالس الخير تغشاها الرحمة وتحفها الملائكة وتتنزل فيها السكينة، وتهابها الشياطين وتنفر منها· ومحبة أهل الخير تدوم وتستمر وتتجدد وهي سبب لمحبة الله ''وجبت محبتي للمتحابين فيّ''·
الحب في الله سبيل لتذوق طعم الإيمان، والمتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة، وجلساء الخير يرفعون من قدرك ويحافظون على سمعتك·
سعود العتيق - أم القيوين